المسألة الثالثة: الاستعانة بغير اللَّهفي دفع الظلم جائزة في الشريعة لا إنكارعليه
إلا أنه لما كان ذلك مستدركا من المحققينالمتوغلين في بحار العبودية لا جرم صاريوسف عليه السلام مؤاخذا به، و عند هذانقول: الذي يصير مؤاخذا بهذا القدر لأنيصير مؤاخذا بالإقدام على طلب الزنا ومكافأة الإحسان بالإساءة كان أولى فلمارأينا اللَّه تعالى آخذه بهذا القدر، و لميؤاخذه في تلك القضية ألبتة، و ما عابه بلذكره بأعظم وجوه المدح و الثناء علمنا أنهعليه السلام كان مبرأ مما نسبه الجهال والحشوية إليه.
المسألة الرابعة: الشيطان يمكنه إلقاءالوسوسة، و أما النسيان فلا،
لأنه عبارة عن إزالة العلم عن القلب، والشيطان لا قدرة له عليه، و إلا لكان قدأزال معرفة اللَّه تعالى عن قلوب بني آدم.و جوابه: أنه يمكنه من حيث إنه بوسوستهيدعو إلى سائر الأعمال و اشتغال الإنسانبسائر الأعمال يمنعه عن استحضار ذلك العلمو تلك المعرفة.
فيه بحثان:البحث الأول: بحسب اللغة قال الزجاج:اشتقاقه من بضعت بمعنى قطعت و معناهالقطعة من العدد قال الفراء: و لا يذكرالبضع إلا مع عشرة أو عشرين إلى التسعين وذلك يقتضي أن يكون مخصوصا بما بين الثلاثةإلى التسعة، و قال هكذا رأيت العرب يقولونو ما رأيتهم يقولون بضع و مائة، و روىالشعبي أن النبي عليه