يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذاإِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُمَرْدُودٍ (76) وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنالُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَ ضاقَ بِهِمْذَرْعاً وَ قالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)اعلم أن قوله: يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْعَنْ هذا معناه: أن الملائكة قالوا له:اترك هذه المجادلة لأنه قد جاء أمر ربكبإيصال هذا العذاب إليهم و إذا لاح وجهدلالة النص على هذا الحكم فلا سبيل إلىدفعه فلذلك أمروه بترك المجادلة، و لماذكروا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ولم يكن في هذا اللفظ دلالة على أن هذاالأمر بماذا جاء لا جرم بين اللَّه تعالىأنهم آتيهم عذاب غير مردود، أي عذاب لاسبيل إلى دفعه و رده.ثم قال: وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاًسِيءَ بِهِمْ وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وهؤلاء الرسل هم الرسل الذين بشروا إبراهيمبالولد عليهم السلام. قال ابن عباس رضياللَّه عنهما: انطلقوا من عند إبراهيم إلىلوط و بين القريتين أربع فراسخ و دخلواعليه على صورة شباب مرد من بني آدم و كانوافي غاية الحسن و لم يعرف لوط أنهم ملائكةاللَّه و ذكروا فيه ستة أوجه: الأول: أنه ظنأنهم من الإنس فخاف عليهم خبث قومه و أنيعجزوا عن مقاومتهم.