قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ماجِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَ ماكُنَّا سارِقِينَ (73) قالُوا فَماجَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ (74)قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِيرَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَنَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)قال البصريون: الواو في (و اللَّه) بدل منالتاء و التاء بدل من الواو فضعفت عنالتصرف في سائر الأسماء و جعلت فيما هو أحقبالقسم و هو اسم اللَّه عزوجل. قالالمفسرون: حلفوا على أمرين: أحدهما:على أنهم ما جاؤا لأجل الفساد في الأرضلأنه ظهر من أحوالهم امتناعهم من التصرففي أموال الناس بالكلية لا بالأكل و لابإرسال الدواب في مزارع الناس، حتى رويأنهم كانوا قد سدوا أفواه دوابهم لئلاتعبث في زرع، و كانوا مواظبين على أنواعالطاعات، و من كانت هذه صفته فالفساد فيالأرض لا يليق به. و الثاني: أنهم ما كانواسارقين، و قد حصل لهم فيه شاهدا قاطع، و هوأنهم لما وجدوا بضاعتهم في رحالهم حملوهامن بلادهم إلى مصر و لم يستحلوا أخذها، والسارق لا يفعل ذلك ألبتة ثم لما بينوابراءتهم عن تلك التهمة قال أصحاب يوسفعليه السلام: فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْكاذِبِينَ فأجابوا و قالُوا جَزاؤُهُمَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَجَزاؤُهُ قال ابن عباس كانوا في ذلكالزمان يستعبدون كل سارق بسرقته و كاناستعباد السارق في شرعهم يجري مجرى وجوبالقطع في شرعنا، و المعنى جزاء هذا الجرممن وجد المسروق في رحله، أي ذلك الشخص هوجزاء ذلك الجرم، و المعنى: أن استعباده هوجزاء ذلك الجرم، قال الزجاج: و فيه وجهان:أحدهما: أن يقال جزاؤه