[سورة هود (11): آية 49] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: المراد من ذلك مجموع الحاضرين معالذين سيولدون بعد ذلك، و المختار هوالقول الثاني: و من في قوله: مِمَّنْمَعَكَ لابتداء الغاية، و المعنى: و علىأمم ناشئة من الذين معك.

و اعلم أنه تعالى جعل تلك الأمم الناشئةمن الذين معه على قسمين: أحدهما: الذينعطفهم على نوح في وصول سلام اللَّه وبركاته إليهم و هم أهل الإيمان. و الثاني:أمم وصفهم بأنه تعالى سيمتعهم مدة فيالدنيا ثم في الآخرة يمسهم عذاب أليم،فحكم تعالى بأن الأمم الناشئة من الذينكانوا مع نوح عليه السلام لا بد و أنينقسموا إلى مؤمن و إلى كافر. قالالمفسرون: دخل في تلك السلامة كل مؤمن و كلمؤمنة إلى يوم القيامة، و دخل في ذلكالمتاع و في ذلك العذاب كل كافر و كافرةإلى يوم القيامة، ثم قال أهل التحقيق: إنهتعالى إنما عظم شأن نوح بإيصال السلامة والبركات منه إليه، لأنه قال: بِسَلامٍمِنَّا و هدا يدل على أن الصديقين لايفرحون بالنعمة من حيث إنها نعمة و لكنهمإنما يفرحون بالنعمة من حيث أنها من الحق،و في التحقيق يكون فرحهم بالحق و طلبهمللحق و توجههم إلى الحق، و هذا مقام شريفلا يعرفه إلا خواص اللَّه تعالى، فإنالفرح بالسلامة و البركة من حيث هما سلامةو بركة غير، و الفرح بالسلامة و البركة منحيث إنهما من الحق غير، و الأول: نصيب عامةالخلق، و الثاني: نصيب المقربين، و لهذاالسبب قال بعضهم: من آثر العرفان للعرفانفقد قال بالثاني، و من آثر العرفان لاللعرفان بل للمعروف فقد خاض لجة الوصول، وأما أهل العقاب فقد قال في شرح أحوالهم وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّيَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ فحكمبأنه تعالى يعطيهم نصيبا من متاع الدنيافدل ذلك على خساسة الدنيا، فإنه تعالى لماذكر أحوال المؤمنين لم يذكر ألبتة أنهيعطيهم الدنيا أم لا. و لما ذكر أحوالالكافرين ذكر أنه يعطيهم الدنيا، و هذاتنبيه عظيم على خساسة السعادات الجسمانيةو الترغيب في المقامات الروحانية.

[سورة هود (11): آية 49]

تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِنُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُهاأَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذافَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَلِلْمُتَّقِينَ (49)

و اعلم أنه تعالى لما شرح قصة نوح عليهالسلام على التفصيل قال: تِلْكَ أي تلكالآيات التي ذكرناها، و تلك التفاصيل التيشرحناها من أنباء الغيب، أي من الأخبارالتي كانت غائبة عن الخلق فقوله:

تِلْكَ في محل الرفع على الابتداء، و مِنْأَنْباءِ الْغَيْبِ الخبر و نُوحِيهاإِلَيْكَ خبر ثان و ما بعده أيضا خبر ثالث.

ثم قال تعالى: ما كُنْتَ تَعْلَمُهاأَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ و المعنى: أنك ماكنت تعرف هذه القصة، بل قومك ما كانوايعرفونها أيضا، و نظيره أن تقول لإنسان لاتعرف هذه المسألة لا أنت و لا أهل بلدك.

فإن قيل: أليس قد كانت قصة طوفان نوح عليهالسلام مشهورة عند أهل العلم؟

قلنا: تلك القصة بحسب الإجمال كانتمشهورة، أما التفاصيل المذكورة فما كانتمعلومة.

ثم قال: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَلِلْمُتَّقِينَ و المعنى: يا محمد اصبرأنت و قومك على أذى هؤلاء الكفار كما صبرنوح و قومه على أذى أولئك الكفار، و فيهتنبيه على أن الصبر عاقبته النصر و الظفر والفرح و السرور كما كان لنوح عليه السلام ولقومه.

/ 172