المسألة الأولى: قال المفسرون: لما عبريوسف عليه السلام رؤيا الملك بين يديه قالله الملك: فما ترى أيها الصديق‏ - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كان كذلك لم يفعل القبيح قالوا: و إنمايكون غنيا عن القبيح إذا كان قادرا، و إذاكان منزها عن داعية السفه فثبت أن وصفهبكونه مكينا أمينا نهاية ما يمكن ذكره فيهذا الباب ثم حكى تعالى أن يوسف عليهالسلام قال في هذا المقام‏

اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِإِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و فيه مسائل:

المسألة الأولى: قال المفسرون: لما عبريوسف عليه السلام رؤيا الملك بين يديه قالله الملك: فما ترى أيها الصديق‏

قال: أرى أن تزرع في هذه السنين المخصبةزرعا كثيرا و تبني الخزائن و تجمع فيهاالطعام فإذا جاءت السنون المجدبة بعناالغلات فيحصل بهذا الطريق مال عظيم فقالالملك و من لي بهذا الشغل فقال يوسف:اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ أيعلى خزائن أرض مصر و أدخل الألف و اللامعلى الأرض، و المراد منه المعهود السابق.روى ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النبيصلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية أنهقال: «رحم اللَّه أخي يوسف لو لم يقلاجعلني على خزائن الأرض لأستعمله من ساعتهلكنه لما قال ذلك أخره عنه سنة» و أقول هذامن العجائب لأنه لما تأبى عن الخروج منالسجن سهل اللَّه عليه ذلك على أحسنالوجوه و لما تسارع في ذكر الالتماس أخراللَّه تعالى ذلك المطلوب عنه و هذا يدلعلى أن ترك التصرف و التفويض بالكلية إلىاللَّه تعالى أولى.

المسألة الثانية: لقائل أن يقول: لم طلبيوسف الإمارة و النبي عليه الصلاة والسلام قال لعبد الرحمن بن سمرة: «لا تسألالإمارة»

و أيضا فكيف طلب الإمارة من سلطان كافر، وأيضا لم لم يصبر مدة و لم أظهر الرغبة فيطلب الإمارة في الحال، و أيضا لم طلب أمرالخزائن في أول الأمر، مع أن هذا يورث نوعتهمة و أيضا كيف جوز من نفسه مدح نفسهبقوله: إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ مع أنهتعالى يقول: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ[النجم: 32] و أيضا فما الفائدة في قوله:إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و أيضا لم تركالاستثناء في هذا فإن الأحسن أن يقول: إنيحفيظ عليم إن شاء اللَّه بدليل قوله تعالى:وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّيفاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَاللَّهُ [الكهف:

23، 24] فهذه أسئلة سبعة لا بد من جوابهافنقول: الأصل في جواب هذه المسائل أنالتصرف في أمور الخلق كان و اجبا عليه،فجاز له أن يتوصل إليه بأي طريق كان، إنماقلنا: إن ذلك التصرف كان و اجبا عليه لوجوه:الأول: أنه كان رسولا حقا من اللَّه تعالىإلى الخلق، و الرسول يجب عليه رعاية مصالحالأمة بقدر الإمكان، و الثاني: و هو أنهعليه السلام علم بالوحي أنه سيحصل القحط والضيق الشديد الذي ربما أفضى إلى هلاكالخلق العظيم، فلعله تعالى أمره بأن يدبرفي ذلك و يأتي بطريق لأجله يقل ضرر ذلكالقحط في حق الخلق، و الثالث: أن السعي فيإيصال النفع إلى المستحقين و دفع الضررعنهم أمر مستحسن في العقول.

و إذا ثبت هذا فنقول: إنه عليه السلام كانمكلفا برعاية مصالح الخلق من هذه الوجوه،و ما كان يمكنه رعايتها إلا بهذا الطريق، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، فكانهذا الطريق و اجبا عليه و لما كان و اجباسقطت الأسئلة بالكلية، و أما تركالاستثناء فقال الواحدي: كان ذلك من خطيئةأوجبت عقوبة و هي أنه تعالى أخر عنه حصولذلك المقصود سنة، و أقول: لعل السبب فيهأنه لو ذكر هذا الاستثناء لاعتقد فيهالملك أنه إنما ذكره لعلمه بأنه لا قدرة لهعلى ضبط هذه المصلحة كما ينبغي فلأجل هذاالمعنى ترك الاستثناء، و أما قوله لم مدحنفسه فجوابه من وجوه: الأول: لا نسلم أنهمدح نفسه لكنه بين كونه موصوفا بهاتينالصفتين النافعتين في حصول هذا المطلوب، وبين البابين فرق و كأنه قد غلب على ظنه أنهيحتاج إلى ذكر هذا الوصف لأن الملك‏

/ 172