المسألة الثانية: قال يوسف عليه السلاملذلك الرجل الذي حكم بأنه يخرج من الحبس ويرجع إلى خدمة الملك اذْكُرْنِي عِنْدَرَبِّكَ أي عند الملك. - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إذا قلنا إنه عليه السلام ذكر ذلك التعبيرلا بناء على الوحي، بل على الأصولالمذكورة في ذلك العلم، و هي لا تفيد إلاالظن و الحسبان.

و القول الثاني: أن هذا الظن صفة الناجي،فإن الرجلين السائلين ما كانا مؤمنينبنبوة يوسف و رسالته، و لكنهما كانا حسنيالاعتقاد فيه، فكان قوله لا يفيد في حقهماإلا مجرد الظن.

المسألة الثانية: قال يوسف عليه السلاملذلك الرجل الذي حكم بأنه يخرج من الحبس ويرجع إلى خدمة الملك اذْكُرْنِي عِنْدَرَبِّكَ أي عند الملك.

و المعنى: اذكر عنده أنه مظلوم من جهةإخوته لما أخرجوه و باعوه، ثم إنه مظلوم فيهذه الواقعة التي لأجلها حبس، فهذا هوالمراد من الذكر.

ثم قال تعالى: فَأَنْساهُ الشَّيْطانُذِكْرَ رَبِّهِ و فيه قولان: الأول: أنهراجع إلى يوسف، و المعنى أن الشيطان أنسىيوسف أن يذكر ربه، و على هذا القول ففيهوجهان: أحدهما: أن تمسكه بغير اللَّه كانمستدركا عليه، و تقريره من وجوه: الأول: أنمصلحته كانت في أن لا يرجع في تلك الواقعةإلى أحد من المخلوقين و أن لا يعرض حاجتهعلى أحد سوى اللَّه، و أن يقتدي بجدهإبراهيم عليه السلام، فإنه حين وضع فيالمنجنيق ليرمى إلى النار جاءه جبريل عليهالسلام و قال: هل من حاجة، فقال أما إليكفلا، فلما رجع يوسف إلى المخلوق لا جرم وصفاللَّه ذلك بأن الشيطان أنساه ذلكالتفويض، و ذلك التوحيد، و دعاه إلى عرضالحاجة إلى المخلوقين، ثم لما وصفه بذلكذكر أنه بقي لذلك السبب في السجن بضع سنين،و المعنى أنه لما عدل عن الانقطاع إلى ربهإلى هذا المخلوق عوقب بأن لبث في السجن بضعسنين، و حاصل الأمر أن رجوع يوسف إلىالمخلوق صار سببا لأمرين: أحدهما: أنه صارسببا لاستيلاء الشيطان عليه حتى أنساه ذكرربه، الثاني: أنه صار سببا لبقاء المحنةعليه مدة طويلة.

الوجه الثاني: أن يوسف عليه السلام قال فيإبطال عبادة الأوثان أَ أَرْبابٌمُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُالْواحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف: 39] ثم إنهههنا أثبت ربا غيره حيث قال: اذْكُرْنِيعِنْدَ رَبِّكَ و معاذ اللَّه أن يقال إنهحكم عليه بكونه ربا بمعنى كونه إلها، بلحكم عليه بالربوبية كما يقال: رب الدار، ورب الثوب على أن إطلاق لفظ الرب عليه بحسبالظاهر يناقض نفي الأرباب.

الوجه الثالث: أنه قال في تلك الآية ما كانلنا أن نشرك باللَّه من شي‏ء، و ذلك نفيللشرك على الإطلاق، و تفويض الأموربالكلية إلى اللَّه تعالى، فههنا الرجوعإلى غير اللَّه تعالى كالمناقض لذلكالتوحيد.

و اعلم أن الاستعانة بالناس في دفع الظلمجائزة في الشريعة، إلا أن حسنات الأبرارسيئات المقربين فهذا و إن كان جائزا لعامةالخلق إلا أن الأولى بالصديقين أن يقطعوانظرهم عن الأسباب بالكلية و أن لا يشتغلواإلا بمسبب الأسباب.

الوجه الثاني: في تأويل الآية أن يقال: هبأنه تمسك بغير اللَّه و طلب من ذلك الساقيأن يشرح حاله عند ذلك الملك، إلا أنه كانمن الواجب عليه أن لا يخلي ذلك الكلام منذكر اللَّه مثل أن يقول إن شاء اللَّه أوقدر اللَّه فلما أخلاه عن هذا الذكر وقعهذا الاستدراك.

القول الثاني: أن يقال إن قوله:فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِراجع إلى الناجي و المعنى: أن الشيطانأنسى‏

/ 172