و فيه وجوه: الأول: أن السوء جناية اليد والفحشاء هو الزنا. الثاني: السوء مقدماتالفاحشة من القبلة و النظر بالشهوة والفحشاء هو الزنا. أما قوله: إِنَّهُ مِنْعِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ أي الذينأخلصوا دينهم للَّه تعالى و من فتح اللامأراد الذين خلصهم اللَّه من الأسواء، ويحتمل أن يكون المراد أنه من ذرية إبراهيمعليه السلام الذي قال اللَّه فيهم: إِنَّاأَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ [ص: 46].
المسألة الرابعة: قرأ ابن كثير و ابن عامرو أبو عمرو المخلصين بكسر اللام في جميعالقرآن
و الباقون بفتح اللام.
[سورة يوسف (12): الآيات 25 الى 29]
وَ اسْتَبَقَا الْبابَ وَ قَدَّتْقَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَ أَلْفَياسَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ماجَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاًإِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌأَلِيمٌ (25) قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْنَفْسِي وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِهاإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍفَصَدَقَتْ وَ هُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (26)وَ إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍفَكَذَبَتْ وَ هُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ(27) فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْدُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّإِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُأَعْرِضْ عَنْ هذا وَ اسْتَغْفِرِيلِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَالْخاطِئِينَ (29)اعلم أنه تعالى لما حكى عنها أنها هَمَّتْأتبعه بكيفية طلبها و هربه فقال: وَاسْتَبَقَا الْبابَ و المراد أنه هرب منهاو حاول الخروج من الباب و عدت المرأة خلفهلتجذبه إلى نفسها، و الاستباق طلب السبقإلى الشيء، و معناه تبادر إلى البابيجتهد كل و احد منهما أن يسبق صاحبه فإنسبق يوسف فتح الباب و خرج، و إن سبقتالمرأة أمسكت الباب لئلا يخرج، و قوله: وَاسْتَبَقَا الْبابَ أي استبقا إلى البابكقوله: وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُسَبْعِينَ رَجُلًا [الأعراف: 155] أي منقومه.و اعلم أن يوسف عليه السلام سبقها إلىالباب و أراد الخروج و المرأة تعدو خلقهفلم تصل إلا إلى دبر