النصب، فهو أن يكون التقدير: بشرناهابإسحق و من و راء إسحق و هبنا لها يعقوب، وأما وجه الرفع فهو أن يكون التقدير: و من وراء إسحق يعقوب مولود أو موجود.
الأول: و هو قول الأكثرين أن معناه بعد أيبعد إسحق يعقوب و هذا هو الوجه الظاهر. والثاني: أن الوراء ولد الولد، عن الشعبيأنه قيل له هذا ابنك، فقال نعم من الوراء،و كان ولد و لده، و هذا الوجه عندي شديدالتعسف، و اللفظ كأنه ينبو عنه.
قالَتْ يا وَيْلَتى أَ أَلِدُ وَ أَنَاعَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذالَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِرَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُعَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُحَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
في الآية مسائل:
أما قوله: أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً ففيه مسائل:
و الباقون بهمزتين بلا مد.
بيان المقدمة الأولى من ثلاثة أوجه:أولها: قوله تعالى حكاية عنها في معرضالتعجب أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وثانيها: قوله: إِنَّ هذا لَشَيْءٌعَجِيبٌ و ثالثها: قول الملائكة لها أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ و أمابيان أن التعجب من قدرة اللَّه تعالى يوجبالكفر، فلأن هذا التعجب يدل على جهلهابقدرة اللَّه تعالى، و ذلك يوجب الكفر.
و الجواب: أنها إنما تعجبت بحسب العرف والعادة لا بحسب القدرة فإن الرجل المسلملو أخبره مخبر صادق بأن اللَّه تعالى يقلبهذا الجبل ذهبا إبريزا فلا شك أنه يتعجبنظرا إلى أحوال العادة لا لأجل أنه استنكرقدرة اللَّه تعالى على ذلك.
فاعلم أن شيخا منصوب على الحال، قالالواحدي رحمه اللَّه: و هذا من لطائف النحوو غامضه فإن كلمة هذا للإشارة، فكان قوله:وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً قائم مقام أن يقالأشير إلى بعلي حال كونه شيخا، و المقصودتعريف هذه الحالة المخصوصة و هي الشيخوخة.
أي هذا بعلي و هو شيخ، أو بعلي بدل منالمبتدأ و شيخ خبر أو يكونان معا خبرين، ثمحكى تعالى أن الملائكة قالوا: أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ والمعنى: أنهم تعجبوا من تعجبها، ثم قالوا:رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُعَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ و المقصودمن هذا الكلام ذكر ما يزيل ذلك التعجب وتقديره: إن رحمة اللَّه عليكم متكاثرة وبركاته لديكم متوالية متعاقبة، و هيالنبوة و المعجزات القاهرة و التوفيقللخيرات العظيمة فإذا رأيت أن اللَّه خرقالعادات في تخصيصكم بهذه