تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 95
نمايش فراداده

و المزابل و المواضع المظلمة، و ذلكلبرودة قواهم الطبيعيّة بالهرم و الموت وانطفاء أنوار حواسّهم، فليس لأحدهم نور،لا نور المعرفة و لا نور «78» الحسّ و لا نارالطبيعة، لأنّهم باعوا حرارة الطبيعة وأنوار الحواسّ بثمن بخس دراهم «79» اللذاتالدنيويّة، و لم يصرفوها في اكتساب نورالمعرفة حتّى يربحوا و يفوزوا فوزا عظيما،فهم قد خسروا خسرانا مبينا كما قال سبحانه:فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوامُهْتَدِينَ* مَثَلُهُمْ كَمَثَلِالَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّاأَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُبِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍلا يُبْصِرُونَ* صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌفَهُمْ لا يَرْجِعُونَ [2/ 16- 18].

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 74]

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(74) لمّا ذكر سبحانه ما دل على قدرته و حكمته وإنعامه على وجه العناية الخالية عن شوبالأغراض التي يعود إليه، أمر نبيّه صلىالله عليه وآله- تعليما للعباد- على إنشاءالتسبيح، إمّا تقديسا له عن فعل العبث والجزاف و عن الإرادة المعلّلة بالدواعي والأغراض الزائدة و تنزيها له عمّا يقولالظالمون الذين يجحدون بآياته و يكفرونبوحدانيّته، و إمّا تعجبا من أمر المبدعلهذه العجائب المصنوعة لأمره، أو من أمرمن ينظر إلى هذه الآلاء الباهرة و الأياديالظاهرة، ثمّ يمرّ عليها معرضا عن التدبّر«80» فيها و التفكّر في منافعها و مباديها وغاياتها، كما قال:

(78) نار- نسخة.

(79) هي- نسخة.

(80) النظر- نسخة.