[سورة يوسف (12): الآيات 19 الى 20] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالوفاء لكان المحبوب هو النصيب و الحظ وموصل النصيب لا يكون محبوبا بالذات بلبالعرض، فهذا هو الصبر الجميل. أما إذا كانالصبر لا لأجل الرضا بقضاء الحق سبحانه بلكان لسائر الأغراض، فذلك الصبر لا يكونجميلا، و الضابط في جميع الأفعال والأقوال و الاعتقادات أن كل ما كان لطلبعبودية اللَّه تعالى كان حسنا و إلا فلا، وههنا يظهر صدق ما روي في الأثر «استفتقلبك، و لو أفتاك المفتون» فليتأمل الرجلتأملا شافيا، أن الذي أتى به هل الحاصل والباعث عليه طلب العبودية أم لا؟ فإن أهلالعلم لو أفتونا بالشي‏ء مع أنه لا يكونفي نفسه كذلك لم يظهر منه نفع ألبتة. و لماذكر يعقوب قوله: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ‏

قال: وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‏ ماتَصِفُونَ‏

و المعنى: أن إقدامه على الصبر لا يمكن إلابمعونة اللَّه تعالى، لأن الدواعيالنفسانية تدعوه إلى إظهار الجزع و هيقوية و الدواعي الروحانية تدعوه إلى الصبرو الرضا، فكأنه وقعت المحاربة بينالصنفين، فما لم تحصر إعانة اللَّه تعالىلم تحصل الغلبة، فقوله: فَصَبْرٌ جَمِيلٌيجري مجرى قوله:

إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة: 5] و قوله: وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‏ ماتَصِفُونَ يجري مجرى قوله: وَ إِيَّاكَنَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5].

[سورة يوسف (12): الآيات 19 الى 20]

وَ جاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواوارِدَهُمْ فَأَدْلى‏ دَلْوَهُ قالَ يابُشْرى‏ هذا غُلامٌ وَ أَسَرُّوهُبِضاعَةً وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِمايَعْمَلُونَ (19) وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍبَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَ كانُوافِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)

[في قوله تعالى وَ جاءَتْ سَيَّارَةٌفَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى‏دَلْوَهُ‏]

اعلم أنه تعالى بين كيف سهل السبيل فيخلاص يوسف من تلك المحنة، فقال: وَ جاءَتْسَيَّارَةٌ يعني رفقة تسير للسفر. قال ابنعباس: جاءت سيارة أي قوم يسيرون من مدينإلى مصر فأخطؤا الطريق فانطلقوا يهيمونعلى غير طريق، فهبطوا على أرض فيها جب يوسفعليه السلام، و كان الجب في قفرة بعيدة عنالعمران لم يكن إلا للرعاة، و قيل: كانماؤه ملحا فعذب حين ألقي فيه يوسف عليهالسلام فأرسلوا رجلا يقال له: مالك بن ذعرالخزاعي ليطلب لهم الماء، و الوارد الذييرد الماء ليستقي القوم فَأَدْلى‏دَلْوَهُ و نقل الواحدي عن عامة أهل اللغةأنه يقال: أدلى دلوه إذا أرسلها في البئر ودلاها إذا نزعها من البئر يقال: أدلى يدليإدلاء إذا أرسل و دلا يدلو دلوا إذا جذب وأخرج، و الدلو معروف، و الجمع دلاء

قالَ يا بُشْرى‏ هذا غُلامٌ‏

و ههنا محذوف، و التقدير: فظهر يوسف قالالمفسرون: لما أدلى الوارد دلوه و كان يوسففي ناحية من قعر البئر تعلق بالحبل فنظرالوارد إليه و رأى حسنه نادى، فقال: يابشرى.

و فيه مسألتان:

المسألة الأولى: قرأ عاصم و حمزة والكسائي بُشْرى‏ بغير الألف و بسكونالياء،

و الباقون يا بشراي بالألف و فتح الياءعلى الإضافة.

المسألة الثانية: في قوله: يا بُشْرى‏قولان:

القول الأول: أنها كلمة تذكر عند البشارة

و نظيره قولهم: يا عجبا من كذا و قوله: ياأَسَفى‏ عَلى‏ يُوسُفَ و على هذا القولففي تفسير النداء وجهان: الأول: قالالزجاج: معنى النداء في هذه الأشياء التيلا تجيب تنبيه المخاطبين و توكيد القصةفإذا قلت: يا عجباه فكأنك قلت اعجبوا.الثاني: قال أبو علي: كأنه‏

/ 172