و ذلك لانه لو صدر قبل حديث الرخصة، يكون الثانى ناسخا و الاول منسوخا، و المنسوخ لا يحتجبه، و ان صدر بعد حديث الرخصة يكون مخصصا له و قابلا للاحتجاج و معالجهل بشانه، لا يحتجبه.
و قد نقل الترمذى صاحب السنن، فى كتابه عن بعض اهل العلم ان هذا كان قبل ان يرخص النبى فى زيارة القبور فلما رخص، دخل فى رخصته الرجال والنساء.
و قال بعضهم: انما كره زيارة القبور للنساء، لقلة صبرهن و كثرة جزعهن.
و قال القرطبى: لم يلعن النبى صلى الله عليه وآله كل امراة تزور القبور، بل لعن المراة التى تزور القبور دوما، و الدليل على ذلك قولهصلى الله عليه وآله: زوارات القبور و كلمة «زوار» هى صيغة المبالغة، و تدل على الكثرة والتكرار [11] .
و سابعا: ان حديث المراة على خلاف المقصود ادل لانها بعد ما رجعت الى باب النبى و اعتذرت بانها لم تعرف، خاطبها النبى بقوله: «انما الصبر عند الصدمة الاولى» و لو كانتبكائها و زيارتها القبر امرا محرما كان على النبىصلى الله عليه وآله ان يصرح به و ينبه على خطاها، مع انه صلى الله عليه وآله اوصاها بالصبر فى كلا اللقائين.
ثامنا: و اما الحديث الاخير فهو ضعيف سندا و دلالة.
اما السند ففيه دينار بن عمر الذى قال ابوحاتم فى حقه انه ليس بالمشهور، و قال الازدى: متروك، و قال الخليل فى الارشاد: كذاب. و قال ابن حبان: يخطىء[12].
فهل يمكن ان يستدل بحديث كذا.
و اما الدلالة فلان النبىصلى الله عليه وآله يذم النسوة اللواتى لم يكن لهن اى مسؤولية فى تجهيز الميت، و انما جلسن للنظر والمشاهدة و الا فلو كان لهن مهمة معينة فتعكس القضية، و يكن ماجورات لا مازورات و لذلك سالهن النبى عن وجه جلوسهن فلما علم حالهن ند بهن.
و يمكن حمل النهى فى الحديث، على النهى عن المشايعة فعندئذ يكون اجنبيا عن المقصود و هو زيارة القبور بوقار و سكينة.
و ختاما نلتفت نظرك الى نكتة و هى: ان الاسلام دين الفطرة، و الشريعة السهلة و السمحة، و قال صلواتالله عليه و آله:
«ان هذا الدين لمتين فاوغلوا فيه برفق» .
و على ذلك نفترض ان امراة مؤمنة صالحة فقدت ابنها الرشيد و دفنوه تحت ركام عن التراب و قلبها ملتهبة و انما تسكن قلبها اذا زارت قبر ولدها دون ان تقول شيئا يغضب الرب، و انما تسكب عيونها دموعا و عبرات، فهل يمكن للدين السهل السمح منعها عن زيارة قبر ولدها البار و كبس نفسها فى قلبها و جوانحها.
لقد حصحص الحق و بان باجلى مظاهره و تبين ان القول بالجواز هو القول الحق المتعين.
ارجو من الله سبحانه ان يحق الحق و يبطل الباطل و يجمع شمل المسلمين، و يرزقهم توحيد الكلمة كما رزقهم كلمة التوحيد. و المسلمون - مع تفرقهم فى الفروع والاحكام - تجمعهم مشتركات عديدة.
و لنعم ما قال شاعر الاهرام:
المدينة المنورة شهر جمادى الاولى من شهور عام 1421
زائر الحرم الشريف
به نام خداوند رحمان و رحيم
حضور شيخ دانشمند; خدا او را به آنچه كه رضايش در آن است موفق گرداند.
درود و رحمت و بركات خدا بر شما باد.
من از نظرات شما درباره احاديث كتاب «زيارت در كتاب و سنت» آگاه شدم، براى توضيح مقصودم، مطالبى را يادآور مىشوم:
اولا: اينكه مىگوييد: «عايشه كيفيت زيارت را آموخت ولى وارد بقيع نشد و زيارت نكرد» ، ضررى به استدلال نمىزند زيرا محور استدلال ورود عايشه به قبرستان نيست، بلكه محور آن آموزش صيغه زيارت است و ما در اين موقع در برابر دو سؤال قرار مىگيريم:
1- درحالى كه زيارت قبور براى زنان جايز بود، پيامبرصلى الله عليه وآله كيفيت زيارت را به او آموخت؟
2- درحالى كه زيارت قبور براى زنان حرام بود پيامبرصلى الله عليه وآله كيفيت زيارت را به او آموخت؟
صورت نخست گواه بر مقصود ما است و اين كه زيارت قبور براى زنان جايز است.