[سورة يوسف (12): آية 68] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

غير مختص بهذا المقام، بل هو بحث عن سرمسألة الجبر و القدر، بل الحق أن العبد يجبعليه أن يسعى بأقصى الجهد و القدرة، و بعدذلك السعي البليغ و الجد الجهيد فإنه يعلمأن كل ما يدخل في الوجود فلا بد و أن يكونبقضاء اللَّه تعالى و مشيئته و سابق حكمه وحكمته ثم إنه تعالى أكد هذا المعنى، فقال:إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ.

و اعلم أن هذا من أدل الدلائل على صحةقولنا في القضاء و القدر، و ذلك لأن الحكمعبارة عن الإلزام و المنع من النقيض و سميتحكمة الدابة بهذا الاسم، لأنها تمنعالدابة عن الحركات الفاسدة و الحكم إنماسمي حكما لأنه يقتضي ترجيح أحد طرفيالممكن على الآخر بحيث يصير الطرف الآخرممتنع الحصول، فبين تعالى أن الحكم بهذاالتفسير ليس إلا للَّه سبحانه و تعالى، وذلك يدل على أن جميع الممكنات مستندة إلىقضائه و قدره و مشيئته و حكمه، إما بغيرواسطة و إما بواسطة ثم قال: عَلَيْهِتَوَكَّلْتُ وَ عَلَيْهِفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ومعناه أنه لما ثبت أن الكل من اللَّه ثبتأنه لا توكل إلا على اللَّه و أن الرغبةليست إلا في رجحان وجود الممكنات علىعدمها و ذلك الرجحان المانع عن النقيض هوالحكم، و ثبت بالبرهان أنه لا حكم إلاللَّه فلزم القطع بأن حصول كل الخيرات ودفع كل الآفات من اللَّه، و يوجب أنه لاتوكل إلا على اللَّه فهذا مقام شريف عال ونحن قد أشرنا إلى ما هو البرهان الحق فيه والشيخ أبو حامد الغزالي رحمه اللَّه أطنبفي تقرير هذا المعنى في كتاب التوكل منكتاب «إحياء علوم الدين» فمن أرادالاستقصاء فيه فليطالع ذلك الكتاب.

[سورة يوسف (12): آية 68]

وَ لَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُأَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ما كانَ يُغْنِيعَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍإِلاَّ حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَقَضاها وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِماعَلَّمْناهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِلا يَعْلَمُونَ (68)

قال المفسرون: لما قال يعقوب: وَ ماأُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْشَيْ‏ءٍ [يوسف: 67] صدقه اللَّه في ذلك فقال:و ما كان ذلك التفرق يغني من اللَّه منشي‏ء و فيه بحثان: البحث الأول: قال ابنعباس رضي اللَّه عنهما: ذلك التفرق ما كانيرد قضاء اللَّه و لا أمرا قدره اللَّه. وقال الزجاج: إن العين لو قدر أن تصيبهملأصابتهم و هم متفرقون كما تصيبهم و هممجتمعون. و قال ابن الأنباري:

لو سبق في علم اللَّه أن العين تهلكهم عندالاجتماع لكان تفرقهم كاجتماعهم، و هذهالكلمات متقاربة، و حاصلها أن الحذر لايدفع القدر.

البحث الثاني: قوله: مِنْ شَيْ‏ءٍ يحتملالنصب بالمفعولية و الرفع بالفاعلية.

أما الأول: فهو كقوله: ما رأيت من أحد،فكذا ههنا تقدير الآية: أن تفرقهم ما كانيغني من قضاء اللَّه شيئا، أي ذلك التفرقما كان يخرج شيئا من تحت قضاء اللَّهتعالى.

و أما الثاني: فكقولك: ما جاءني من أحد، وتقديره ما جاءني أحد فكذا ههنا التقدير: ماكان يغني عنهم من اللَّه شي‏ء مع قضائه.

أما قوله: إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِيَعْقُوبَ قَضاها فقال الزجاج: إنهاستثناء منقطع، و المعنى: لكن حاجة في نفسيعقوب قضاها، يعني أن الدخول على صفةالتفرق قضاء حاجة في نفس يعقوب قضاها، ثمذكروا في تفسير تلك الحاجة وجوها: أحدها:خوفه عليهم من إصابة العين، و ثانيها: خوفهعليهم من حسد أهل مصر،

/ 172