املصت الحامل: القت ولدها سقاطا و قيمها: بعلها.
و تايمها: خلوها عن الازواج، يقول: لما شارفتم استئصال اهل الشام، و ظهرت امارات الظفر لكم، و دلائل الفتح، نكصتم و جنحتم الى السلم و الاجابه الى التحكيم عند رفع المصاحف، فكنتم كالمراه الحامل لما اتمت اشهر حملها القت ولدها القاء غير طبيعى، نحو ان تلقيه لسقطه او ضربه او عارض يقتضى ان تلقيه هالكا.
ثم لم يكتف لهم بذلك، حتى قال: (و مات بعلها، و طال تايمها، و ورثها ابعدها)، اى لم يكن لها ولد و هو اقرب المخلفين الى الميت، و لم يكن لها بعل فورثها الاباعد عنها، كالسافلين من بنى عم، و كالمولاه تموت من غير ولد و لا من يجرى مجراه، فيرثها مولاها و لانسب بينها و بينه.
ثم اقسم انه لم ياتهم اختيارا، و لكن المقادير ساقته اليهم سوقا، يعنى اضطرارا.
و صدق (ع)، لانه لولا يوم الجمل لم يحتج الى الخروج من المدينه الى العراق، و انما استنجد باهل الكوفه على اهل البصره، اضطرارا اليهم، لانه لم يكن جيشه الحجازى وافيا باهل البصره الذين اصفقوا على حربه و نكث بيعته، و لم يكن خروجه عن المدينه- و هى دار الهجره- و مفارقته لقبر رسول الله (ص) و قبر فاطمه عن ايثار و محبه، و لكن ال احوال تحكم و تسوق الناس الى ما لا يختارونه ابتداء.
و قد روى هذا الكلام على وجه آخر: (ما اتيتكم اختيارا، و لاجئت اليكم) شوقا بالشين المعجمه.
ثم قال: (بلغنى انكم تقولون: يكذب)، و كان كثيرا ما يخبر عن الملاحم و الكائنات و يومى ء الى امور اخبره بها رسول الله (ص)، فيقول المنافقون من اصحابه: يكذب كما كان المنافقون الاولون فى حياه رسول الله (ص) يقولون عنه: يكذب.
و روى صاحب كتاب "الغارات" عن الاعمش، عن رجاله، قال: خطب على (ع)، فقال: و الله لو امرتكم فجمعتم من خياركم مائه، ثم لو شئت لحدثتكم من غدوه الى ان تغيب الشمس، لااخبرتكم الا حقا، ثم لتخرجن فلتزعمن انى اكذب الناس و افجرهم.
و قد روى صاحب هذا الكتاب و غيره من الرواه انه قال: ان امرنا صعب مستصعب، لايحمله الا ملك مقرب، او نبى مرسل، او عبد امتحن الله قبله للايمان.
و هذا الكلام منه كلام عارف عالم بان فى الناس من لايصدقه فيما يقول، و هذا امر مركوز فى الجبله البشريه، و هو استبعاد الامور الغريبه، و تكذيب الاخبار بها.
و اذا تاملت احواله فى خلافته كلها وجدتها هى مختصره من احوال رسول الله (ص) فى حياته، كانها نسخه منتسخه منها، فى حربه و سلمه، و سيرته و اخلاقه، و كثره شكايته من المنافقين من اصحابه و المخالفين لامره، و اذا اردت ان تعلم ذلك علما واضحا، فاقرا سوره (براءه) ففيها الجم الغفير من المعنى الذى اشرنا اليه.
(ذكر مطاعن النظام على الامام على و الرد عليه) و اعلم ان النظام لما تكلم فى كتاب "النكت"، و انتصر لكون الاجماع ليس بحجه، اضطر الى ذكر عيوب الصحابه، فذكر لكل منهم عيبا، و وجه الى كل واحد منهم طعنا، و قال فى على: انه لما حارب الخوارج يوم النهروان، كان يرفع راسه الى السماء تاره ينظر اليها، ثم يطرق الى الارض فينظر اليها تاره اخرى، يوهم اصحابه انه يوحى اليه، ثم يقول: (ما كذبت و لاكذبت)، فلما فرغ من قتالهم و اديل عليهم، و وضعت الحرب اوزارها، قال الحسن ابنه: يا اميرالمومنين، اكان رسول الله (ص) تقدم اليك فى امر هولاء بشى ء؟ فقال: لا، و لكن رسول الله (ص) امرنى بكل حق، و من الحق ان اقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين.
