المسألة الأولى: قرأ ابن عامر و حمزة و حفصعن عاصم و يعقوب بالنصب و الباقون بالرفع - مفاتیح الشرائع جلد 18
لطفا منتظر باشید ...
نفس الضحك، و منهم من حمل هذا اللفظ علىمعنى آخر سوى الضحك. أما الذين حملوه علىنفس الضحك فاختلفوا في أنها لم ضحكت، وذكروا وجوها: الأول: قال القاضي إن ذلكالسبب لا بد و أن يكون سببا جرى ذكره في هذهالآية، و ما ذاك إلا أنها فرحت بزوال ذلكالخوف عن إبراهيم عليه السلام حيث قالتالملائكة:لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلىقَوْمِ لُوطٍ و عظم سرورها بسبب سرورهبزوال خوفه، و في مثل هذه الحالة قد يضحكالإنسان، و بالجملة فقد كان ضحكها بسببقول الملائكة لإبراهيم عليه السلام لاتَخَفْ فكان كالبشارة، فقيل لها: نجعل هذهالبشارة بشارتين، فكما حصلت البشارةبزوال الخوف، فقد حصلت البشارة أيضا بحصولالولد الذي كنتم تطلبونه من أول العمر إلىهذا الوقت و هذا تأويل في غاية الحسن.الثاني: يحتمل أنها كانت عظيمة الإنكارعلى قوم لوط لما كانوا عليه من الكفر والعمل الخبيث، فلما أظهروا أنهم جاؤالإهلاكهم لحقها السرور فضحكت. الثالث: قالالسدي قال إبراهيم عليه السلام لهم: أَ لاتَأْكُلُونَ قالوا: لا نأكل طعاما إلابالثمن، فقال: ثمنه أن تذكروا اسم اللَّهتعالى على أوله و تحمدوه على آخره، فقالجبريل لميكائيل عليهما السلام: «حق لمثلهذا الرجل أن يتخذه ربه خليلا» فضحكتامرأته فرحا منها بهذا الكلام. الرابع: أنسارة قالت لإبراهيم عليه السلام أرسل إلىابن أخيك و ضمه إلى نفسك، فإن اللَّه تعالىلا يترك قومه حتى يعذبهم، فعند تمام هذاالكلام دخل الملائكة على إبراهيم عليهالسلام، فلما أخبروه بأنهم إنما جاؤالإهلاك قوم لوط صار قولهم موافقا لقولها،فضحكت لشدة سرورها بحصول الموافقة بينكلامها و بين كلام الملائكة. الخامس:أن الملائكة لما أخبروا إبراهيم عليهالسلام أنهم من الملائكة لا من البشر وأنهم إنما جاؤا لإهلاك قوم لوط طلبإبراهيم عليه السلام منهم معجزة دالة علىأنهم من الملائكة فدعوا ربهم بإحياء العجلالمشوي فطفر ذلك العجل المشوي من الموضعالذي كان موضوعا فيه إلى مرعاه، و كانتامرأة إبراهيم عليه السلام قائمة فضحكتلما رأت ذلك العجل المشوي قد طفر من موضعه.السادس: أنها ضحكت تعجبا من أن قوما أتاهمالعذاب و هم في غفلة. السابع: لا يبعد أنيقال إنهم بشروها بحصول مطلق الولد فضحكت،إما على سبيل التعجب فإنه يقال إنها كانتفي ذلك الوقت بنت بضع و تسعين سنة وإبراهيم عليه السلام ابن مائة سنة، و إماعلى سبيل السرور. ثم لما ضحكت بشرها اللَّهتعالى بأن ذلك الولد هو إسحق و من و راءإسحق يعقوب. الثامن: أنها ضحكت بسبب أنهاتعجبت من خوف إبراهيم عليه السلام من ثلاثأنفس حال ما كان معه حشمه و خدمه.التاسع: أن هذا على التقديم و التأخير والتقدير: و امرأته قائمة فبشرناها بإسحقفضحكت سرورا بسبب تلك البشارة فقدم الضحك،و معناه التأخير. الثاني: هو أن يكون معنىفضحكت حاضت و هو منقول عن مجاهد و عكرمةقالا: ضحكت أي حاضت عند فرحها بالسلامة منالخوف، فلما ظهر حيضها بشرت بحصول الولد،و أنكر الفراء و أبو عبيدة أن يكون ضحكتبمعنى حاضت، قال أبو بكر الأنباري هذهاللغة إن لم يعرفها هؤلاء فقد عرفهاغيرهم، حكى الليث في هذه الآية فَضَحِكَتْطمثت، و حكى الأزهري، عن بعضهم أن أصله منضحاك الطلعة يقال ضحكت الطلعة إذا انشقت.و اعلم أن هذه الوجوه كلها زوائد. و إنماالوجه الصحيح هو الأول.ثم قال تعالى: وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَيَعْقُوبَ و فيه مسألتان:المسألة الأولى: قرأ ابن عامر و حمزة و حفصعن عاصم و يعقوب بالنصب و الباقون بالرفع
أما وجه