[سورة يوسف (12): الآيات 33 الى 34] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و اعلم أنها لما أظهرت عذرها عند النسوةفي شدة محبتها له كشفت عن حقيقة الحالفقالت: وَ لَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْنَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ.

و اعلم أن هذا تصريح بأنه عليه السلام كانبريئا عن تلك التهمة، و عن السدي أنه قال:فَاسْتَعْصَمَ بعد حل السراويل و ما الذييحمله على إلحاق هذه الزيادة الفاسدةالباطلة بنص الكتاب.

ثم قال: وَ لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ماآمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَ لَيَكُوناًمِنَ الصَّاغِرِينَ و المراد أن يوسف عليهالسلام إن لم يوافقها على مرادها يوقع فيالسجن و في الصغار، و معلوم أن التوعدبالصغار له تأثير عظيم في حق من كان رفيعالنفس عظيم الخطر مثل يوسف عليه السلام، وقوله: وَ لَيَكُوناً كان حمزة و الكسائييقفان على وَ لَيَكُوناً بالألف، و كذلكقوله: لَنَسْفَعاً [العلق: 15] و اللَّهأعلم.

[سورة يوسف (12): الآيات 33 الى 34]

قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّمِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَ إِلاَّتَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُإِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ(33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَعَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)

و اعلم أن المرأة لما قالت: وَ لَئِنْ لَمْيَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ [يوسف: 32] وسائر النسوة سمعن هذا التهديد فالظاهرأنهن اجتمعن على يوسف عليه السلام و قلن لامصلحة لك في مخالفة أمرها و إلا و قعت فيالسجن و في الصغار فعند ذلك اجتمع في حقيوسف عليه السلام أنواع من الوسوسة:

أحدها: أن زليخا كانت في غاية الحسن. والثاني: أنها كانت ذات مال و ثروة، و كانتعلى عزم أن تبذل الكل ليوسف بتقدير أنيساعدها على مطلوبها. و الثالث: أن النسوةاجتمعن عليه و كل و احدة منهن كانت ترغبه وتخوفه بطريق آخر، و مكر النساء في هذاالباب شديد، و الرابع: أنه عليه السلام كانخائفا من شرها و إقدامها على قتله وإهلاكه، فاجتمع في حق يوسف جميع جهاتالترغيب على موافقتها و جميع جهات التخويفعلى مخالفتها، فخاف عليه السلام أن تؤثرهذه الأسباب القوية الكثيرة فيه.

و اعلم أن القوة البشرية و الطاقةالإنسانية لا تفي بحصول هذه العصمةالقوية، فعند هذا التجأ إلى اللَّه تعالىو قال: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّمِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ و قرى‏ءالسجن بالفتح على المصدر، و فيه سؤالان:

السؤال الأول: السجن في غاية المكروهية، وما دعونه إليه في غاية المطلوبية، فكيفقال: المشقة أحب إلي من اللذة؟

و الجواب: أن تلك اللذة كانت تستعقب آلاماعظيمة، و هي الذم في الدنيا و العقاب فيالآخرة، و ذلك المكروه و هو اختيار السجنكان يستعقب سعادات عظيمة، و هي المدح فيالدنيا و الثواب الدائم في الآخرة، فلهذاالسبب قال: السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّمِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ.

السؤال الثاني: أن حبسهم له معصية كما أنالزنا معصية، فكيف يجوز أن يحب السجن معأنه معصية.

و الجواب: تقدير الكلام أنه إذا كان لا بدمن التزام أحد الأمرين أعني الزنا والسجن، فهذا أولى، لأنه‏

/ 172