المسألة الثانية: قوله: وَ رَزَقَنِيمِنْهُ رِزْقاً حَسَناً يدل على أن ذلكالرزق إنما حصل من عند اللَّه تعالى وبإعانته و أنه لا مدخل للكسب فيه، و فيهتنبيه على أن الإعزاز من اللَّه تعالى والإذلال من اللَّه تعالى، و إذا كان الكلمن اللَّه تعالى فأنا لا أبالي بمخالفتكمو لا أفزح بموافقتكم، و إنما أكون علىتقرير دين اللَّه تعالى و إيضاح شرائعاللَّه تعالى. - مفاتیح الشرائع جلد 18
المسألة الثانية: قوله: وَ رَزَقَنِيمِنْهُ رِزْقاً حَسَناً يدل على أن ذلكالرزق إنما حصل من عند اللَّه تعالى وبإعانته و أنه لا مدخل للكسب فيه، و فيهتنبيه على أن الإعزاز من اللَّه تعالى والإذلال من اللَّه تعالى، و إذا كان الكلمن اللَّه تعالى فأنا لا أبالي بمخالفتكمو لا أفزح بموافقتكم، و إنما أكون علىتقرير دين اللَّه تعالى و إيضاح شرائعاللَّه تعالى.
و أما الوجه الثاني: من الأجوبة التيذكرها شعيب عليه السلام فقوله: وَ ماأُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ماأَنْهاكُمْ عَنْهُقال صاحب «الكشاف»: يقال خالفني فلان إلىكذا إذا قصده و أنت مول عنه و خالفني عنهإذا ولى عنه و أنت قاصده، و يلقاك الرجلصادرا عن الماء فتسأله عن صاحبه. فيقول:خالفني إلى الماء، يريد أنه قد ذهب إليه واردا و أنا ذاهب عنه صادرا، و منه قوله: وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ماأَنْهاكُمْ عَنْهُ يعني أن أسبقكم إلىشهواتكم التي نهيتكم عنها لأستبد بهادونكم فهذا بيان اللغة، و تحقيق الكلامفيه أن القوم اعترفوا بأنه حليم رشيد، وذلك يدل على كمال العقل، و كمال العقل يحملصاحبه على اختيار الطريق الأصوب الأصلح،فكأنه عليه السلام قال لهم لما اعترفتمبكمال عقلي فاعلموا أن الذي اختاره عقليلنفسي لا بد و أن يكون أصوب الطرق و أصلحهاو الدعوة إلى توحيد اللَّه تعالى و تركالبخس و النقصان يرجع حاصلهما إلى جزأين،التعظيم لأمر اللَّه تعالى و الشفقة علىخلق اللَّه تعالى و أنا مواظب عليهما غيرتارك لهما في شيء من الأحوال ألبتة فلمااعترفتم لي بالحلم و الرشد و ترون أني لاأترك هذه الطريقة، فاعلموا أن هذه الطريقةخير الطرق، و أشرف الأديان و الشرائع.و أما الوجه الثالث: من الوجوه التي ذكرهاشعيب عليه السلام فهو قوله: إِنْ أُرِيدُإِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُو المعنى ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي، و قوله: مَا اسْتَطَعْتُ فيه وجوه:الأول: