شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 126
نمايش فراداده

خطبه 054-درباره تاخير جنگ

الشرح:

من رواه: (اكل ذلك) بالنصب فمفعول فعل مقدر، اى تفعل كل ذلك، و كراهيه منصوب لانه مفعول له و من رواه (اكل ذلك) بالرفع اجاز فى (كراهيه) الرفع و النصب، اما الرفع فانه يجعل (كل) مبتدا، و كراهيه خبره، و اما النصب فيجعلها مفعولا له كما قلنا فى الروايه الاولى، و يجعل خبر المبتدا محذوفا، و تقديره: اكل هذا مفعول! او تفعله كراهيه للموت! ثم اقسم انه لايبالى اتعرض هو للموت حتى يموت، ام جاءه الموت ابتداء من غير ان يتعرض له.

و عشا الى النار يعشو: استدل عليها ببصر ضعيف، قال: متى تاته تعشو الى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد و هذا الكلام استعاره، شبه من عساه يلحق به من اهل الشام بمن يعشو ليلا الى النار، و ذلك لان بصائر اهل الشام ضعيفه، فهم من الاهتداء بهداه (ع) كمن يعشو ببصر ضعيف الى النار فى الليل، قال: ذاك احب الى من ان اقتلهم على ضلالهم، و ان كنت لو قتلتهم على هذه الحاله لباءوا باثامهم، اى رجعوا، قال سبحانه: (انى اريد ان تبوء باثمى و اثمك) اى ترجع.

من اخبار يوم صفين لما ملك اميرالمومنين (ع) الماء بصفين ثم سمح لاهل الشام بالمشاركه فيه و المساهمه، رجاء ان يعطفوا اليه، و استماله لقلوبهم و اظه ارا للمعدله و حسن السيره فيهم، مكث اياما لايرسل الى معاويه، و لاياتيه من عند معاويه احد، و استبطا اهل العراق اذنه لهم فى القتال، و قالوا: يا اميرالمومنين، خلفنا ذرارينا و نساءنا بالكوفه، و جئنا الى اطراف الشام لنتخذها وطنا، ائذن لنا فى القتال، فان الناس قد قالوا قال لهم (ع): ما قالوا؟ فقال منهم قائل: ان الناس يظنون انك تكره الحرب كراهيه للموت، و ان من الناس من يظن انك فى شك من قتال اهل الشام.

فقال (ع): و متى كنت كارها للحرب قط! ان من العجب حبى لها غلاما و يفعا، و كراهيتى لها شيخا بعد نفاد العمر و قرب الوقت! و اما شكى فى القوم فلو شككت فيهم لشككت فى اهل البصره، و الله لقد ضربت هذا الامر ظهرا و بطنا، فما وجدت يسعنى الا القتال او ان اعصى الله و رسوله، و لكنى استانى بالقوم، عسى ان يهتدوا او تهتدى منهم طائفه، فان رسول الله (ص) قال لى يوم خيبر: لان يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس.

قال نصر بن مزاحم: حدثنا محمد بن عبيدالله عن الجرجانى، قال: فبعث على (ع) الى معاويه بشير بن عمرو بن محصن الانصارى، و سعيد بن قيس الهمدانى و شبث بن الربعى التميمى، فقال: ائتوا هذا الرجل، فادعوه (الى الله عز و جل، و) الى الطاعه و الجماعه، و الى اتباع امر الله سبحانه.

فقال له شبث: يا اميرالمومنين، الا تطمعه فى سلطان توليه اياه، و منزله يكون له بها اثره عندك ان هو بايعك؟ فقال: ائتوه الان و القوه و احتجوا عليه، و انظروا ما رايه فى هذا.

فاتوه فدخلوا عليه، فحمد ابوعمرو بن محصن الله و اثنى عليه، و قال: اما بعد يا معاويه فان الدنيا عنك زائله، و انك راجع الى الاخره، و ان الله مجازيك بعملك و محاسبك بما قدمت يداك، و اننى انشدك الله الا تفرق جماعه هذه الامه، و الا تسفك دماءها بينها.

فقطع معاويه عليه الكلام و قال: فهلا اوصيت صاحبك! فقال: سبحان الله! ان صاحبى لايوصى، ان صاحبى ليس مثلك، صاحبى احق الناس بهذا الامر فى الفضل و الدين و السابقه فى الاسلام و القرابه من الرسول.

قال معاويه: فتقول ماذا؟ قال: ادعوك الى تقوى ربك، و اجابه ابن عمك الى ما يدعوك اليه من الحق، فانه اسلم لك فى دينك، و خير لك فى عاقبه امرك.

قال: و يطل دم عثمان! لا و الرحمن لاافعل ذلك ابدا.

