فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُواأَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّوَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِلَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15)
[قوله تعالى فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيغَيابَتِ الْجُبِ]
اعلم أنه لا بد من الإضمار في هذه الآية فيموضعين: الأول: أن تقدير الآية قالوا:لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ نَحْنُعُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ فأذنله و أرسله معهم ثم يتصل به قوله: فَلَمَّاذَهَبُوا بِهِ و الثاني: أنه لا بد لقوله:فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُواأَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّمن جواب إذ جواب لما غير مذكور و تقديرهفجعلوه فيها، و حذف الجواب في القرآن كثيربشرط أن يكون المذكور دليلا عليه و ههناكذلك. قال السدي: إن يوسف عليه السلام لمابرز مع إخوته أظهروا له العداوة الشديدة،و جعل هذا الأخ يضربه فيستغيث بالآخرفيضربه و لا يرى فيهم رحيما فضربوه حتىكادوا يقتلونه و هو يقول يا يعقوب لو تعلمما يصنع بابنك، فقال يهوذا أليس قدأعطيتموني موثقا أن لا تقتلوه فانطلقوا بهإلى الجب يدلونه فيه و هو متعلق بشفيرالبئر فنزعوا قميصه، و كان غرضهم أنيلطخوه بالدم و يعرضوه على يعقوب، فقاللهم ردوا علي قميصي لأتوارى به، فقالوا:ادع الشمس و القمر و الأحد عشر كوكبالتؤنسك، ثم دلوه في البئر حتى إذا بلغنصفها ألقوه ليموت، و كان في البئر ماءفسقط فيه ثم آوى إلى صخرة فقام بها و هويبكى فنادوه فظن أنه رحمة أدركتهم فأجابهمفأرادوا أن يرضخوه بصخرة فقام يهوذافمنعهم و كان يهوذا يأتيه بالطعام، و رويأنه عليه السلام لما ألقي في الجب قال ياشاهدا غير غائب. و يا قريبا غير بعيد. و ياغالبا غير مغلوب. اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، و روي أن إبراهيم عليه السلام لماألقي في النار جرد عن ثيابه فجاءه جبريلعليه السلام بقميص من حرير الجنة و ألبسهإياه، فدفعه إبراهيم إلى إسحق، و إسحق إلىيعقوب، فجعله يعقوب في تميمة و علقها فيعنق يوسف