قال النظام: و قوله: (ما كذبت و لاكذبت)، و رفعه راسه احيانا الى السماء و اطراقه الى الارض ايهام، اما لنزول الوحى عليه، او لانه قد اوصى من قبل فى شان الخوارج بامر.
ثم هو يقول: ما اوصى فيهم على خصوصيتهم بامر، و انما اوصى بكل الحق، و قتالهم من الحق.
و هذا عجيب طريف.
فنقول: ان النظام اخطا عندنا فى تعريضه بهذا الرجل خطا قبيحا، و قال قولا منكرا، نستغفر الله له من عقابه، و نساله عفوه عنه، و ليست الروايه التى رواها عن الحسن و سواله لابيه و جوابه له، بصحيحه و لا معروفه، و المشهور المعروف المنقول نقلا يكاد يبلغ درجه المتواتر من الاخبار، ما روى عن رسول الله (ص) فى معنى الخوارج باعيانهم و ذكرهم بصفاتهم، و قوله (ص) لعلى (ع): (انك مقاتلهم و قاتلهم، و ان المخدج ذا الثديه منهم، و انك ستقاتل بعدى الناكثين و القاسطين و المارقين)، فجعلهم اصنافا ثلاثه حسب ما وقعت الحال عليه.
و هذا من معجزات الرسول (ص)، و اخباره عن الغيوب المفصله.
فما اعلم من اى كتاب نقل النظام هذه الروايه، و لا عن اى محدث رواها، و لقد كان رحمه الله تعالى بعيدا عن معرفه الاخبار و السير منصبا فكره، مجهدا نفسه فى الامور النظريه الدقيقه.
كمساله الجزء.
و مداخله الاجسام و غيرهما، و لم يكن الحديث و السير من فنونه و لا من علومه، و لاريب انه سمعها ممن لايوثق بقوله، فنقلها كما سمعها.
فاما كونه (ع) كان ينظر تاره الى السماء، و تاره الى الارض.
و قوله: ما (كذبت و لاكذبت)، فصحيح و موثوق بنقله، لاستقامته و شهرته و كثره رواته، و الوجه فى ذلك انه استبطا وجود المخدج حيث طلبه فى جمله القتلى، فلما طال الزمان.
و اشفق من دخول شبهه على اصحابه لما كان قدمه اليهم من الاخبار قلق و اهتم.
و جعل يكرر قوله: (ما كذبت و لاكذبت)، اى ما كذبت على رسول الله (ص).
و لاكذبنى رسول الله (ص) فيما اخبرنى به.
فاما رفعه راسه الى السماء تاره.
و اطراقه الى الارض اخرى، فانه حيث كان يرفع راسه، كان يدعو و يتضرع الى الله فى تعجيل الظفر بالمخدج، و حيث يطرق كان يغلبه الهم و الفكر فيطرق.
ثم حين يقول: (ما كذبت و لاكذبت)، كيف ينتظر نزول الوحى، فان من نزل عليه الوحى لايحتاج ان يسند الخبر الى غيره، و يقول: ما كذبت فيما اخبرتكم به عن رسول الله (ص).
و مما طعن به النظام عليه انه (ع) قال: اذا حدثتكم عن رسول الله (ص) فهو كما حدثتكم، فو الله لان اخر من السماء احب الى من ان اكذب على رسول الله (ص)، و اذا سمعتمونى احدثكم فيما بينى و بينكم، فانما الحرب خدعه.
قال النظام: هذا يجرى مجرى التدليس فى الحديث، و لو لم يحدثهم عن رسول الله (ص) بالمعاريض، و على طريق الايهام لما اعتذر من ذلك.