فذهب سعيد بن قيس يتكلم، فبدره شبث بن الربعى، فحمد الله و اثنى عليه، ثم قال: يا معاويه، قد فهمت ما رددت على ابن محصن، انه لايخفى علينا ما تقر و ما تطلب، انك لاتجد شيئا تستغوى به الناس، و لا شيئا تستميل به اهواءهم، و تستخلص به طاعتهم الا ان قلت لهم: قتل امامكم مظلوما، فهلموا نطلب بدمه، فاستجاب لك سفهاء طغام رذال، و قد علمنا انك ابطات عنه بالنصر، و احببت له القتل، لهذه المنزله التى تطلب، و رب مبتغ امرا، و طالب له يحول الله دونه، و ربما اوتى المتمنى امنيته، و ربما لم يوتها، و و الله ما لك فى واحده منهما خير، و الله لئن اخطاك ما ترجو انك لشر العرب حالا، و لئن اصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق صلى النار، فاتق الله يا معاويه، و دع ما انت عليه، و لاتنازع الامر اهله.

فحمد معاويه الله و اثنى عليه، و قال: اما بعد فان اول ما عرفت به سفهك و خفه حلمك قطعك على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه.

ثم عتبت بعد فيما لا علم لك به، و لقد كذبت و لومت ايها الاعرابى الجلف الجافى فى كل ما وصفت و (ذكرت).

انصرفوا من عندى فانه ليس بينى و بينكم الا السيف.

و غضب فخرج القوم و شبث يقول: اعلينا تهول بالسيف! اما و الله لنجعلنه اليك! (فاتوا عليا (ع)، فاخبروه بالذى كان من قوله، و ذلك فى شهر ربيع الاخر).

قال نصر: و خرج قراء اهل العراق، و قراء اهل الشام فعسكروا ناحيه صفين ثلاثين الفا.

قال: و عسكر على (ع) على الماء، و عسكر معاويه فوقه على الماء ايضا، و مشت القراء فيما بين على (ع) و معاويه، منهم عبيده السلمانى، و علقمه بن قيس النخعى، و عبدالله بن عتبه، و عامر بن عبدالقيس- و قد كان فى بعض تلك السواحل- فانصرف الى عسكر على (ع)، فدخلوا على معاويه فقالوا: يا معاويه، ما الذى تطلب؟ قال: اطلب بدم عثمان، قالوا: ممن تطلب بدم عثمان؟ قال: اطلبه من على، قالوا: و على قتله؟ قال: نعم هو قتله، و آوى قتلته، فانصرفوا من عنده فدخلوا على على (ع)، فقالوا: ان معاويه يزعم انك قتلت عثمان، قال: اللهم لكذب فيما قال، لم اقتله.

فرجعوا الى معاويه فاخبروه، فقال لهم: انه ان لم يكن قتله بيده فقد امر و مالا، فرجعوا الى على فقالوا: ان معاويه يزعم انك ان لم تكن قلت بيدك، فقد امرت و مالات على قتل عثمان، فقال: اللهم لكذب فيما قال، فرجعوا الى معاويه، فقالوا: ان عليا يزعم انه لم يفعل، فقال معاويه: ان كان صادقا فليقدنا من قتله عثمان، فانهم فى عسكره و جنده و اصحابه و عضده فرجعوا الى على (ع)، فقالوا: ان معاويه يقول لك: ان كنت صادقا فادفع الينا قتله عثمان او مكنا منهم، فقال لهم: ان القوم تاولوا عليه القرآن، و وقعت الفرقه، فقتلوه فى سلطانه، و ليس على ضربهم قود، فخصم على معاويه.

- قلت: على ضربهم هاهنا، على مثلهم، يقال: زيد ضرب عمرو و من ضربه، اى مثله و من صنفه، و لاادرى لم عدل (ع) عن الحجه بما هو اوضح من هذا الكلام، و هو ان يقول: ان الذين باشروا قتله بايديهم كانوا اثنين و هما قتيره بن وهب و سودان بن حمران، و كلاهما قتل يوم الدار، قتلهما عبيد عثمان، و الباقون الذين هم جندى و عضدى كما تزعمون، لم يقتلوا بايديهم، و انما اغروا به، و حصروه و اجلبوا عليه، و هجموا على داره، كمحمد بن ابى بكر و الاشتر و عمرو بن الحمق و غيرهم، و ليس على مثل هولاء قود- قال نصر: فقال لهم معاويه: ان كان الامر كما تزعمون، فلم ابتز الامر دوننا على غير مشوره منا و لا ممن هاهنا معنا؟ فقال على (ع): ان الناس تبع المهاجرين و الانصار، و هم شهود للمسلمين فى البلاد على ولاتهم و امراء دينهم، فرضوا بى و بايعونى، و لست استحل ان ادع ضرب معاويه يحكم بيده على الامه و يركبهم و يشق عصاهم.

