[سورة يوسف (12): الآيات 88 الى 90] - مفاتیح الشرائع جلد 18
لطفا منتظر باشید ...
مصر، فمع قرب المسافة يمتنع بقاء هذهالواقعة مخفية.
السؤال الرابع: لم لم يبعث يوسف عليهالسلام أحدا إلى يعقوب و يعلمه أنه فيالحياة و في السلامة
و لا يقال: إنه كان يخاف إخوته لأنه بعد أنصار ملكا قاهرا كان يمكنه إرسال الرسولإليه و إخوته ما كانوا يقدرون على دفعالرسول.
و السؤال الخامس: كيف جاز ليوسف عليهالسلام أن يضع الصاع في وعاء أخيه
ثم يستخرجه منه و يلصق به تهمة السرقة معأنه كان بريئا عنها.
السؤال السادس: كيف رغب في إلصاق هذهالتهمة به و في حبسه عند نفسه مع أنه كانيعلم أنه يزداد حزن أبيه و يقوى.
و الجواب عن الأول: أن مثل هذه المحنةالشديدة تزيل عن القلب كل ما سواه منالخواطر. ثم إن صاحب هذه المحنة الشديدةيكون كثير الرجوع إلى اللَّه تعالى كثيرالاشتغال بالدعاء و التضرع فيصير ذلك سببالكمال الاستغراق.
و الجواب عن الثاني: أن الداعي الإنسانيةلا تزول في الحياة العاجلة فتارة كان يقول:يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ [يوسف: 84] و تارةكان يقول: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُالْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ [يوسف:18] و أما بقية الأسئلة فالقاضي أجاب عنهابجواب كلي حسن، فقال هذه الوقائع التينقلت إلينا إما يمكن تخريجها على الأحوالالمعتادة أو لا يمكن فإن كان الأول فلاإشكال، و إن كان الثاني فنقول: كان ذلكالزمان زمان الأنبياء عليهم السلام و خرقالعادة في هذا الزمان غير مستبعد، فلميمتنع أن يقال: إن بلدة يعقوب عليه السلاممع أنها كانت قريبة من بلدة يوسف عليهالسلام، و لكن لم يصل خبر أحدهما إلى الآخرعلى سبيل نقض العادة.
[سورة يوسف (12): الآيات 88 الى 90]
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا ياأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍمُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَيَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قالَ هَلْعَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ (89)قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَأَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي قَدْ مَنَّاللَّهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِوَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُأَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)
[في قوله تعالى فلما دخلوا عليه قالوا ياأيها العزيز مسنا و أهلنا الضر]
اعلم أن المفسرين اتفقوا على أن ههنامحذوفا و التقدير: أن يعقوب لما قال لبنيه:اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ [يوسف: 87] قبلوا من أبيهم هذهالوصية فعادوا إلى مصر و دخلوا على يوسفعليه السلام فقالوا له: يا أَيُّهَاالْعَزِيزُ.
فإن قيل: إذا كان يعقوب أمرهم أن يتحسسواأمر يوسف و أخيه فلماذا عدلوا إلى الشكوى وطلبوا إيفاء الكيل؟ قلنا: لأن المتحسسينيتوسلون إلى مطلوبهم بجميع الطرق والاعتراف بالعجز و ضيق اليد و رقة الحال وقلة المال و شدة الحاجة مما يرقق القلبفقالوا: نجربه في ذكر هذه الأمور فإن رققلبه لنا ذكرنا له المقصود