[سورة هود (11): آية 57] - مفاتیح الشرائع جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 18

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و اعلم أن هذا معجزة قاهرة، و ذلك أن الرجلالواحد إذا أقبل على القوم العظيم و قاللهم: بالغوا في عداوتي و في موجبات إيذائي،و لا تؤجلون فإنه لا يقول هذا إلا إذا كان واثقا من عند اللَّه تعالى بأنه يحفظه ويصونه عن كمد الأعداء.

ثم قال: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَآخِذٌ بِناصِيَتِها قال الأزهري: الناصيةعند العرب منبت الشعر في مقدم الرأس و يسمىالشعر النابت هناك ناصية باسم منبته.

و اعلم أن العرب إذا و صفوا إنسانا بالذلةو الخضوع قالوا: ما ناصية فلان إلا بيدفلان، أي أنه مطيع له، لأن كل من أخذتبناصيته فقد قهرته، و كانوا إذا أسرواالأسير فأرادوا إطلاقه و المن عليه جزواناصيته ليكون ذلك علامة لقهره فخوطبوا فيالقرآن بما يعرفون فقوله: ما مِنْدَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِهاأي ما من حيوان إلا و هو تحت قهره و قدرته،و منقاد لقضائه و قدره.

ثم قال: إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ و فيه وجوه: الأول: أنه تعالىلما قال: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَآخِذٌ بِناصِيَتِها أشعر ذلك بقدرة عاليةو قهر عظيم فأتبعه بقوله: إِنَّ رَبِّيعَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أي أنه و إن كانقادرا عليهم لكنه لا يظلمهم و لا يفعل بهمإلا ما هو الحق و العدل و الصواب، قالتالمعتزلة قوله: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّاهُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها يدل على التوحيدو قوله: إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ يدل على العدل، فثبت أن الدينإنما يتم بالتوحيد و العدل. الثاني: أنهتعالى لما ذكر أن سلطانه قهر جميع الخلقأتبعه بقوله: إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ يعني أنه لا يخفى عليه مستتر،و لا يفوته هارب، فذكر الصراط المستقيم وهو يعني به الطريق الذي لا يكون لأحد مسلكإلا عليه، كما قال: إِنَّ رَبَّكَلَبِالْمِرْصادِ [الفجر: 14] الثالث: أنيكون المراد إِنَّ رَبِّي يدل على الصراطالمستقيم، أي يحث، أو يحملكم بالدعاءإليه.

[سورة هود (11): آية 57]

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْأَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِإِلَيْكُمْ وَ يَسْتَخْلِفُ رَبِّيقَوْماً غَيْرَكُمْ وَ لا تَضُرُّونَهُشَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ حَفِيظٌ (57)

اعلم أن قوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا يعني فإنتتولوا ثم فيه وجهان: الأول: تقدير الكلامفإن تتولوا لم أعاتب على تقصير في الإبلاغو كنتم محجوبين كأنه يقول: أنتم الذينأصررتم على التكذيب. الثاني: فَإِنْتَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ماأُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ.

ثم قال: وَ يَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماًغَيْرَكُمْ يعني يخلق بعدكم من هو أطوعللَّه منكم، و هذا إشارة إلى نزول عذابالاستئصال و لا تضرونه شيئا، يعني أنإهلاككم لا ينقص من ملكه شيئا.

ثم قال: إِنَّ رَبِّي عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ حَفِيظٌ و فيه ثلاثة أوجه: الأول:حفيظ لأعمال العباد حتى يجازيهم عليها.الثاني: يحفظني من شركم و مكركم. الثالث:حفيظ على كل شي‏ء يحفظه من الهلاك إذا شاءو يهلكه إذا شاء.

[سورة هود (11): الآيات 58 الى 60]

وَ لَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْناهُوداً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُبِرَحْمَةٍ مِنَّا وَ نَجَّيْناهُمْ مِنْعَذابٍ غَلِيظٍ (58) وَ تِلْكَ عادٌجَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ عَصَوْارُسُلَهُ وَ اتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّجَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَ أُتْبِعُوا فِيهذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَ يَوْمَالْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوارَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِهُودٍ (60)

/ 172