فرجعوا الى معاويه فاخبروه بذلك، فقال: ليس كما يقول، فما بال من هاهنا من المهاجرين و الانصار لم يدخلوا فى هذا الامر و يوامروا فيه! فانصرفوا الى على (ع)، فاخبروه بقوله، فقال: ويحكم! هذا للبدريين دون الصحابه، ليس فى الارض بدرى الا و قد بايعنى و هو معى ، او قد قام و رضى، فلا يغرنكم معاويه من انفسكم و دينكم.

قال نصر: فتراسلوا بذلك ثلاثه اشهر: ربيع الاخر، و جماديين، و هم مع ذلك يفزعون الفزعه فيما بينهما، فيزحف بعضهم الى بعض، و تحجز القراء بينهم.

قال: فزعوا فى ثلاثه اشهر خمسا و ثمانين فزعه، كل فزعه يزحف بعضهم الى بعض، و تحجز القراء بينهم لايكون بينهم قتال.

قال نصر: و خرج ابوامامه الباهلى و ابوالدرداء، فدخلا على معاويه- و كانا معه- فقالا: يا معاويه، علام تقاتل هذا الرجل؟ فو الله لهو اقدم منك اسلاما، و احق بهذا الامر، و اقرب من رسول الله (ص)، فعلام تقاتله؟ فقال: اقاتله على دم عثمان، و انه آوى قتلته، فقولوا له: فليقدنا من قتلته و انا اول من بايعه من اهل الشام.

فانطلقوا الى على (ع) فاخبروه بقول معاويه، فقال: انما يطلب الذين ترون، فخرج عشرون الفا او اكثر متسربلين الحديد، لايرى منهم الا الحدق، فقالوا: كلنا قتله، فان شاءوا فليروموا ذلك منا.

فرجع ابوامامه و ابوالدرداء فلم يشهدا شيئا من القتال.

قال نصر: حتى اذا كان رجب، و خشى معاويه ان يتابع القراء عليا (ع): اخذ فى المكر، و اخذ يحتال للقراء لكيما يحجموا و يكفوا حتى ينظروا.

قال: فكتب فى سهم: من عبدالله الناصح، انى اخبر كم ان معاويه يريد ان يفجر عليكم الفرات فيغرقكم، فخذوا حذركم.

ثم رمى بالسهم فى عسكر على (ع)، فوقع السهم فى يد رجل فقراه ثم اقراه صاحبه، فلما قراه و قراته الناس و اقراه من اقبل و ادبر، قالوا: هذا اخ لنا ناصح، كتب اليكم يخبركم بما اراد معاويه، فلم يزل السهم يقرا و يرتفع حتى رفع الى على (ع)، و قد بعث معاويه مائتى رجل من العمله الى عاقول من النهر، بايديهم المرور و الزبل يحفرون فيها بحيال عسكر على (ع).

فقال على (ع): ويحكم! ان الذى يعالج معاويه لايستقيم له، و لايقوى عليه، انما يريد ان يزيلكم عن مكانكم، فانتهوا عن ذلك، فقالوا له: لاندعهم و الله يحفرون، فقال على (ع): لاتكونوا ضعفى، و يحكم! لاتغلبونى على رايى.

فقالوا: و الله لنرتحلن، فان شئت فارتحل، و ان شئت فاقم، فارتحلوا و صعدوا بعسكرهم مليا، و ارتحل على (ع) فى اخريات الناس، و هو يقول: فلو انى اطعت عصمت قومى الى ركن اليمامه او شمام و لكنى متى ابرمت امرا منيت بخلف آراء الطغام قال: و ارتحل معاويه حتى نزل معسكر على (ع) الذى كان فيه، فدعا على (ع) الاشتر، فقال: الم تغلبنى على رايى انت و الاشعث! فدونكما.

