المسألة الثانية: قوله: فَمِنْهُمْشَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ يدل ظاهره على أن أهلالموقف لا يخرجون عن هذين القسمين. - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المسألة الثانية: قوله: فَمِنْهُمْشَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ يدل ظاهره على أن أهلالموقف لا يخرجون عن هذين القسمين.

فإن قيل: أليس في الناس مجانين و أطفال وهم خارجون عن هذين القسمين؟

قلنا: المراد من يحشر ممن أطلق للحساب و هملا يخرجون عن هذين القسمين.

فإن قيل: قد احتج القاضي بهذه الآية علىفساد ما يقال إن أهل الأعراف لا في الجنة ولا في النار فما قولكم فيه؟

قلنا: لما سلم أن الأطفال و المجانينخارجون عن هذين القسمين لأنهم لا يحاسبونفلم لا يجوز أيضا أن يقال: إن أصحابالأعراف خارجون عنه لأنهم أيضا لايحاسبون، لأن اللَّه تعالى علم من حالهمأن ثوابهم يساوي عذابهم، فلا فائدة فيحسابهم.

فإن قيل: القاضي استدل بهذه الآية أيضاعلى أن كل من حضر عرصة القيامة فإنه لا بد وأن يكون ثوابه زائدا أو يكون عقابه زائدا،فأما من كان ثوابه مساويا لعقابه فإنه و إنكان جائزا في العقل، إلا أن هذا النص دلعلى أنه غير موجود.

قلنا: الكلام فيه ما سبق من أن السعيد هوالذي يكون من أهل الثواب، و الشقي هو الذييكون من أهل العقاب، و تخصيص هذين القسمينبالذكر لا يدل على نفي القسم الثالث، والدليل على ذلك: أن أكثر الآيات مشتملة علىذكر المؤمن و الكافر فقط، و ليس فيه ذكرثالث لا يكون لا مؤمنا و لا كافرا مع أنالقاضي أثبته، فإذا لم يلزم من عدم ذكر ذلكالثالث عدمه فكذلك لا يلزم من ذكر هذاالثالث عدمه.

المسألة الثالثة: اعلم أنه تعالى حكم الآنعلى بعض أهل القيامة بأنه سعيد و على بعضهمبأنه شقي،

و من حكم اللَّه عليه بحكم و علم منه ذلكالأمر امتنع كونه بخلافه، و إلا لزم أنيصير خبر اللَّه تعالى كذبا و علمه جاهلا وذلك محال فثبت أن السعيد لا ينقلب شقيا وأن الشقي لا ينقلب سعيدا، و تقرير هذاالدليل مر في هذا الكتاب مرارا لا تحصى. وروي عن عمر رضي اللَّه عنه أنه قال: لما نزلقوله تعالى: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ قلت يا رسول اللَّه فعلى ماذانعمل على شي‏ء قد فرغ منه أم على شي‏ء لميفرغ منه؟ فقال: «على شي‏ء قد فرغ منه ياعمر و جفت به الأقلام و جرت به الأقدار، ولكن كل ميسر لما خلق له» و قالت المعتزلة:نقل عن الحسن أنه قال:

فمنهم شقي بعمله و سعيد بعمله.

قلنا: الدليل القاطع لا يدفع بهذهالروايات و أيضا فلا نزاع أنه إنما شقيبعمله و إنما سعد بعمله و لكن لما كان ذلكالعمل حاصلا بقضاء اللَّه و قدره كانالدليل الذي ذكرناه باقيا.

و اعلم أنه تعالى لما قسم أهل القيامة إلىهذين القسمين شرح حال كل و احد منهما فقال:

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِيالنَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ‏

و فيه مسائل:

المسألة الأولى:

ذكروا في الفرق بين الزفير و الشهيقوجوها:

الوجه الأول:

قال الليث: الزفير أن يملأ الرجل صدره حالكونه في الغم الشديد من النفس و لم يخرجه،و الشهيق أن يخرج ذلك النفس، و قال الفراء:يقال للفرس إنه عظيم الزفرة أي عظيم البطنو أقول إن‏

/ 172