قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَىاللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِاتَّبَعَنِي وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ماأَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)قال المفسرون: قل يا محمد لهم هذه الدعوةالتي أدعو إليها و الطريقة التي أنا عليهاسبيلي و سنتي و منهاجي، و سمي الدين سبيلالأنه الطريق الذي يؤدي إلى الثواب، و مثلهقوله تعالى: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ[النحل: 125].و اعلم أن السبيل في أصل اللغة الطريق، وشبهوا المعتقدات بها لما أن الإنسان يمرعليها إلى الجنة ادعو اللَّه على بصيرة وحجة و برهان أنا و من اتبعني إلى سيرتي وطريقتي و سيرة أتباعي الدعوة إلى اللَّه،لأن كل من ذكر الحجة و أجاب عن الشبهة فقددعا بمقدار و سعه إلى اللَّه و هذا يدل علىأن الدعاء إلى اللَّه تعالى إنما يحسن ويجوز مع هذا الشرط و هو أن يكون على بصيرةمما يقول و على هدى و يقين، فإن لم يكن كذلكفهو محض الغرور و قال عليه الصلاة والسلام: «العلماء أمناء الرسل على عباداللَّه من حيث يحفظون لما تدعونهم إليه» وقيل أيضا يجوز أن ينقطع الكلام عند قولهأَدْعُوا إِلَى اللَّهِ ثم ابتدأ و قال:عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِاتَّبَعَنِي و قوله: وَ سُبْحانَ اللَّهِعطف على قوله: هذِهِ سَبِيلِي أي قل هذهسبيلي و قل سبحان اللَّه تنزيها للَّه عمايشركون و ما أنا من المشركين الذين اتخذوامع اللَّه ضدا و ندا و كفوا و و لدا، و هذهالآية تدل على أن حرفة الكلام و علم الأصولحرفة الأنبياء عليهم السلام و أن اللَّهما بعثهم إلى الخلق إلا لأجلها.