دراسة تحلیلیة حول عناصر بقاء السنة الشریفة

احمد مبلغی

نسخه متنی -صفحه : 11/ 2
نمايش فراداده

علوم حديث ـ شماره 4 ، تابستان1376

دراسة تحليلية حول عناصر بقاء السنّة الشريفة

احمد مبلّغى

لقد حظيت السنّة ـ بعد الكتاب الكريم ـ بالبحث والدراسة على أرفع المستويات، وفي اتجاهات شتّى. فنشأت من جراء ذلك مكتبة إسلاميّة عامرة ببحوث السنّة الشريفة وما زالت الأرضية خصبة والفرصة مؤاتية للبحث عنها في ميادين جديدة لم تطرق بعد، أو لتجديد البحث في ما طرق من الميادين السابقة.

ولقد اخترنا في هذه المقالة إلقاء نظرة تحليليّة إلى قضية بقاء السنّة الشريفة على مرّ الزمن.

وقد يبدو لأوّل وهلة أنّ البحث عن بقاء السنّة، أمر ليس له جدوى باعتبار أنّ بقاءها يعدّ شيئاً كان لابّد من تحقّقه، حيث انّها تمثّل المصدر الثاني للشريعة الاسلاميّة.

ونقول لدفع هذا التوهّم إنّ هناك نكتتين تبرزان أهميّة البحث عن بقاء السنّة، وهما:

اوّلاً، إنّ قضيّة بقاء ونموّ مجموعة فكريّة على مدى قرون طويلة، ليست أمراً سهلاً حتى إليه بعين البساطة؛ بل هو أمر ملفت للنظر ويستحقّ توجيه البحث إليه. هذا بالنسبة إلى مجموعة فكريّة محدودة فكيف الأمر بالنسبة إلى السنّة التى شملت جميع ميادين الحياة.

ثانياً، إنّ السنّة لم تكن خلال مسيرتها الطويلة عبر التاريخ بمأمن من المحاولات العدائيّه التى استهدفت الاطاحة بها أو تضعيفها. ورغم ذلك، فإنّها بقيت وترسخت في أوساط الأمّة.

وعلى ضوء ذلك، فلا ينبغي قصر النظر على النتيجة (وهي بقاء السنة) من دون النظر إلى تلك العناصر التي تظافرت للوصول إلى هذه النتيجة.

ولذا، آثرنا أن يكون بحثنا مركزاً على كشف ودراسة العناصر التي لعبت هذا الدور.