فقال الاشعث: انا اكفيك يا اميرالمومنين، ساداوى ما افسدت اليو م من ذلك، فجمع كنده فقال لهم: يا معشر كنده، لاتفضحونى اليوم و لاتخزونى، فانى انما اقارع بكم اهل الشام، فخرجوا معه رجاله يمشون، و بيده رمح له يلقيه على الارض، و يقول: امشوا قيد رمحى هذا، فيمشون، فلم يزل يقيس لهم الارض برمحه، و يمشون معه رجاله حتى لقى معاويه وسط بنى سليم واقفا على الماء، و قد جاءه ادانى عسكره، فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعه، و انتهى اوائل اهل العراق فنزلوا، و اقبل الاشتر فى خيل من اهل العراق، فحمل على معاويه، و الاشعث يحارب فى ناحيه اخرى، فانحاز معاويه فى بنى سليم، فرد وجوه ابله قدر ثلاثه فراسخ، ثم نزل و وضع اهل الشام اثقالهم، و الاشعث يهدر و يقول: ارضيتك يا اميرالمومنين! ثم تمثل بقول طرفه بن العبد: ففداء لبنى سعد على ما اصاب الناس من خير و شر ما اقلت قدماى انهم نعم الساعون فى الحى الشطر و لقد كنت عليكم عاتبا فعقبتم بذنوب غير مر كنت فيكم كالمغطى راسه فانجلى اليوم قناعى و خمر سادرا احسب غيى رشدا فتناهيت و قد صابت بقر و قال الاشتر: يا اميرالمومنين، قد غلب الله لك على الماء، فقال على (ع): انتما كما قال الشاعر: تلاقين قيسا و اشياعه فيوقد للحرب نارا فنارا اخو الحرب ان لقحت بازلا سما للعلا و اجل الخطارا قال نصر: فكان كل واحد من على و معاويه يخرج الرجل الشريف فى جماعه، فيقاتل مثله، و كانوا يكرهون ان يتزاحفوا بجميع الفيلق مخافه الاستئصال و الهلاك، فاقتتل الناس ذا الحجه كله، فلما انقضى تداعوا الى ان يكف بعضهم عن بعض الى ان ينقضى المحرم، لعل الله ان يجرى صلحا او اجماعا، فكف الناس فى المحرم بعضهم عن بعض.

قال نصر: حدثنا عمر بن سعد، عن ابى المجاهد عن المحل بن خليفه، قال: لما توادعوا فى المحرم، اختلفت الرسل فيما بين الرجلين رجاء الصلح، فارسل على (ع) الى معاويه عدى بن حاتم الطائى و شبث بن ربعى التميمى و يزيد بن قيس و زياد ابن خصفه، فلما دخلوا عليه، حمد الله تعالى عدى بن حاتم الطائى و اثنى عليه، ثم قال: اما بعد، فانا اتيناك لندعوك الى امر يجمع الله فيه كلمتنا و امتنا، و يحقن به دماء المسلمين.

ندعوك الى افضل الناس سابقه، و احسنهم فى الاسلام آثارا، و قد اجتمع اليه الناس، و قد ارشدهم الله بالذى راوا و اتوا، فلم يبق احد غيرك و غير من معك، فانته يا معاويه من قبل ان يصيبك الله و اصحابك بمثل يوم الجمل.

فقال له معاويه: كانك انما جئت مهددا، و لم تات مصلحا! هيهات يا عدى! انى لابن حرب! ما ي قعقع لى بالشنان.

اما و الله انك من المجلبين على عثمان، و انك لمن قتلته، و انى لارجو ان تكون ممن يقتله الله.

فقال له شبث بن ربعى و زياد بن خصفه، و تنازعا كلاما واحدا: اتيناك فيما يصلحنا و اياك، فاقبلت تضرب لنا الامثال، دع ما لاينفع من القول و الفعل، و اجبنا فيما يعمنا و اياك نفعه.

و تكلم يزيد بن قيس الارحبى، فقال: انا لم ناتك الا لنبلغك ما بعثنا به اليك، و لنودى عنك ما سمعنا منك، و لم ندع ان ننصح لك، و ان نذكر ما ظننا ان لنا عليك به حجه، او انه راجع بك الى الالفه و الجماعه ان صاحبنا من قد عرفت و عرف المسلمون فضله، و لااظنه يخفى عليك، ان اهل الدين و الفضل لايعدلونك بعلى، و لايميلون بينك و بينه، فاتق الله يا معاويه و لاتخالف عليا، فانا و الله ما راينا رجلا قط اعمل بالتقوى، و لاازهد فى الدنيا، و لااجمع لخصال الخير كلها منه.

فحمد الله معاويه و اثنى عليه، و قال: اما بعد، فانكم دعوتم الى الجماعه و الطاعه، فاما الجماعه التى دعوتم اليها فنعما هى! و اما الطاعه لصاحبكم فانا لانراها، ان صاحبكم قتل خليفتنا، و فرق جماعتنا، و آوى ثارنا و قتلتنا، و صاحبكم يزعم انه لم يقتله، فنحن لانرد ذلك عليه ارايتم قتله صاحبنا! الستم تعلم ون انهم اصحاب صاحبكم، فليدفعهم الينا فلنقتلهم به، و نحن نجيبكم الى الطاعه و الجماعه.

فقال له شبث بن ربعى: ايسرك بالله يا معاويه ان امكنت من عمار بن ياسر فقتلته! قال: و ما يمنعنى من ذلك! و الله لو امكننى صاحبكم من ابن سميه ما قتلته بعثمان، و لكنى كنت اقتله بنائل مولى عثمان! فقال شبث: و اله السماء ما عدلت معدلا، و لا و الذى لا اله الا هو، لاتصل الى قتل ابن ياسر حتى تندر الهام عن كواهل الرجال، و تضيق الارض الفضاء عليك برحبها.

فقال معاويه: انه اذا كان ذلك كانت عليك اضيق.