فنقول فى الجواب: ان النظام قد وهم و انعكس عليه مقصد اميرالمومنين، و ذلك انه (ع) لشده ورعه اراد ان يفصل للسامعين ب ين ما يخبر به عن نفسه، و بين ما يرويه عن رسول الله (ص)، و ذلك لان الضروره ربما تدعوه الى استعماله المعاريض، لا سيما فى الحرب المبنيه على الخديعه و الراى، فقال لهم: كلما اقول لكم قال لى رسول الله (ص)، فاعلموا انه سليم من المعاريض، خال من الرمز و الكنايه، لانى لااستجيز و لااستحل ان اعمى او الغز فى حديث رسول الله (ص).
و ما حدثتكم به عن نفسى، فربما استعمل فيه المعاريض، لان الحرب خدعه.
و هذا كلام رجل قد استعمل التقوى و الورع فى جميع اموره، و بلغ من تعظيم امر الرسول عليه افضل الصلاه والسلام، و اجلال قدره و احترام حديثه الا يرويه الا بالفاظه لا بمعانيه، و لا بامر يقتضى فيه الباسا و تعميه، و لو كان مضطرا الى ذلك، ترجيحا للجانب الذى على جانب مصلحته فى خاص نفسه فاما.
اذا هو قال كلاما يبتدى ء به من نفسه، فانه قد يستعمل فيه المعاريض اذا اقتضت الحكمه و التدبير ذلك، فقد كان رسول الله (ص) باتفاق الرواه كافه اذا اراد ان يغزو وجها ورى عنه بغيره، و لما خرج (ع) من المدينه لفتح مكه، قال لاصحابه كلاما يقتضى انه يقصد بنى بكر بن عبد مناه من كنانه، فلم يعلموا حقيقه حاله حتى شارف مكه.
و قال حين هاجر و صحبه ابوبكر الصديق لاعرابى لقيه ما: من اين انت؟ و ممن انت؟ فلما انتسب لهما، قال له الاعرابى: اما انا فقد اطلعتكما طلع امرى، فممن انت؟ فقال: من ماء، لم يزده على ذلك، فجعل الاعرابى يفكر، و يقول: من اى ماء؟ من ماء بنى فلان، من ماء بنى فلان؟ فتركه و لم يفسر له، و انما اراد (ع) انه مخلوق من نطفه.
فاما قول النظام: (لو لم يحدث عن رسول الله (ص) بالمعاريض لما اعتذر من ذلك)، فليس فى كلامه اعتذار، و لكنه نفى ان يدخل المعاريض فى روايته، و اجازها فيما يبتدى ء به عن نفسه، و ليس يتضمن هذا اعتذارا.
و قوله: (لان اخر من السماء) يدل على انه ما فعل ذلك و لايفعله.
ثم قال: (على من اكذب؟) يقول: كيف اكذب على الله و انا اول المومنين؟ به و كيف اكذب على رسول الله و انا اول المصدقين به! اخرجه مخرج الاستبعاد لدعواهم و زعمهم.
فان قلت: كيف يمكن ان يكون المكلف الذى هو من اتباع الرسول، كاذبا على الله الا بواسطه اخباره عن الرسول، لانه لا وصله و لا واسطه بينه و بين الله تعالى الا الرسول.
و اذا لم يمكن كذبه على الله الا بكذبه على الرسول لم يبق لتقسيم الكذب و قوله: (افانا اكذب على الله او على رسوله؟) معنى.
قلت: يمكن ان يكذب الكاذب على الله دون ان يكون كاذبا على الرسول، و ان ك ان من اتباع الرسول، نحو ان يقول: كنت مع الرسول (ص) ليله فى مقبره فاحيا الله تعالى فلانا الميت، فقام و قال كذا.
او يقول: كنت معه يوم كذا، فسمعت مناديا يناديه من السماء: افعل كذا، او نحو ذلك من الاخبار بامور لاتستند الى حديث الرسول.
ثم قال (ع): (كلا و الله)، اى لا و الله و قيل: ان (كلا) بمعنى (حقا) و انه اثبات.
قال: (و لكنها لهجه غبتم عنها)، اللهجه، بفتح الجيم، و هى آله النطق، يقال له: هو فصيح اللهجه و صادق اللهجه و يمكن ان يعنى بها لهجه رسول الله (ص)، فيقول: (شهدت و غبتم).
و يمكن ان يعنى بها لهجته هو، فيقول: انها لهجه غبتم عن منافعها، و اعدمتم انفسكم ثمن مناصحتها.
