المسألة الثانية: قوله: وَ رَزَقَنِيمِنْهُ رِزْقاً حَسَناً يدل على أن ذلكالرزق إنما حصل من عند اللَّه تعالى وبإعانته و أنه لا مدخل للكسب فيه، و فيهتنبيه على أن الإعزاز من اللَّه تعالى والإذلال من اللَّه تعالى، و إذا كان الكلمن اللَّه تعالى فأنا لا أبالي بمخالفتكمو لا أفزح بموافقتكم، و إنما أكون علىتقرير دين اللَّه تعالى و إيضاح شرائعاللَّه تعالى. - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فالأول قوله: أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُعَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً و فيهوجوه:

الأول: أن قوله: إِنْ كُنْتُ عَلى‏بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي إشارة إلى ما آتاهاللَّه تعالى من العلم و الهداية و الدين والنبوة و قوله: وَ رَزَقَنِي مِنْهُرِزْقاً حَسَناً إشارة إلى ما آتاه اللَّهمن المال الحلال، فإنه يروى أن شعيبا عليهالسلام كان كثير المال.

و اعلم أن جواب إن الشرطية محذوف والتقدير: أنه تعالى لما آتاني جميعالسعادات الروحانية و هي البينة والسعادات الجسمانية و هي المال و الرزقالحسن فهل يسعني مع هذا الإنعام العظيم أنأخون في و حيه و أن أخالفه في أمره و نهيه،و هذا الجواب شديد المطابقة لما تقدم و ذلكلأنهم قالوا له: إِنَّكَ لَأَنْتَالْحَلِيمُ الرَّشِيدُ فكيف يليق بك معحلمك و رشدك أن تنهانا عن دين آبائنا فكأنهقال إنما أقدمت على هذا العمل، لأن نعماللَّه تعالى عندي كثيرة و هو أمرني بهذاالتبليغ و الرسالة، فكيف يليق بي مع كثرةنعم اللَّه تعالى على أن أخالف أمره وتكليفه. الثاني: أن يكون التقدير كأنه يقوللما ثبت عندي أن الاشتغال بعبادة غيراللَّه و الاشتغال بالبخس و التطفيف عملمنكر، ثم أنا رجل أريد إصلاح أحوالكم و لاأحتاج إلى أموالكم لأجل أن اللَّه تعالىآتاني رزقا حسنا فهل يسعني مع هذه الأحوالأن أخون في و حي اللَّه تعالى و في حكمه.الثالث: قوله: إِنْ كُنْتُ عَلى‏بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أي ما حصل عنده منالمعجزة و قوله: وَ رَزَقَنِي مِنْهُرِزْقاً حَسَناً المراد أنه لا يسألهمأجرا و لا جعلا و هو الذي ذكره سائرالأنبياء من قولهم: ما أَسْئَلُكُمْعَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَإِلَّا عَلى‏ رَبِّ الْعالَمِينَ.

المسألة الثانية: قوله: وَ رَزَقَنِيمِنْهُ رِزْقاً حَسَناً يدل على أن ذلكالرزق إنما حصل من عند اللَّه تعالى وبإعانته و أنه لا مدخل للكسب فيه، و فيهتنبيه على أن الإعزاز من اللَّه تعالى والإذلال من اللَّه تعالى، و إذا كان الكلمن اللَّه تعالى فأنا لا أبالي بمخالفتكمو لا أفزح بموافقتكم، و إنما أكون علىتقرير دين اللَّه تعالى و إيضاح شرائعاللَّه تعالى.

و أما الوجه الثاني: من الأجوبة التيذكرها شعيب عليه السلام فقوله: وَ ماأُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى‏ ماأَنْهاكُمْ عَنْهُ‏

قال صاحب «الكشاف»: يقال خالفني فلان إلىكذا إذا قصده و أنت مول عنه و خالفني عنهإذا ولى عنه و أنت قاصده، و يلقاك الرجلصادرا عن الماء فتسأله عن صاحبه. فيقول:خالفني إلى الماء، يريد أنه قد ذهب إليه واردا و أنا ذاهب عنه صادرا، و منه قوله: وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى‏ ماأَنْهاكُمْ عَنْهُ يعني أن أسبقكم إلىشهواتكم التي نهيتكم عنها لأستبد بهادونكم فهذا بيان اللغة، و تحقيق الكلامفيه أن القوم اعترفوا بأنه حليم رشيد، وذلك يدل على كمال العقل، و كمال العقل يحملصاحبه على اختيار الطريق الأصوب الأصلح،فكأنه عليه السلام قال لهم لما اعترفتمبكمال عقلي فاعلموا أن الذي اختاره عقليلنفسي لا بد و أن يكون أصوب الطرق و أصلحهاو الدعوة إلى توحيد اللَّه تعالى و تركالبخس و النقصان يرجع حاصلهما إلى جزأين،التعظيم لأمر اللَّه تعالى و الشفقة علىخلق اللَّه تعالى و أنا مواظب عليهما غيرتارك لهما في شي‏ء من الأحوال ألبتة فلمااعترفتم لي بالحلم و الرشد و ترون أني لاأترك هذه الطريقة، فاعلموا أن هذه الطريقةخير الطرق، و أشرف الأديان و الشرائع.

و أما الوجه الثالث: من الوجوه التي ذكرهاشعيب عليه السلام فهو قوله: إِنْ أُرِيدُإِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ‏

و المعنى ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي، و قوله: مَا اسْتَطَعْتُ فيه وجوه:الأول:

/ 172