وَ كُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْأَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِفُؤادَكَ وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَ ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ(120)اعلم أنه تعالى لما ذكر القصص الكثيرة فيهذه السورة ذكر في هذه الآية نوعين منالفائدة.الفائدة الأولى: تثبيت الفؤاد على أداءالرسالة و على الصبر و احتمال الأذى، و ذلكلأن الإنسان إذا ابتلي بمحنة و بلية فإذارأى له فيه مشاركا خف ذلك على قلبه، كمايقال: المصيبة إذا عمت خفت، فإذا سمعالرسول هذه القصص، و علم أن حال جميعالأنبياء صلوات اللَّه عليهم مع أتباعهمهكذا، سهل عليه تحمل الأذى من قومه و أمكنهالصبر عليه.و الفائدة الثانية: قوله: وَ جاءَكَ فِيهذِهِ الْحَقُّ وَ مَوْعِظَةٌ وَ ذِكْرىلِلْمُؤْمِنِينَ و في قوله: فِي هذِهِوجوه: أحدها: في هذه السورة. و ثانيها: فيهذه الآية. و ثالثها: في هذه الدنيا، و هذابعيد غير لائق بهذا الموضع.