تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 7
نمايش فراداده

من معدن الشرّ و الوبال، و الاتصال بأنوارالمبدإ الفعّال، ليصير أحد سكّان عالمالخير و النور، متنعّما بنعيم الآخرة ودار السرور، و متخلّصا عن عالم الزور ومخالطة الآفات و الشرور. فلم يجز في دأبالرحمة الإلهيّة و سنّة العنايةالربّانيّة إهمال الإنسان عمّا خلق لأجلهو اهّل له، بأن يترك سدى، و إرساله كسائرالحيوان في مراتع الجهالات بغير هدى.

و من المعلوم إنّ لكلّ شي‏ء كمالا يخصّهلأجله خلق، و فعلا معيّنا يتممّه إذا لهوفّق، و كمال الإنسان في إدراك الحقايقالكليّة، و نيل المعارف الإلهيّة، والتجرّد عن المحسوسات الماديّة، و الخلاصعن القيود الشهوية و الغضبيّة.

و هذه لا تتحصّل إلّا بالهداية و التعليم،و التأديب و التقويم. فبعث اللّه رسولا ومعلّما، و أرسل كتابا جامعا فيه لبّ أسرارالتأويل و تفاصيل أحكام التنزيل، متضمّنالعلوم الأوّلين و الآخرين، مشتملا علىخلاصة الآداب و السنن التي كانت لسايرالنبيّين و المرسلين، مع زيادة إكمال وتتميم، و فصاحة مقال في ألفاظ الترقيم، ونزّلها منجّما على حسب المصالح و الأوقات،و فصّلها في صور السور و الآيات، كلّ سورةمن سوره بحر مملوّ من جواهر المعاني والبيان، بل فلك محشو من كواكب الحقايق والأعيان و كل آية من آياته صدفة مكنونةفيها درر ثمينة و قيّمة، كلّ منها توازيروح الإنسان، بل دراري تتلألأ و تستضي‏ء«2» في سماء الهداية و النبوّة و الولاية،فتنشأ من لمعاتها و إضاءتها حيوة الإنس والجان، في النشأة الآخرة و دار الحيوان، والخلاص من ظلمة العمى و الحرمان و عذابالقبر و النيران.

و سورة الواقعة من بينها مشتملة على أسرارشريفة من علم المعاد،

(2) تلمع- نسخة.