[سورة يوسف (12): الآيات 56 الى 57] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و إن علم كماله في علوم الدين لكنه ما كانعالما بأنه يفي بهذا الأمر، ثم نقول هب أنهمدح نفسه إلا أن مدح النفس إنما يكونمذموما إذا قصد الرجل به التطاول والتفاخر و التوصل إلى غير ما يحل، فأما علىغير هذا الوجه فلا نسلم أنه محرم فقولهتعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ[النجم: 32] المراد منه تزكية النفس حال مايعلم كونها غير متزكية، و الدليل عليهقوله تعالى بعد هذه الآية: هُوَ أَعْلَمُبِمَنِ اتَّقى‏ أما إذا كان الإنسانعالما بأنه صدق و حق فهذا غير ممنوع منه واللَّه أعلم.

قوله ما الفائدة في وصفه نفسه بأنه حفيظعليم؟

قلنا: إنه جار مجرى أن يقول حفيظ بجميعالوجوه التي منها يمكن تحصيل الدخل والمال، عليم بالجهات التي تصلح لأن يصرفالمال إليها، و يقال: حفيظ بجميع مصالحالناس، عليم بجهات حاجاتهم أو يقال: حفيظلوجوه أياديك و كرمك، عليم بوجوب مقابلتهابالطاعة و الخضوع و هذا باب و اسع يمكنتكثيره لمن أراده.

[سورة يوسف (12): الآيات 56 الى 57]

وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِيالْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُيَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُوَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌلِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ(57)

[في قوله تعالى وَ كَذلِكَ مَكَّنَّالِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُمِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُبِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُأَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‏]

فيه مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أن يوسف عليه السلاملما التمس من الملك أن يجعله على خزائنالأرض لم يحك اللَّه عن الملك أنه قال: قدفعلت،

بل اللَّه سبحانه قال: وَ كَذلِكَمَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ فههناالمفسرون قالوا في الكلام محذوف و تقديره:قال الملك قد فعلت، إلا أن تمكين اللَّه لهفي الأرض يدل على أن الملك قد أجابه إلى ماسأل. و أقول: ما قالوه حسن، إلا أن ههنا ماهو أحسن منه و هو أن إجابة الملك له سبب فيعالم الظاهر و أما المؤثر الحقيقي: فليسإلا أنه تعالى مكنه في الأرض، و ذلك لأنذلك الملك كان متمكنا من القبول و من الرد،فنسبة قدرته إلى القبول و إلى الرد علىالتساوي، و ما دام يبقى هذا التساوي امتنعحصول القبول، فلا بد و أن يترجح القبول علىالرد في خاطر ذلك الملك، و ذلك الترجح لايكون إلا بمرجح يخلقه اللَّه تعالى، إذاخلق اللَّه تعالى ذلك المرجح حصل القبوللا محالة، فالتمكن ليوسف في الأرض ليس إلامن خلق اللَّه تعالى في قلب ذلك الملكبمجموع القدرة و الداعية الجازمة اللتينعند حصولهما يجب الأثر، فلهذا السبب تركاللَّه تعالى ذكر إجابة الملك و اقتصر علىذكر التمكين الإلهي، لأن المؤثر الحقيقيليس إلا هو.

المسألة الثانية: روي أن الملك توجه وأخرج خاتم الملك و جعله في أصبعه و قلدبسيفه‏

و وضع له سريرا من ذهب مكللا بالدر والياقوت، فقال يوسف عليه السلام: أماالسرير فأشد به ملكك و أما الخاتم فأدبر بهأمرك، و أما التاج فليس من لباسي و لا لباسآبائي، و جلس على السرير و دانت له القوم،و عزل الملك قطفير زوج المرأة المعلومة ومات بعد ذلك و زوجه الملك امرأته، فلما دخلعليها قال أليس هذا خيرا مما طلبت، فوجدهاعذراء فولدت له ولدين أفرايم و ميشا و أقامالعدل بمصر و أحبته الرجال و النساء، وأسلم على يده الملك و كثير من الناس و باعمن أهل مصر في سني القحط الطعام بالدراهم والدنانير في السنة الأولى ثم بالحلي‏

/ 172