[سورة يوسف (12): آية 111] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فأنكرته و قالت: ما وعد اللَّه محمد صلّىالله عليه وسلّم شيئا إلا و قد علم أنهسيوفيه و لكن البلاء لم يزل بالأنبياء حتىخافوا من أن يكذبهم الذين كانوا قد آمنوابهم و هذا الرد و التأويل في غاية الحسن منعائشة.

و أما قوله: جاءَهُمْ نَصْرُنا أي لما بلغالحال إلى الحد المذكور جاءَهُمْنَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ قرأ عاصمو ابن عامر فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ بنونواحدة و تشديد الجيم و فتح الياء على ما لميسم فاعله، و اختاره أبو عبيدة لأنه فيالمصحف بنون واحدة. و روي عن الكسائي:إدغام إحدى النونين في الأخرى و قرأ بنونواحدة و تشديد الجيم و سكون الياء، قالبعضهم: هذا خطأ لأن النون متحركة فلا تدغمفي الساكن، و لا يجوز إدغام النون فيالجيم، و الباقون بنونين، و تخفيف الجيم وسكون الياء على معنى: و نحن نفعل بهم ذلك.

و اعلم أن هذا حكاية حال، ألا ترى أن القصةفيما مضى، و إنما حكى فعل الحال كما أنقوله: هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَ هذا مِنْعَدُوِّهِ [القصص: 15] إشارة إلى الحاضر والقصة ماضية.

[سورة يوسف (12): آية 111]

لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌلِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاًيُفْتَرى‏ وَ لكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِيبَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصِيلَ كُلِّشَيْ‏ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍيُؤْمِنُونَ (111)

اعلم أن الاعتبار عبارة عن العبور منالطرف المعلوم إلى الطرف المجهول، والمراد منه التأمل و التفكر، و وجهالاعتبار بقصصهم أمور: الأول: أن الذي قدرعلى إعزاز يوسف بعد إلقائه في الجب، وإعلائه بعد حبسه في السجن و تمليكه مصر بعدأن كانوا يظنون به أنه عبد لهم، و جمعه معوالديه و إخوته على ما أحب بعد المدةالطويلة، لقادر على إعزاز محمد صلّى اللهعليه وسلّم و إعلاء كلمته. الثاني: أنالإخبار عنه جار مجرى الإخبار عن الغيب،فيكون معجزة دالة على صدق محمد صلّى اللهعليه وسلّم، الثالث: أنه ذكر في أول السورةنَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَالْقَصَصِ [يوسف: 3] ثم ذكر في آخرها: لَقَدْكانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِيالْأَلْبابِ تنبيها على أن حسن هذه القصةإنما كان بسبب أنه يحصل منها العبرة ومعرفة الحكمة و القدرة. و المراد من قصصهمقصة يوسف عليه السلام و إخوته و أبيه، و منالناس من قال: المراد قصص الرسل لأنه تقدمفي القرآن ذكر قصص سائر الرسل إلا أنالأولى أن يكون المراد قصة يوسف عليهالسلام.

فإن قيل: لم قال: عِبْرَةٌ لِأُولِيالْأَلْبابِ مع أن قوم محمد صلّى اللهعليه وسلّم كانوا ذوي عقول و أحلام، و قدكان الكثير منهم لم يعتبر بذلك.

قلنا: إن جميعهم كانوا متمكنين منالاعتبار، و المراد من وصف هذه القصةبكونها عبرة كونها بحيث يمكن أن يعتبر بهاالعاقل، أو نقول: المراد من أولي الألبابالذين اعتبروا و تفكروا و تأملوا فيها وانتفعوا بمعرفتها، لأن (أولي الألباب) لفظيدل على المدح و الثناء فلا يليق إلا بماذكرناه،

و اعلم أنه تعالى وصف هذه القصة بصفات.

الصفة الأولى: كونها عِبْرَةٌ لِأُولِيالْأَلْبابِ‏

و قد سبق تقريره.

الصفة الثانية: قوله: ما كانَ حَدِيثاًيُفْتَرى‏

و فيه قولان: الأول: أن المراد الذي جاء بهو هو محمد صلّى الله عليه وسلّم لا يصح منهأن يفتري لأنه لم يقرأ الكتب و لم يتلمذلأحد و لم يخالط العلماء فمن المحال أنيفتري هذه القصة بحيث تكون مطابقة لما و ردفي التوراة من غير تفاوت، و الثاني: أنالمراد أنه ليس يكذب في نفسه، لأنه لا

/ 172