المسألة الأولى: قال قوم إن عذاب الكفارمنقطع و لها نهاية، و احتجوا بالقرآن والمعقول. أما القرآن فآيات منها هذه الآيةو الاستدلال بها من وجهين: الأول: أنهتعالى قال: ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ دل هذا النص على أن مدة عقابهممساوية لمدة بقاء السموات و الأرض، ثمتوافقنا على أن مدة بقاء السموات و الأرضمتناهية فلزم أن تكون مدة عقاب الكفارمنقطعة. الثاني: أن قوله: إِلَّا ما شاءَرَبُّكَ استثناء من مدة عقابهم و ذلك يدلعلى زوال ذلك العذاب في وقت هذا الاستثناءو مما تمسكوا به أيضا قوله تعالى في سورةعم يتساءلون: لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً[النبأ: 23] بين تعالى أن لبثهم في ذلكالعذاب لا يكون إلا أحقابا معدودة. - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإنسان إذا عظم غمه انحصر روح قلبه فيداخل القلب فإذا انحصر الروح قويت الحرارةو عظمت و عند ذلك يحتاج الإنسان إلى النفسالقوي لأجل أن يستدخل هواء كثيرا بارداحتى يقوى على ترويح تلك الحرارة، فلهذاالسبب يعظم في ذلك الوقت استدخال الهواءفي داخل البدن و حينئذ يرتفع صدره و ينتفخجنباه، و لما كانت الحرارة الغريزية والروح الحيواني محصورا في داخل القلباستولت البرودة على الأعضاء الخارجةفربما عجزت آلات النفس عن دفع ذلك الهواءالكثير المستنشق فيبقى ذلك الهواء الكثيرمنحصرا في الصدر و يقرب من أن يختنقالإنسان منه و حينئذ تجتهد الطبيعة فيإخراج ذلك الهواء فعلى قياس قول الأطباءالزفير هو استدخال الهواء الكثير لترويحالحرارة الحاصلة في القلب بسبب انحصارالروح فيه، و الشهيق هو إخراج ذلك الهواءعند مجاهدة الطبيعة في إخراجه و كل و احدةمن هاتين الحالتين تدل على كرب شديد و غمعظيم.

الوجه الثاني: في الفرق بين الزفير والشهيق.

قال بعضهم: الزفير بمنزلة ابتداء صوتالحمار بالنهيق.

و أما الشهيق فهو بمنزلة آخر صوت الحمار.

الوجه الثالث:

قال الحسن: قد ذكرنا أن الزفير عبارة عنالارتفاع. فنقول: الزفير لهيب جهنم يرفعهمبقوته حتى إذا و صلوا إلى أعلى درجات جهنمو طمعوا في أن يخرجوا منها ضربتهمالملائكة بمقامع من حديد و يردونهم إلىالدرك الأسفل من جهنم، و ذلك قوله تعالى:كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهاأُعِيدُوا فِيها فارتفاعهم في النار هوالزفير و انحطاطهم مرة أخرى هو الشهيق.

الوجه الرابع:

قال أبو مسلم: الزفير ما يجتمع في الصدر منالنفس عند البكاء الشديد فينقطع النفس، والشهيق هو الذي يظهر عند اشتداد الكربة والحزن، و ربما تبعهما الغشية، و ربما حصلعقيبه الموت.

الوجه الخامس:

قال أبو العالية: الزفير في الحلق والشهيق في الصدر.

الوجه السادس:

قال قوم: الزفير الصوت الشديد، و الشهيقالصوت الضعيف.

الوجه السابع:

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: لَهُمْفِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ يريد ندامة ونفسا عالية و بكاء لا ينقطع و حزنا لايندفع.

الوجه الثامن:

الزفير مشعر بالقوة، و الشهيق بالضعف علىما قررناه بحسب اللغة.

إذا عرفت هذا فنقول: لم يبعد أن يكونالمراد من الزفير قوة ميلهم إلى عالمالدنيا و إلى اللذات الجسدانية، و المرادمن الشهيق ضعفهم عن الاستسعاد بعالمالروحانيات و الاستكمال بالأنوار الإلهيةو المعارج القدسية.

ثم قال تعالى: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِالسَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَرَبُّكَ‏

و فيه مسألتان:

المسألة الأولى: قال قوم إن عذاب الكفارمنقطع و لها نهاية، و احتجوا بالقرآن والمعقول. أما القرآن فآيات منها هذه الآيةو الاستدلال بها من وجهين: الأول: أنهتعالى قال: ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ دل هذا النص على أن مدة عقابهممساوية لمدة بقاء السموات و الأرض، ثمتوافقنا على أن مدة بقاء السموات و الأرضمتناهية فلزم أن تكون مدة عقاب الكفارمنقطعة. الثاني: أن قوله: إِلَّا ما شاءَرَبُّكَ استثناء من مدة عقابهم و ذلك يدلعلى زوال ذلك العذاب في وقت هذا الاستثناءو مما تمسكوا به أيضا قوله تعالى في سورةعم يتساءلون: لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً[النبأ: 23] بين تعالى أن لبثهم في ذلكالعذاب لا يكون إلا أحقابا معدودة.

/ 172