المسألة الأولى: احتج بهذه الآية من قدحفي عصمة الأنبياء عليهم السلام من وجوه: - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم إنه تعالى قال لنوح عليه السلام: فَلاتَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌإِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَالْجاهِلِينَ‏

و فيه مسألتان:

المسألة الأولى: احتج بهذه الآية من قدحفي عصمة الأنبياء عليهم السلام من وجوه:

الوجه الأول: أن قراءة عمل بالرفع والتنوين قراءة متواترة فهي محكمة، و هذايقتضي عود الضمير في قوله: إِنَّهُ عَمَلٌغَيْرُ صالِحٍ إما إلى ابن نوح و إما إلىذلك السؤال، فالقول بأنه عائد إلى ابن نوحلا يتم إلا بإضمار و هو خلاف الظاهر. و لايجوز المصير إليه إلا عند الضرورة و لاضرورة ههنا، لأنا إذا حكمنا بعود الضميرإلى السؤال المتقدم فقد استغنينا عن هذاالضمير، فثبت أن هذا الضمير عائد إلى هذاالسؤال، فكان التقدير أن هذا السؤال عملغير صالح، أي قولك: إن ابني من أهلي لطلبنجاته عمل غير صالح، و ذلك يدل على أن هذاالسؤال كان ذنبا و معصية.

الوجه الثاني: أن قوله: فَلا تَسْئَلْنِنهي له عن السؤال، و المذكور السابق هوقوله إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي فدل هذاعلى أنه تعالى نهاه عن ذلك السؤال فكان ذلكالسؤال ذنبا و معصية.

الوجه الثالث: أن قوله: فَلا تَسْئَلْنِما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ يدل على أن ذلكالسؤال كان قد صدر لا عن العلم، و القولبغير العلم ذنب لقوله تعالى: وَ أَنْتَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لاتَعْلَمُونَ [البقرة: 169].

الوجه الرابع: أن قوله تعالى: إِنِّيأَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَيدل على أن ذلك السؤال كان محض الجهل. و هذايدل على غاية التقريع و نهاية الزجر، وأيضا جعل الجهل كناية عن الذنب مشهور فيالقرآن. قال تعالى: يَعْمَلُونَ السُّوءَبِجَهالَةٍ [النساء: 17] و قال تعالى حكايةعن موسى عليه السلام: أَعُوذُ بِاللَّهِأَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ [البقرة:67].

الوجه الخامس: أن نوحا عليه السلام اعترفبإقدامه على الذنب و المعصية في هذاالمقام فإنه قال: إِنِّي أَعُوذُ بِكَأَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِعِلْمٌ وَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ واعترافه بذلك يدل على أنه كان مذنبا.

الوجه السادس: في التمسك بهذه الآية أنهذه الآية تدل على أن نوحا نادى ربه لطلبتخليص و لده من الغرق، و الآية المتقدمة وهي قوله: وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ و قال: يابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا تدل على أنه عليهالسلام طلب من ابنه الموافقة. فنقول: إماأن يقال إن طلب هذا المعنى من اللَّه كانسابقا على طلبه من الولد أو كان بالعكس، والأول باطل لأن بتقدير أن يكون طلب هذاالمعنى من اللَّه تعالى سابقا على طلبه منالابن لكان قد سمع من اللَّه أنه تعالى لايخلص ذلك الابن من الغرق، و أنه تعالى نهاهعن ذلك الطلب، و بعد هذا كيف قال له: يابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَالْكافِرِينَ و أما إن قلنا: إن هذا الطلبمن الابن كان متقدما فكان قد سمع من الابنقوله: سَآوِي إِلى‏ جَبَلٍ يَعْصِمُنِيمِنَ الْماءِ و ظهر بذلك كفره، فكيف طلب مناللَّه تخليصه، و أيضا أنه تعالى أخبر أننوحا لما طلب ذلك منه و امتنع هو صار منالمغرقين فكيف يطلب من اللَّه تخليصه منالغرق بعد أن صار من المغرقين، فهذه الآيةمن هذه الوجوه الستة تدل على صدور المعصيةمن نوح عليه السلام.

و اعلم أنه لما دلت الدلائل الكثيرة علىوجوب تنزيه اللَّه تعالى الأنبياء عليهمالسلام من المعاصي، وجب حمل هذه الوجوهالمذكورة على ترك الأفضل و الأكمل، وحسنات الأبرار سيئات المقربين، فلهذاالسبب حصل‏

/ 172