الصافّات حيث قال: إِنَّها شَجَرَةٌتَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ*طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ[37/ 65].
و هي شجرة النفس الخبيثة، المتغيّرة عنالفطرة العقليّة لسبب «96» اعتقادات فاسدةأفسدتها، كشجرة طيبّة تغيّرت رائحتهالفساد تطرّق إليها و غيّرها عن الطبيعةالأصلية فصارت كريهة الطعم و الرائحة، وهي بسبب «97» هذه الإعتقادات نابتة «98» فيقعر جهنّم الطبيعة، المتشعبة أفنانها فيدركاتها، تتغذّى بها قلوب الكفّار و نفوسأهل النار، لأنّها تنمو و تزيد بواطنهم فيالنفسانيّة و قوّة الشرارة و القساوة «99»و شدّة الجحود و العداوة لأهل الدين وأصحاب اليقين، و إليه الإشارة بقوله:فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ.
فشجرة الزقّوم كأنّها مثال لنفوس الرؤساءو أئمّة الضلال المبتدعين للتعليم والإرشاد، و إليه الإشارة بقوله: إِنَّاجَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ [37/63] إذ قد صارت تلك النفوس من جهة طلعها- أيحملها و ثمرها من العلوم المغالطيّة والأكاذيب الوهميّة- رؤوس الشياطين.
و «الآكلون من زقّوم» إشارة إلى نفوسالأتباع و المقلّدين، الذين ظلّوا عنسبيلهم و نكبوا عن دليلهم. و أكلهم منها:أخذهم الإعتقادات الباطلة منها و تديّنهمبدينها. و امتلاء بطونهم منها: نشؤهم فيهذه العقائد الرديّة المسودة للقلوب،المغذّية «1» للنفوس الشقيّة، المنمية لهافظاظة و غلظة، المورثة لها شدّة و قسوة،فإنّ الأشرار غذائهم من الشرور و هذهأغذيتهم الاخرويّة.
و بإزاء أغذية هؤلاء أرزاق أهل اللّه ومقويّات قلوبهم و مغذيّات أرواحهم
(96) بسبب- نسخة. (97) بحسب- نسخة. (98) ثابتة- نسخة. (99) و الفساد- نسخة. (1) المعذبة- نسخة.