[سورة يوسف (12): الآيات 47 الى 49] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قال أيها الصديق، و الصديق، هو البالغفي الصدق وصفه بهذه الصفة لأنه لم يجربعليه كذبا و قيل: لأنه صدق في تعبير رؤياه وهذا يدل على أن من أراد أن يتعلم من رجلشيئا فإنه يجب عليه أن يعظمه، و أن يخاطبهبالألفاظ المشعرة بالإجلال ثم إنه أعادالسؤال بعين اللفظ الذي ذكره الملك و نعمما فعل، فإن تعبير الرؤيا قد يختلف بسبباختلاف اللفظ كما هو مذكور في ذلك العلم.

أما قوله تعالى: لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَىالنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَفالمراد لعلي أرجع إلى الناس بفتواك لعلهميعلمون فضلك و علمك و إنما قال لعلي أرجعإلى الناس بفتواك لأنه رأى عجز سائرالمعبرين عن جواب هذه المسألة فخاف أنيعجز هو أيضا عنها، فلهذا السبب قال:لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ.

[سورة يوسف (12): الآيات 47 الى 49]

قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَدَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِيسُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّاتَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْبَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاًمِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِيمِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُالنَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ (49)

اعلم أنه عليه السلام ذكر تعبير تلكالرؤيا فقال: تَزْرَعُونَ و هو خبر بمعنىالأمر، كقوله:

وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ[البقرة: 228] وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ[البقرة: 233] و إنما يخرج الخبر بمعنىالأمر، و يخرج الأمر في صورة الخيرللمبالغة في الإيجاب، فيجعل كأنه وجد فهويخبر عنه و الدليل على كونه في معنى الأمرقوله: فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ و قوله:دَأَباً قال أهل اللغة: الدأب استمرارالشي‏ء على حالة و احدة و هو دائب بفعل كذاإذا استمر في فعله، و قد دأب يدأب دأبا ودأبا أي زراعة متوالية في هذه السنين. قالأبو علي الفارسي: الأكثرون في دأب الإسكانو لعل الفتحة لغة، فيكون كشمع و شمع، و نهرو نهر. قال الزجاج:

و انتصب دأبا على معنى تدأبون دأبا. و قيل:إنه مصدر وضع في موضع الحال، و تقديرهتزرعون دائبين فما حصدتم فذروه في سنبلهإلا قليلا مما تأكلون كل ما أردتم أكلهفدوسوه و دعوا الباقي في سنبله حتى لا يفسدو لا يقع السوس فيه، لأن إبقاء الحبة فيسنبله يوجب بقاءها على الصلاح ثُمَّيَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌأي سبع سنين مجدبات، و الشداد الصعاب التيتشتد على الناس، و قوله: يَأْكُلْنَ ماقَدَّمْتُمْ لَهُنَّ هذا مجاز، فإن السنةلا تأكل فيجعل أكل أهل تلك السنين مسنداإلى السنين. و قوله: إِلَّا قَلِيلًامِمَّا تُحْصِنُونَ الإحصان الإحراز، وهو إلقاء الشي‏ء في الحصن يقال أحصنهإحصانا إذا جعله في حرز، و المراد إلاقليلا مما تحرزون أي تدخرون و كلها ألفاظابن عباس رضي اللَّه عنهما، و قوله: ثُمَّيَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِيُغاثُ النَّاسُ قال المفسرون السبعةالمتقدمة سنو الخصب و كثرة النعم و السبعةالثانية سنو القحط و القلة و هي معلومة منالرؤيا، و أما حال هذه السنة فما حصل فيذلك المنام شي‏ء يدل عليه بل حصل ذلك منالوحي فكأنه عليه السلام ذكر أنه يحصل بعدالسبعة المخصبة و السبعة المجدبة سنةمباركة كثيرة الخير و النعم، و عن قتادةزاده اللَّه علم سنة.

فإن قيل: لما كانت العجاف سبعا دل ذلك علىأن السنين المجدبة لا تزيد على هذا العدد،و من المعلوم أن الحاصل بعد انقضاء القحطهو الخصب و كان هذا أيضا من مدلولاتالمنام، فلم قلتم إنه حصل بالوحي والإلهام؟ قلنا: هب أن تبدل القحط بالخصبمعلوم من المنام، أما تفصيل الحال فيه، وهو قوله: فِيهِ يُغاثُ‏

/ 172