تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 46
نمايش فراداده

و قيل: لم يجاوزها أحد، و إليها ينتهى علمالملائكة و غيرهم و لا يعلم أحد ما ورائها.

و قيل: ينتهى إليها أرواح الشهداء، قالتعالى: عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‏ [53/ 15]أي تأوى إليها أرواح السعداء و أصحاباليمين.

و من قال إنّها ينتهى إليها علم الملائكةو غيرهم و لا يعلم أحد ما ورائها أرادبالعلم: العلوم التخيّليّة الجزئيّةالمتعلّقة بعالم الصور و الأشباح، دونالمعارف العقليّة المتعلقة بعالم المعانيالمحضة، و أكثر إطلاق الملائكة علىالجواهر المتعلّقة بالأجسام و ملكوتها وباطنها، فيكون علومها علوما جزئيّة، دونعلوم المقرّبين، المجردين عن عالم الصور،و أراد من غيرهم أصحاب اليمين، المقتصرينفي العلوم على ما يسمعون بحسب النقل والرواية فيما يتعلّق بالأعمال، دونالمكاشفات الغيبيّة المتعلّقة بحقائقالأشياء و أحوالها.

و عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله: رأيتعلى كلّ ورقة من أوراقها ملكا قائما يسبّحاللّه «48».

و عند العرفاء إنّ المراد من هذه الشجرةفي العالم الكبير هي قوّة ملكوتيّة مظهرهاالسماء السابعة، شأنها تصوير الحقائق وتنزيلها منزلة التخليق و التشكيل، و هيمتوسّطة بين عالم الأمر و الخلق.

و في العالم الصغير الإنساني: القوّةالخياليّة التي مظهرها اللطيفة البخاريّةالواقعة في بعض تجاويف الدماغ، التي فيلطافتها و شفيفها تشبه السماء السابعة، وهي- أيضا- متوسّطة بين العقل و الحسّ،شأنها تجسيم المعقولات و تجريد المحسوسات.و لهذا وقع في بعض الروايات عن ابن مسعود

(48) قرب الاسناد: ص . مجمع البيان في تفسيرالاية.