المسألة الثالثة: اختلف الحكماء في أنالنفس الأمارة بالسوء ما هي؟ - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و القول الثاني: أنه استثناء منقطع أي ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة كقوله:وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 48] إِلَّارَحْمَةً مِنَّا [يس: 44].

المسألة الثالثة: اختلف الحكماء في أنالنفس الأمارة بالسوء ما هي؟

و المحققون قالوا إن النفس الإنسانيةشي‏ء و احد، و لها صفات كثيرة فإذا مالتإلى العالم الإلهي كانت نفسا مطمئنة، وإذا مالت إلى الشهوة و الغضب كانت أمارةبالسوء، و كونها أمارة بالسوء يفيدالمبالغة و السبب فيه أن النفس من أولحدوثها قد ألفت المحسوسات و التذت بها وعشقتها، فأما شعورها بعالم المجردات وميلها إليه، فذلك لا يحصل إلا نادرا في حقالواحد، فالواحد و ذلك الواحد فإنما يحصلله ذلك التجرد و الانكشاف طول عمره فيالأوقات النادرة فلما كان الغالب هوانجذابها إلى العالم الجسداني و كان ميلهاإلى الصعود إلى العالم الأعلى نادرا لاجرم حكم عليها بكونها أمارة بالسوء، و منالناس من زعم أن النفس المطمئنة هي النفسالعقلية النطقية، و أما النفس الشهوانية والغضبية فهما مغايرتان للنفس العقلية، والكلام في تحقيق الحق في هذا الباب مذكورفي المعقولات.

المسألة الرابعة: تمسك أصحابنا في أنالطاعة و الإيمان لا يحصلان إلا مناللَّه‏

بقوله: إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي قالوا دلتالآية على أن انصراف النفس من الشر لا يكونإلا برحمته و لفظ الآية مشعر بأنه متى حصلتتلك الرحمة حصل ذلك الانصراف. فنقول: لايمكن تفسير هذه الرحمة بإعطاء العقل والقدرة و الألطاف كما قاله القاضي لأن كلذلك مشترك بين الكافر و المؤمن فوجبتفسيرها بشي‏ء آخر، و هو ترجيح داعيةالطاعة على داعية المعصية و قد أثبتنا ذلكأيضا بالبرهان القاطع و حينئذ يحصل منهالمطلوب.

[سورة يوسف (12): الآيات 54 الى 55]

وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِأَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّاكَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَلَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قالَاجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِإِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)

[في قوله تعالى وَ قالَ الْمَلِكُائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُلِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَإِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌأَمِينٌ‏]

في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اختلفوا في هذا الملك‏

فمنهم من قال: هو العزيز، و منهم من قال: بلهو الريان الذي هو الملك الأكبر، و هذا هوالأظهر لوجهين: الأول: أن قول يوسف:اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِيدل عليه. الثاني: أن قوله: أَسْتَخْلِصْهُلِنَفْسِي يدل على أنه قبل ذلك ما كانخالصا له، و قد كان يوسف عليه السلام قبلذلك خالصا للعزيز، فدل هذا على أن هذاالملك هو الملك الأكبر.

المسألة الثانية: ذكروا أن جبريل عليهالسلام دخل على يوسف عليه السلام و هو فيالحبس‏

و قال: «قل اللهم اجعل لي من عندك فرجا ومخرجا و ارزقني من حيث لا أحتسب» فقبلاللَّه دعاءه و أظهر هذا السبب في تخليصهمن السجن، و تقرير الكلام: أن الملك عظماعتقاده في يوسف لوجوه: أحدها: أنه عظماعتقاده في علمه، و ذلك لأنه لما عجز القومعن الجواب و قدر هو على الجواب الموافقالذي يشهد العقل بصحته مال الطبع إليه، وثانيها: أنه عظم اعتقاده في صبره و ثباته،و ذلك لأنه بعد أن بقي في السجن بضع سنينلما أذن له في الخروج ما أسرع إلى الخروجبل صبر و توقف و طلب أولا ما يدل على براءةحاله عن جميع التهم، و ثالثها:

أنه عظم اعتقاده في حسن أدبه، و ذلك لأنهاقتصر على قوله: ما بالُ النِّسْوَةِاللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ[يوسف:

/ 172