المسألة الأولى: أنه لما دخلت الملائكةدار لوط عليه السلام مضت امرأته عجوزالسوء فقالت لقومه دخل دارنا قوم ما رأيتأحسن وجوها و لا أنظف ثيابا و لا أطيبرائحة منهم ف جاءَهُ قَوْمُهُيُهْرَعُونَ إِلَيْهِ أي يسرعون، و بينتعالى أن إسراعهم ربما كان لطلب العملالخبيث بقوله: وَ مِنْ قَبْلُ كانُوايَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ نقل أن القومدخلوا دار لوط و أرادوا أن يدخلوا البيتالذي كان فيه جبريل عليه السلام، فوضعجبريل عليه السلام يده على الباب، فلميطيقوا فتحه حتى كسروه، فمسح أعينهم بيدهفعموا، فقالوا: يا لوط قد أدخلت عليناالسحرة و أظهرت الفتنة. و لأهل اللغة فييُهْرَعُونَ قولان:
القول الأول: أن هذا من باب ما جاءت صيغةالفاعل فيه على لفظ المفعول و لا يعرف لهفاعل نحو: أولع فلان في الأمر، و أرعد زيد،و زهى عمرو من الزهو.و القول الثاني: أنه لا يجوز ورود الفاعلعلى لفظ المفعول، و هذه الأفعال حذففاعلوها فتأويل أولع زيد أنه أولعه طبعه وأرعد الرجل أرعده غضبه و زهى عمرو معناهجعله ماله زاهيا و أهرع معناه أهرعه خوفهأو حرصه، و اختلفوا أيضا فقال بعضهم:الإهراع هو الإسراع مع الرعدة. و قالآخرون: هو العدو الشديد.أما قوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِبَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ففيهقولان: قال قتادة: المراد بناته لصلبه.