لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغصالموت الغني و الفقيرا
نغصالموت الغني و الفقيرا نغصالموت الغني و الفقيرا
و أما قوله: كَذلِكَ نَجْزِيالظَّالِمِينَ أي مثل هذا الجزاء جزاءالظالمين يريد إذا سرق استرق ثم قيل:هذا من بقية كلام إخوة يوسف. و قيل: إنهملما قالوا جزاؤه ممن وجد في رحله فهوجزاؤه، فقال أصحاب يوسف: كَذلِكَ نَجْزِيالظَّالِمِينَ.
[سورة يوسف (12): آية 76]
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَوِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْوِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِالْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُنَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَ فَوْقَكُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)اعلم أن إخوة يوسف لما أقروا بأن من وجدالمسروق في رحله فجزاؤه أن يسترق قال لهمالمؤذن: إنه لا بد من تفتيش أمتعتكم،فانصرف بهم إلى يوسف فَبَدَأَبِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِلإزالة التهمة و الأوعية جمع الوعاء و هوكل ما إذا وضع فيه شيء أحاط به استخرجهامن و عاء أخيه، و قرأ الحسن وِعاءِ أَخِيهِبضم الواو و هي لغة، و قرأ سعيد بن جبيرأعاأ أخيه فقلب الواو همزة.فإن قيل: لم ذكر ضمير الصواع مرات ثم أنثه؟قلنا: قالوا رجع ضمير المؤنث إلى السقايةو ضمير المذكر إلى الصواع أو يقال: الصواعيؤنث و يذكر، فكان كل و احد منهما جائزا أويقال: لعل يوسف كان يسميه سقاية و عبيدهصواعا فقد وقع فيما يتصل به من الكلامسقاية و فيما يتصل بهم صواعا، عن قتادة أنهقال: كان لا ينظر في و عاء إلا استغفراللَّه تائبا مما قذفهم به، حتى إنه لما لميبق إلا أخوه قال ما أرى هذا قد أخذ شيئا،فقالوا: لا نذهب حتى تتفحص عن حاله أيضا،فلما نظروا في متاعه استخرجوا الصواع من وعائه و القوم كانوا قد حكموا بأن من سرقيسترق، فأخذوا برقبته و جروا به إلى داريوسف.ثم قال تعالى: كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِالْمَلِكِ و فيه بحثان: الأول: المعنى ومثل ذلك الكيد كدنا ليوسف، و ذلك إشارة إلىالحكم باسترقاق السارق، أي مثل هذا الحكمالذي ذكره إخوة يوسف حكمنا ليوسف. الثاني:لفظ الكيد مشعر بالحيلة و الخديعة، و ذلكفي حق اللَّه تعالى محال إلا أنا ذكرناقانونا معتبرا في هذا الباب، و هو أن أمثالهذه الألفاظ تحمل على نهايات الأغراض لاعلى بدايات الأغراض، و قررنا هذا الأصل فيتفسير قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لايَسْتَحْيِي [البقرة: 26] فالكيد السعي فيالحيلة و الخديعة، و نهايته إلقاء الإنسانمن حيث لا يشعر في أمر مكروه و لا سبيل لهإلى دفعه، فالكيد في حق اللَّه تعالىمحمول على هذا المعنى. ثم اختلفوا فيالمراد بالكيد ههنا فقال بعضهم: المراد أنإخوة يوسف سعوا في إبطال أمر يوسف، واللَّه تعالى نصره و قواه و أعلى أمره. وقال آخرون: المراد من هذا الكيد هو أنهتعالى