ثم رجع القوم عن معاويه، فبعث الى زياد بن خصفه من بينهم، فادخل عليه، فحمد معاويه الله و اثنى عليه، ثم قال: اما بعد يا اخا ربيعه، فان عليا قطع ارحامنا، و قتل امامنا، و آوى قتله صاحبنا، و انى اسالك النصره باسرتك و عشيرتك، و لك على عهد الله و ميثاقه اذا ظهرت ان اوليك اى المصرين احببت.

قال ابوالمجاهد فسمعت زياد بن خصفه يحدث بهذا الحديث.

قال: فلما قضى معاويه كلامه، حمدت الله و اثنيت عليه، ثم قلت: اما بعد، فانى لعلى بينه من ربى و بما انعم على، فلن اكون ظهيرا للمجرمين، ثم قمت.

فقال معاويه لعمرو بن العاص- و كان الى جانبه- : ما لهم عضبهم الله! ما قلبهم الا قلب رجل واحد! قال نصر: و حدثنا سليمان بن ابى راشد، عن عبدالرحمن بن عبيد ابى الكنود، قال: بعث معاويه حبيب بن مسلمه الفهرى الى على بن ابى طالب (ع)، و بعث معه شرحبيل بن السمط و معن بن يزيد بن الاخنس السلمى، فدخلوا على على (ع) فتكلم حبيب بن مسلمه، فحمد الله و اثنى عليه، و قال: اما بعد فان عثمان بن عفان كان خليفه مهديا، يعمل بكتاب الله و يثيب الى امر الله، فاستسقلتم حياته، و استبطاتم وفاته.

فعدوتم عليه فقتلتموه، فادفع الينا قتله عثمان نقتلهم به، فان قلت: انك لم تقتله، فاعتزل امر الناس، فيكون امرهم هذا شورى بينهم، يولى الناس امرهم من اجمع عليه رايهم.

فقال له على: و ما انت لا ام لك و الولايه و العزل و الدخول فى هذا الامر! اسكت فانك لست هناك، و لا باهل لذاك! فقام حبيب بن مسلمه و قال: اما و الله لترينى حيث تكره.

فقال له (ع): و ما انت! و لو اجلبت بخيلك و رجلك.

اذهب فصوب و صعد ما بدالك، فلا ابقى الله عليك ان ابقيت! فقال شرحبيل بن السمط: ان كلمتك، فلعمرى ما كلامى لك الا نحو كلام صاحبى، فهل لى عندك جواب غير الجواب الذى اجبته به؟ فقال: نعم، قال: فقله، فحمد الله على (ع)، و اثنى عليه، ثم قال: اما بعد، فان الله سبحانه بعث مح مدا (ص) فانقذ به من الضلاله، و نعش به من الهلكه، و جمع به بعد الفرقه، ثم قبضه الله اليه، و قد ادى ما عليه، فاستخلف الناس ابابكر، ثم استخلف ابوبكر عمر، فاحسنا السيره، و عدلا فى الامه، و وجدنا عليهما ان توليا الامر دوننا، و نحن آل الرسول، و احق بالامر، فغفرنا ذلك لهما، ثم ولى امر الناس عثمان، فعمل باشياء عابها الناس عليه، فسار اليه ناس فقتلوه، ثم اتانى الناس و انا معتزل امرهم، فقالوا لى: بايع، فابيت عليهم، فقالوا لى: بايع، فان الامه لاترضى الا بك، و انا نخاف ان لم تفعل ان يفترق الناس، فبايعتهم فلم يرعنى الا شقاق رجلين قد بايعا، و خلاف معاويه اياى الذى لم يجعل الله له سابقه فى الدين، و لاسلف صدق فى الاسلام، طليق ابن طليق، و حزب من الاحزاب، لم يزل لله و لرسوله و للمسلمين عدوا هو و ابوه حتى دخلا فى الاسلام كارهين مكرهين، فيا عجبا لكم، و لاجلابكم معه، و انقيادكم له، و تدعون آل بيت نبيكم الذين لاينبغى لكم شقاقهم و لا خلافهم، و لاتعدلوا بهم احدا من الناس، انى ادعوكم الى كتاب ربكم و سنه نبيكم، و اماته الباطل، و احياء معالم الدين، اقول قولى هذا و استغفر الله لنا و لكل مومن و مومنه، و مسلم و مسلمه.

فقال له شرحبيل و معن بن يزيد: اتشهد ان عثمان قتل مظلوما؟ فقال لهما: انى لااقول ذلك، قالا: فمن لم يشهد ان عثمان قتل مظلوما، فنحن برآء منه! ثم قاما فانصرفا.

فقال على (ع): (انك لاتسمع الموتى و لاتسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين و ما انت بهادى العمى عن ضلالتهم ان تسمع الا من يومن باياتنا فهم مسلمون).

