[سورة يوسف (12): الآيات 35 الى 36] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

متى وجب التزام أحد شيئين كل و احد منهماشر فأخفهما أولاهما بالتحمل.

ثم قال: وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّيكَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ أصب إليهن أملإليهن يقال: صبا إلى اللهو يصبو صبوا إذامال، و احتج أصحابنا بهذه الآية على أنالإنسان لا ينصرف عن المعصية إلا إذا صرفهاللَّه تعالى عنها قالوا: لأن هذه الآيةتدل على أنه تعالى إن لم يصرفه عن ذلكالقبيح وقع فيه و تقريره: أن القدرة والداعي إلى الفعل و الترك إن استويا امتنعالفعل، لأن الفعل رجحان لأحد الطرفين ومرجوحية للطرف الآخر و حصولهما حال استواءالطرفين جمع بين النقيضين و هو محال، و إنحصل الرجحان في أحد الطرفين فذلك الرجحانليس من العبد و إلا لذهبت المراتب إلى غيرالنهاية بل هو من اللَّه تعالى فالصرفعبارة عن جعله مرجوحا لأنه متى صار مرجوحاصار ممتنع الوقوع لأن الوقوع رجحان، فلووقع حال المرجوحية لحصل الرجحان حال حصولالمرجوحية، و هو يقتضي حصول الجمع بينالنقيضين و هو محال، فثبت بهذا أن انصرافالعبد عن القبيح ليس إلا من اللَّه تعالى.و يمكن تقرير هذا الكلام من وجه آخر، و هوأنه كان قد حصل في حق يوسف عليه السلامجميع الأسباب المرغبة في تلك المعصية و هوالانتفاع بالمال و الجاه و التمتعبالمنكوح و المطعوم و حصل في الإعراض عنهاجميع الأسباب المنفرة، و متى كان الأمركذلك، فقد قويت الدواعي في الفعل و ضعفتالدواعي في الترك، فطلب من اللَّه سبحانهو تعالى أن يحدث في قلبه أنواعا من الدواعيالمعارضة النافية لدواعي المعصية إذ لو لميحصل هذا المعارض لحصل المرجح للوقوع فيالمعصية خاليا عما يعارضه، و ذلك يوجبوقوع الفعل و هو المراد بقوله: أَصْبُإِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَالْجاهِلِينَ.

[سورة يوسف (12): الآيات 35 الى 36]

ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مارَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُحَتَّى حِينٍ (35) وَ دَخَلَ مَعَهُالسِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُماإِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَ قالَالْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَرَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُمِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّانَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)

[في قوله تعالى ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْبَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِلَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ‏]

و في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أن زوج المرأة لماظهر له براءة ساحة يوسف عليه السلام فلاجرم لم يتعرض له،

فاحتالت المرأة بعد ذلك بجميع الحيل حتىتحمل يوسف عليه السلام على موافقتها علىمرادها، فلم يلتفت يوسف إليها، فلما أيستمنه احتالت في طريق آخر و قالت لزوجها: إنهذا العبد العبراني فضحني في الناس يقوللهم: إني راودته عن نفسه، و أنا لا أقدر علىإظهار عذري، فإما أن تأذن لي فأخرج و أعتذرو إما أن تحبسه كما حبستني، فعند ذلك وقعفي قلب العزيز أن الأصلح حبسه حتى يسقط عنألسنة الناس ذكر هذا الحديث و حتى تقلالفضيحة، فهذا هو المراد من قوله ثُمَّبَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُاالْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍلأن البداء عبارة عن تغير الرأي عما كانعليه في الأول، و المراد من الآيات براءتهبقد القميص من دبر، و خمش الوجه، و إلزامالحكم أياها بقوله: إِنَّهُ مِنْكَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ[يوسف: 28] و ذكرنا أنه ظهرت هناك أنواع أخرمن الآيات بلغت مبلغ القطع و لكن القومسكتوا عنها سعيا في إخفاء الفضيحة.

المسألة الثانية: قوله: بَدا لَهُمْ فعل وفاعله في هذا الموضع قوله:لَيَسْجُنُنَّهُ‏

و ظاهر هذا الكلام يقتضي إسناد الفعل إلىفعل آخر، إلا أن النحويين اتفقوا على أنإسناد الفعل إلى الفعل لا يجوز، فإذا قلت‏

/ 172