المسألة الثالثة: الاستعانة بغير اللَّهفي دفع الظلم جائزة في الشريعة لا إنكارعليه‏ - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذلك الفتى أن يذكر يوسف للملك حتى طالالأمر فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَسِنِينَ بهذا السبب، و من الناس من قالالقول الأول أولى لما روي عنه عليه السلامقال: «رحم اللَّه يوسف لو لم يقل اذكرنيعند ربك ما لبث في السجن» و عن قتادة أنيوسف عليه السلام عوقب بسبب رجوعه إلى غيراللَّه، و عن إبراهيم التيمي أنه لماانتهى إلى باب السجن قال له صاحبه: ماحاجتك قال: أن تذكرني عند رب سوى الرب الذيقال يوسف، و عن مالك لما قال يوسف للساقياذكرني عند ربك قيل: يا يوسف اتخذت من دونيو كيلا لأطيلن حبسك فبكى يوسف و قال: طولالبلاء أنساني ذكر المولى فقلت هذه الكلمةفويل لإخوتي.

قال مصنف الكتاب فخر الدين الرازي رحمهاللَّه، و الذي جربته من أول عمري إلى آخرهأن الإنسان كلما عول في أمر من الأمور علىغير اللَّه صار ذلك سببا إلى البلاء والمحنة، و الشدة و الرزية، و إذا عول العبدعلى اللَّه و لم يرجع إلى أحد من الخلق حصلذلك المطلوب على أحسن الوجوه فهذه التجربةقد استمرت لي من أول عمري إلى هذا الوقتالذي بلغت فيه إلى السابع و الخمسين، فعندهذا استقر قلبي على أنه لا مصلحة للإنسانفي التعويل على شي‏ء سوى فضل اللَّه تعالىو إحسانه و من الناس من رجح القول الثانيلأن صرف و سوسة الشيطان إلى ذلك الرجل أولىمن صرفها إلى يوسف الصديق، و لأنالاستعانة بالعباد في التخلص من الظلمجائزة.

و اعلم أن الحق هو القول الأول و ما ذكرههذا القائل الثاني تمسك بظاهر الشريعة وما قرره القائل الأول تمسك بأسرار الحقيقةو مكارم الشريعة، و من كان له ذوق في مقامالعبودية و شرب من مشرب التوحيد عرف أنالأمر كما ذكرناه، و أيضا ففي لفظ الآية مايدل على أن هذا القول ضعيف، لأنه لو كانالمراد ذلك لقال فأنساه الشيطان ذكرهلربه.

المسألة الثالثة: الاستعانة بغير اللَّهفي دفع الظلم جائزة في الشريعة لا إنكارعليه‏

إلا أنه لما كان ذلك مستدركا من المحققينالمتوغلين في بحار العبودية لا جرم صاريوسف عليه السلام مؤاخذا به، و عند هذانقول: الذي يصير مؤاخذا بهذا القدر لأنيصير مؤاخذا بالإقدام على طلب الزنا ومكافأة الإحسان بالإساءة كان أولى فلمارأينا اللَّه تعالى آخذه بهذا القدر، و لميؤاخذه في تلك القضية ألبتة، و ما عابه بلذكره بأعظم وجوه المدح و الثناء علمنا أنهعليه السلام كان مبرأ مما نسبه الجهال والحشوية إليه.

المسألة الرابعة: الشيطان يمكنه إلقاءالوسوسة، و أما النسيان فلا،

لأنه عبارة عن إزالة العلم عن القلب، والشيطان لا قدرة له عليه، و إلا لكان قدأزال معرفة اللَّه تعالى عن قلوب بني آدم.

و جوابه: أنه يمكنه من حيث إنه بوسوستهيدعو إلى سائر الأعمال و اشتغال الإنسانبسائر الأعمال يمنعه عن استحضار ذلك العلمو تلك المعرفة.

المسألة الخامسة: قوله: فَلَبِثَ فِيالسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ‏

فيه بحثان:

البحث الأول: بحسب اللغة قال الزجاج:اشتقاقه من بضعت بمعنى قطعت و معناهالقطعة من العدد قال الفراء: و لا يذكرالبضع إلا مع عشرة أو عشرين إلى التسعين وذلك يقتضي أن يكون مخصوصا بما بين الثلاثةإلى التسعة، و قال هكذا رأيت العرب يقولونو ما رأيتهم يقولون بضع و مائة، و روىالشعبي أن النبي عليه‏

/ 172