المسألة الثالثة: قال أهل اللغة: الحينوقت من الزمان غير محدود يقع على القصيرمنه، و على الطويل،
و قال ابن عباس: يريد إلى انقطاع المقالة وما شاع في المدينة من الفاحشة، ثم قيل:الحين ههنا خمس سنين، و قيل: بل سبع سنين، وقال مقاتل بن سليمان: حبس يوسف اثنتي عشرسنة، و الصحيح أن هذه المقادير غيرمعلومة، و إنما القدر المعلوم أنه بقيمحبوسا مدة طويلة لقوله تعالى: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ [يوسف: 45].أما قوله تعالى: وَ دَخَلَ مَعَهُالسِّجْنَ فَتَيانِفههنا محذوف، و التقدير: لما أرادوا حبسهحبسوه و حذف ذلك لدلالة قوله: وَ دَخَلَمَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ عليه قيل: هماغلامان كانا للملك الأكبر بمصر أحدهماصاحب طعامه، و الآخر صاحب شرابه رفع إليهأن صاحب طعامه يريد أن يسمه و ظن أن الآخريساعده عليه فأمر بحبسهمابقي في الآية سؤالات:السؤال الأول: كيف عرفا أنه عليه السلامعالم بالتعبير؟و الجواب: لعله عليه السلام سألهما عنحزنهما و غمهما فذكرا إنا رأينا في المنامهذه الرؤيا، و يحتمل أنهما رأياه و قد أظهرمعرفته بأمور منها تعبير الرؤيا فعندهاذكرا له ذلك.السؤال الثاني: كيف عرف أنهما كانا عبدينللملك:الجواب: لقوله: فَيَسْقِي رَبَّهُخَمْراً [يوسف: 41] أي مولاه و لقوله:اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ [يوسف:42].السؤال الثالث: كيف عرف أن أحدهما صاحبشراب الملك، و الآخر صاحب طعامه؟و الجواب: رؤيا كل و احد منهما تناسب حرفتهلأن أحدهما رأى أنه يعصر الخمر و الآخركأنه يحمل فوق رأسه خبزا.السؤال الرابع: كيف وقعت رؤية المنام؟و الجواب: فيه قولان:القول الأول: أن يوسف عليه السلام لما دخلالسجن قال لأهله إني أعبر الأحلام فقالأحد الفتيين، هلم فلنختبر هذا العبدالعبراني برؤيا نخترعها له فسألاه من غيرأن يكونا رأيا شيئا. قال ابن مسعود: ما كانارأيا شيئا و إنما تحالما ليختبرا علمه.