ثم اقبل على اصحابه، فقال: لايكن هولاء فى ضلالتهم باولى بالجد منكم فى حقكم و طاعه امامكم.

ثم مكث الناس متوادعين الى انسلاخ المحرم، فلما انسلخ المحرم و استقبل الناس صفرا من سنه سبع و ثلاثين، بعث على (ع) نفرا من اصحابه، حتى اذا كانوا من معسكر معاويه بحيث يسمعونهم الصوت، قام مرثد بن الحارث الجشمى، فنادى عند غروب الشمس: يا اهل الشام ان اميرالمومنين عليا و اصحاب رسول الله (ص) يقولون لكم: انا لم نكف عنكم شكا فى امركم، و لا ابقاء عليكم، و انما كففنا عنكم لخروج المحرم، و قد انسلخ، و انا قد نبذنا اليكم على سواء، ان الله لايحب الخائنين.

قال فتحاجز الناس و ثاروا الى امرائهم.

قال نصر: فاما روايه عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابى الزبير ان نداء مرثد بن الحارث الجشمى، كانت صورته: يا اهل الشام، الا ان اميرالمومنين يقول لكم: انى قد استدمتكم و استانيت بكم، لت راجعوا الحق، و تثوبوا اليه، و احتججت عليكم بكتاب الله، و دعوتكم اليه، فلم تتناهوا عن طغيان، و لم تجيبوا الى حق، و انى قد نبذت اليكم على سواء، ان الله لايحب الخائنين.

قال: فثار الناس الى امرائهم و روسائهم.

قال نصر: و خرج معاويه و عمرو بن العاص يكتبان الكتائب، و يعبيان العساكر، و اوقدوا النيران، و جاءوا بالشموع، و بات على (ع) تلك الليله كلها، يعبى الناس، و يكتب الكتائب، و يدور فى الناس و يحرضهم.

قال نصر: حدثنا عمر بن سعد، باسناده عن عبدالله بن جندب، عن ابيه ان عليا (ع) كان يامرنا فى كل موطن لقينا معه عدوه، فيقول: لاتقاتلوا القوم حتى يبدءوكم، فهى حجه اخرى لكم عليهم، فاذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا، و لاتجهزوا على جريح، و لاتكشفوا عوره، و لاتمثلوا بقتيل، فاذا وصلتم الى رحال القوم فلا تهتكوا سترا، و لاتدخلوا دارا الا باذن، و لاتاخذوا شيئا من اموالهم الا ما وجدتم فى عسكرهم، و لاتهيجوا امراه، و ان شتمن اعراضكم، و تناولن امراءكم و صلحاءكم، فانهن ضعاف القوى و الانفس و العقول، و لقد كنا و انا لنومر بالكف عنهن و هن مشركات، و ان كان الرجل ليتناول المراه فى الجاهليه بالهراوه او الحديد فيعير بها عقبه من بعده.

قا ل نصر: و حدثنا عمر بن سعد، عن اسماعيل بن يزيد- يعنى ابن ابى خالد- عن ابى صادق، ان عليا (ع) حرض الناس فى حروبه، فقال: عباد الله، اتقوا الله و غضوا ابصاركم، و اخفضوا الاصوات، و اقلوا الكلام، و وطنوا انفسكم على المنازله و المجاوله و المبارزه و المعانقه، و اثبتوا: (و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) (و لاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا ان الله مع الصابرين).

اللهم الهمهم الصبر، و انزل عليهم النصر، و اعظم لهم الاجر.

قال نصر: و كان ترتيب عسكر على (ع)، بموجب ما رواه لنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن محمد بن على، و زيد بن حسن، و محمد بن عبدالمطلب: انه جعل على الخيل عمار بن ياسر، و على الرجاله عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعى، و دفع اللواء الى هاشم بن عتبه بن ابى وقاص الزهرى، و جعل على الميمنه الاشعث بن قيس، و على الميسره عبدالله بن العباس، و جعل على رجاله الميمنه سليمان بن صرد الخزاعى، و على رجاله الميسره الحارث بن مره العبدى، و جعل القلب مضر الكوفه و البصره، و جعل على ميمنه القلب اليمن و على ميسرته ربيعه، و عقد الويه القبائل، فاعطاها قوما منهم باعيانهم، و جعلهم روساءهم و امراءهم، و جعل على قريش و اسد و كنانه عبدالله بن عباس، و على كنده حجر بن عدى الكندى، و على بكر البصره الحصين بن المنذر الرقاشى، و على تميم البصره الاحنف بن قيس، و على خزاعه عمرو بن الحمق، و على بكر الكوفه نعيم بن هبيره، و على سعد البصره و ربابها جاريه بن قدامه السعدى، و على بجيله رفاعه بن شداد، و على ذهل الكوفه رويما الشيبانى- او يزيد بن رويم- و على عمرو البصره و حنظلتها اعين بن ضبيعه، و على قضاعه و طيى ء عدى بن حاتم الطائى، و على لهازم الكوفه عبدالله بن حجل العجلى، و على تميم الكوفه عمير بن عطارد، و على الازد و اليمن جندب بن زهير، و على ذهل البصره خالد بن المعمر السدوسى، و على عمرو الكوفه و حنظلتها شبث بن ربعى، و على همدان سعيد بن قيس، و على لهازم البصره حريث ابن جابر الجعفى، و على سعد الكوفه و ربابها الطفيل ابا صريمه، و على مذحج الاشتر بن الحارث النخعى، و على عبدالقيس الكوفه صعصعه بن صوحان، و على عبدالقيس البصره عمرو بن حنظله، و على قيس الكوفه عبدالله بن الطفيل البكائى، (و على قريش البصره الحارث بن نوفل الهاشمى) و على قيس البصره قبيصه بن شداد الهلالى، و على اللفيف من القواصى القاسم بن حنظله الجهنى.

