المسألة الأولى: قال الواحدي: هيت لك اسمللفعل نحو: رويدا، و صه، و مه.
و معناه هلم في قول جميع أهل اللغة، و قالالأخفش: هَيْتَ لَكَ مفتوحة الهاء والتاء، و يجوز أيضا كسر التاء و رفعها. قالالواحدي: قال أبو الفضل المنذري: أفادنيابن التبريزي عن أبي زيد قال: هيت لكبالعبرانية هيالح، أي تعال عربه القرآن، وقال الفراء: إنها لغة لأهل حوران سقطت إلىبكة فتكلموا بها. قال ابن الأنباري: و هذا وفاق بين لغة قريش و أهل حوران كما اتفقتلغة العرب و الروم في «القسطاس» و لغةالعرب و الفرس في السجيل و لغة العرب والترك في «الغساق» و لغة العرب و الحبشة في«ناشئة الليل».
المسألة الثانية: قرأ نافع و ابن عامر فيرواية ابن ذكوان هيت بكسر الهاء و فتحالتاء،
و قرأ ابن كثير هيت لك مثل حيث، و قرأ هشامبن عمار عن أبي عامر هئت لك بكسر الهاء وهمز الياء و ضم التاء مثل جئت من تهيأت لك،و الباقون بفتح الهاء و إسكان الياء و فتحالتاء، ثم إنه تعالى قال: إن المرأة لماذكرت هذا الكلام قال يوسف عليه السلام:مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَمَثْوايَ فقوله: مَعاذَ اللَّهِ أي أعوذباللَّه معاذا، و الضمير في قوله: إِنَّهُللشأن و الحديث رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَأي ربي و سيدي و مالكي أحسن مثواي حين قاللك: أكرمي مثواه، فلا يليق بالعقل أنأجازيه على ذلك الإحسان بهذه الخيانةالقبيحة إِنَّهُ لا يُفْلِحُالظَّالِمُونَ الذين يجازون الإحسانبالإساءة، و قيل: أراد الزناة لأنهمظالمون أنفسهم أو لأن عملهم يقتضي وضعالشيء في غير موضعه،و ههنا سؤالات:السؤال الأول: أن يوسف عليه السلام كانحرا و ما كان عبدا لأحد فقوله: إِنَّهُرَبِّي يكون كذبا و ذلك ذنب و كبيرة.و الجواب: أنه عليه السلام أجرى هذاالكلام بحسب الظاهر و على وفق ما كانوايعتقدون فيه من كونه عبدا له و أيضا أنهرباه و أنعم عليه بالوجوه الكثيرة فعنىبكونه ربا له كونه مربيا له، و هذا من بابالمعاريض الحسنة، فإن أهل الظاهر يحملونهعلى كونه ربا له و هو كان يعني به أنه كانمربيا له و منعما عليه.السؤال الثاني: هل يدل قول يوسف عليهالسلام: مَعاذَ اللَّهِ على صحة مذهبنا فيالقضاء و القدر.و الجواب: أنه يدل عليه دلالة ظاهرة لأنقوله عليه السلام أعوذ باللَّه معاذا، طلبمن اللَّه أن يعيذه من ذلك العمل، و تلكالإعاذة ليست عبارة عن إعطاء القدرة والعقل و الآلة، و إزاحة الأعذار، و إزالةالموانع و فعل الألطاف، لأن كل ما كان فيمقدور اللَّه تعالى من هذا الباب فقدفعله، فيكون ذلك إما طلبا لتحصيل الحاصل،أو طلبا لتحصيل الممتنع و أنه محال فعلمناأن تلك الإعاذة التي طلبها يوسف من اللَّهتعالى لا معنى