المسألة الثالثة: قوله: يا أَسَفى‏ عَلى‏يُوسُفَ نداء الأسف‏ - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا بد و أن يرجع إلى اللَّه تعالى، فيعقوبعليه السلام ما كان يعلم أن يوسف بقي حياأم صار ميتا، فكان متوقفا فيه و بسبب توقفهكان يكثر الرجوع إلى اللَّه تعالى و ينقطعقلبه عن الالتفات عن كل ما سوى اللَّهتعالى إلا في هذه الواقعة، و كانت أحوالهفي هذه الواقعة مختلفة، فربما صار في بعضالأوقات مستغرق الهم بذكر اللَّه تعالى،فإن عن تذكر هذه الواقعة، فكان ذكرها كلاسواها، فلهذا السبب صارت هذا الواقعةبالنسبة إليه، جارية مجرى الإلقاء فيالنار للخليل عليه السلام و مجرى الذبحلابنه الذبيح.

فإن قيل: أليس أن الأولى عند نزول المصيبةالشديدة أن يقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [البقرة:

156] حتى يستوجب الثواب العظيم المذكور فيقوله: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْرَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُالْمُهْتَدُونَ [البقرة: 157].

قلنا: قال بعض المفسرين إنه لم يعطالاسترجاع أمة إلا هذه الأمة فأكرمهماللَّه تعالى إذا أصابتهم مصيبة و هذاعندي ضعيف لأن قوله: إِنَّا لِلَّهِ إشارةإلى أنا مملوكون للَّه و هو الذي خلقنا وأوجدنا، و قوله: وَ إِنَّا إِلَيْهِراجِعُونَ إشارة إلى أنه لا بد من الحشر والقيامة، و من المحال أن أمة من الأمم لايعرفون ذلك فمن عرف عند نزول بعض المصائببه أنه لا بد في العاقبة من رجوعه إلىاللَّه تعالى، فهناك تحصل السلوة التامةعند تلك المصيبة، و من المحال أن يكونالمؤمن باللَّه غير عارف بذلك.

المسألة الثالثة: قوله: يا أَسَفى‏ عَلى‏يُوسُفَ نداء الأسف‏

و هو كقوله: «يا عجبا» و التقدير كأنهينادي الأسف و يقول: هذا وقت حصولك و أوانمجيئك و قد قررنا هذا المعنى في مواضعكثيرة منها في تفسير قوله:

حاشَ لِلَّهِ [يوسف: 31] و الأسف الحزن علىما فات. قال الليث: إذا جاءك أمر فحزنت له ولم تطقه فأنت أسيف أي حزني و متأسف أيضا.قال الزجاج: الأصل يا أَسَفى‏ إلا أن ياءالإضافة يجوز إبدالها بالألف لخفة الألف والفتحة.

ثم قال تعالى: وَ ابْيَضَّتْ عَيْناهُمِنَ الْحُزْنِ‏

و فيه وجهان:

الوجه الأول: أنه لما قال يا أسفى على يوسفغلبه البكاء، و عند غلبة البكاء يكثرالماء في العين فتصير العين كأنها ابيضتمن بياض ذلك الماء و قوله: وَ ابْيَضَّتْعَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ كناية عن غلبةالبكاء، و الدليل على صحة هذا القول أنتأثير الحزن في غلبة البكاء لا في حصولالعمى فلو حملنا الابيضاض على غلبة البكاءكان هذا التعليل حسنا و لو حملناه علىالعمى لم يحسن هذا التعليل، فكان ماذكرناه أولى و هذا للتفسير مع الدليل رواهالواحدي في «البسيط» عن ابن عباس رضياللَّه عنهما.

و الوجه الثاني: أن المراد هو العمى قالمقاتل: لم يبصر بهما ست سنين حتى كشفاللَّه تعالى عنه بقميص يوسف عليه السلامو هو قوله: فَأَلْقُوهُ عَلى‏ وَجْهِأَبِي يَأْتِ بَصِيراً [يوسف: 93] قيل إنجبريل عليه السلام دخل على يوسف عليهالسلام حينما كان في السجن فقال إن بصرأبيك ذهب من الحزن عليك فوضع يده على رأسهو قال: ليت أمي لم تلدني و لم أك حزنا علىأبي، و القائلون بهذا التأويل قالوا:الحزن الدائم يوجب البكاء الدائم و هويوجب العمى، فالحزن كان سببا للعمى بهذهالواسطة، و إنما كان البكاء الدائم يوجبالعمى، لأنه يورث كدورة في سوداء العين، ومنهم من قال: ما عمي لكنه صار بحيث يدركإدراكا ضعيفا.

قيل: ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسفعليه السلام إلى حين لقائه، و تلك المدةثمانون عاما، و ما

/ 172