و اما معاويه فاستعمل على الخيل عبيدالله بن عمر بن الخط اب، و على الرجاله مسلم ابن عقبه المرى، و جعل على الميمنه عبدالله بن عمرو بن العاص، و على الميسره حبيب ابن مسلمه الفهرى، و اعطى اللواء عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، و جعل على اهل دمشق- و هم القلب- الضحاك بن قيس الفهرى، و على اهل حمص- و هم الميمنه- ذا الكلاع الحميرى، و على اهل قنسرين- و هم فى الميمنه ايضا- زفر بن الحارث الكلابى، و على اهل الاردن- و هم الميسره- سفيان بن عمرو اباالاعور السلمى، و على اهل فلسطين- و هم فى الميسره ايضا- مسلمه بن مخلد، و على رجاله اهل دمشق بسر بن ابى ارطاه العامرى بن لوى بن غالب، و على رجاله اهل حمص حوشبا ذا ظليم، و على رجاله قيس طريف بن حابس الالهانى، و على رجاله الاردن عبدالرحمن بن قيس القينى، و على رجاله اهل فلسطين الحارث بن خالد الازدى، و على رجاله قيس دمشق همام بن قبيصه، و على قضاعه حمص و ايادها بلال بن ابى هبيره الازدى، (و حاتم بن المعتمر الباهلى)، و على رجاله الميمنه حابس بن سعيد الطائى، و على قضاعه دمشق حسان بن بحدل الكلبى، و على قضائه عباد بن يزيد الكلبى، و على كنده دمشق حسان بن حوى السكسكى، و على كنده حمص يزيد بن هبيره السكونى، و على سائر اليمن يزيد بن اسد البجلى، و على حمير و حضر موت اليمان بن غفير، و على قضاعه الاردن حبيش بن دلجه القينى، و على كنانه فلسطين شريكا الكنانى، و على مذحج الاردن المخارق بن الحارث الزبيدى، و على جذام فلسطين و لخمها ناتل بن قيس الجذامى، و على همدان الاردن حمزه بن مالك الهمدانى، و على الخثعم حمل بن عبدالله الخثعمى، و على غسان الاردن يزيد بن الحارث، و على جميع القواصى القعقاع بن ابرهه الكلاعى، اصيب فى المبارزه اول يوم تراءت فيه الفئتان.

قال نصر: فاما روايه الشعبى التى رواها عنه اسماعيل بن ابى عميره، فان عليا (ع) بعث على ميمنته عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعى، و على ميسرته عبدالله بن العباس، و على خيل الكوفه الاشتر، و على البصره سهل بن حنيف، و على رجاله الكوفه عمار بن ياسر، و على رجاله اهل البصره قيس بن سعد- كان قد اقبل من مصر الى صفين- و جعل معه هاشم بن عتبه، و جعل مسعود بن فدكى التميمى على قراء اهل البصره، و اما قراء اهل الكوفه فصاروا الى عبدالله بن بديل، و عمار بن ياسر.

قال نصر: و اما ترتيب عسكر الشام- فيما رواه لنا عمر بن سعد، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم مولى يزيد بن معاويه- فان معاويه بعث على ميمنته ذا الكلاع، و على ميسرته حبيب بن مسلمه الفهرى، و على مقدمته من يوم اقبل من دمشق اباالاعور السلمى، و كان على خيل دمشق كلها عمرو بن العاص، و معه خيول اهل الشام باسرها، و جعل مسلم بن عقبه المرى على رجاله دمشق، و الضحاك بن قيس على سائر الرجاله بعد.

قال نصر: و تبايع رجال من اهل الشام على الموت و تحالفوا عليه و عقلوا انفسهم بالعمائم، و كانوا صفوفا خمسه (معقلين)، كانوا يخرجون فيصطفون احد عشر صفا، و يخرج اهل العراق فيصطفون احد عشر صفا ايضا.

قال نصر: فخرجوا اول يوم من صفر من سنه سبع و ثلاثين، و هو يوم الاربعاء، فاقتتلوا، و على من خرج يومئذ من اهل الكوفه الاشتر، و على اهل الشام حبيب بن مسلمه فاقتتلوا قتالا شديدا جل النهار، ثم تراجعوا و قد انتصف بعضهم من بعض.

ثم خرج فى اليوم الثانى هاشم بن عتبه فى خيل و رجال حسن عددها و عدتها، فخرج اليه من اهل الشام ابوالاعور السلمى، فاقتتلوا يومهم ذلك، تحمل الخيل على الخيل و الرجال على الرجال.

ثم انصرفوا و قد صبر القوم بعضهم لبعض، و خرج فى اليوم الثالث عمار بن ياسر، و خرج اليه عمرو بن العاص، فاقتتل الناس كاشد قتال كان، و جعل عمار يقول: يا اهل الشام، اتريدون ان تنظروا الى من عادى الله و رسوله و جاهدهما، و بغى على المسلمين، و ظاهر المشركين.

فلما اراد الله ان يظهر دينه، و ينصر رسوله اتى الى النبى (ص) فاسلم، و هو و الله فيما يرى راهب غير راغب.

ثم قبض الله رسوله، و انا و الله لنعرفه بعداوه المسلم، و موده المجرم! الا و انه معاويه، فقاتلوه و العنوه، فانه ممن يطفى ء نور الله، و يظاهر اعداء الله.

قال: و كان مع عمار زياد بن النضر على الخيل، فامره ان يحمل فى الخيل، فحمل فصبروا له، و شد عمار فى الرجاله، فازال عمرو بن العاص عن موقفه، و بارز يومئذ زياد بن النضر اخا له من بنى عامر يعرف بمعاويه بن عمرو العقيلى، و امهما هند الزبيديه، فانصرف كل واحد منهما عن صاحبه بعد المبارزه سالما، و رجع الناس يومهم ذلك.

قال نصر: و حدثنى ابو عبدالرحمن المسعودى قال: حدثنى يونس بن الارقم، عمن حدثه من شيوخ بكر بن وائل، قال: كنا مع على (ع) بصفين، فرفع عمرو ابن العاص شقه خميصه سوداء فى راس رمح، فقال ناس: هذا لواء عقده له رسول الله (ص)، فلم يزالوا يتحدثون حتى وصل ذلك الى على (ع)، فقال: اتدرون ما امر هذا اللواء! ان عدو الله عمرا اخرج له رسول الله (ص) هذه الشقه، فقال: من ياخذها بما فيها؟ فقال عمرو: و ما فيها يا رسول الله؟ قال: فيها الا تقاتل بها مسلما، و لاتقربها من كافر، فاخذها، فقد و الله قربها من المشركين، و قاتل بها اليوم المسلمين، و الذى فلق الحبه، و برا النسمه، ما اسلموا و لكنهم استسلموا و اسروا الكفر، فلما وجدوا عليه اعوانا اظهروه.

و روى نصر، عن ابى عبدالرحمن المسعودى، عن يونس بن الارقم، عن عوف بن عبدالله، عن عمرو بن هند البجلى، عن ابيه، قال: لما نظر على (ع) الى رايات معاويه و اهل الشام، قال: و الذى فلق الحبه، و برا النسمه، ما اسلموا و لكن استسلموا، و اسروا الكفر، فلما وجدوا عليه اعوانا، رجعوا الى عداوتهم لنا، الا انهم لم يتركوا الصلاه.

و روى نصر، عن عبدالعزيز بن سياه، عن حبيب بن ابى ثابت، قال: لما كان قتال صفين، قال رجل لعمار: يا ابااليقظان، الم يقل رسول الله (ص): (قاتلوا الناس حتى يسلموا، فاذا اسلموا عصموا منى دماءهم و اموالهم)؟ قال: بلى، و لكن و الله ما اسلموا، و لكن استسلموا، و اسروا الكفر حتى وجدوا عليه اعوانا.

و روى نصر، عن عبدالعزيز عن حبيب بن ابى ثابت، عن منذر الثورى، قال: قال محمد بن الحنفيه: لما اتاهم رسول الله (ص) من اعلى الوادى و من اسفله، و ملا الاوديه كتائب- يعنى يوم فتح مكه- استسلموا حتى وجدوا اعوانا.

و روى نصر، عن الحكم بن ظهير عن اسماعيل، عن الحس ن، قال: و حدثنا الحكم ايضا عن عاصم بن ابى النجود، عن زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله (ص): (اذا رايتم معاويه بن ابى سفيان يخطب على منبرى فاضربوا عنقه)، فقال الحسن: فو الله ما فعلوا و لاافلحوا.