ثم قال: (ويلمه) الضمير راجع الى ما دل عليه معنى الكلام من العلم، لانه لما ذكر اللهجه و شهوده اياها و غيبوبتهم عنها دل ذلك على علم له خصه به الرسول (ع).
فقال: (ويلمه)، و هذه كلمه تقال للتعجب و الاستعظام، يقال: (ويلمه فارسا!) و تكتب موصوله كما هى بهذه الصوره، و اصله (ويل امه) مرادهم التعظيم و المدح، و ان كان اللفظ موضوعا لضد ذلك، كقوله (ع): (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، و كقولهم للرجل يصفونه و يقرظونه: (لا ابا له).
و قال الحسن البصرى، و هو يذكر عليا (ع )، و يصف كونه على الحق فى جميع اموره، حتى قال: (فلما شارف الظفر وافق على التحكيم، و ما لك فى التحكيم و الحق فى يديك، لا ابا لك!).
قال ابوالعباس المبرد: هى كلمه فيها جفاء و خشونه، كانت الاعراب تستعملها فيمن يستعظمون امره، قال: و لما انشد سليمان بن عبدالملك قول بعض الاعراب: رب العباد ما لنا و ما لكا قد كنت تسقينا فما بدا لكا انزل علينا الغيث لا ابا لكا قال: اشهد انه لا اب له و لا صاحبه و لا ولد، فاخرجها احسن مخرج.
ثم قال (ع): (كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء)، انتصب (كيلا) لانه مصدر فى موضع الحال، و يمكن ان ينتصب على التمييز، كقولهم: لله دره فارسا! يقول: انا اكيل لكم العلم و الحكمه كيلا و لااطلب لذلك ثمنا لو وجدت وعاء! اى حاملا للعلم، و هذا مثل قوله (ع): ها ان بين جنبى علما جما لو اجد له حمله! ثم ختم الفصل بقوله تعالى: (و لتعلمن نباه بعد حين)، و هو احسن ما ختم هذا الكلام به.
(خطبه الامام على بعد يوم النهروان) و روى المدائنى فى كتاب (صفين)، قال: خطب على (ع) بعد انقضاء امر النهروان، فذكر طرفا من الملاحم، قال: اذا كثرت فيكم الاخلاط، و استولت الانباط، دنا خراب العراق، ذاك اذا بنيت مدينه ذات اثل و انهار.
فاذ ا غلت فيها الاسعار، و شيد فيها البنيان، و حكم فيها الفساق، و اشتد البلاء، و تفاخر الغوغاء، دنا خسوف البيداء، و طاب الهرب و الجلاء.
و ستكون قبل الجلاء امور يشيب منها الصغير، و يعطب الكبير، و يخرس الفصيح و يبهت اللبيب، يعاجلون بالسيف صلتا و قد كانوا قبل ذلك فى غضاره من عيشهم يمرحون.
فيا لها مصيبه حينئذ! من البلاء العقيم، و البكاء الطويل، و الويل و العويل، و شده الصريخ، فى ذلك امر الله- و هو كائن، وقتا- يريج.
فيا بن حره الاماء، متى تنتظر! ابشر بنصر قريب من رب رحيم.
الا فويل للمتكبرين، عند حصاد الحاصدين، و قتل الفاسقين.
عصاه ذى العرش العظيم، فبابى و امى من عده قليله! اسماوهم فى الارض مجهوله قد دنا حينئذ ظهورهم، و لو شئت لاخبرتكم بما ياتى و يكون من حوادث دهركم و نوائب زمانكم، و بلايا ايامكم، و غمرات ساعاتكم، و لكنه افضيه الى من افضيه اليه، مخافه عليكم، و نظرا لكم، علما منى بما هو كائن و ما يكون من البلاء الشامل، ذلك عند تمرد الاشرار، و طاعه اولى الخسار ذاك اوان الحتف و الدمار، ذاك ادبار امركم، و انقطاع اصلكم و تشتت الفتكم، و انما يكون ذلك عند ظهور العصيان، و انتشار الفسوق، حيث يكون الضرب بالسيف اهون على المومنين من اكتساب درهم حلال، حين لاتنال المعيشه الا بمعصيه الله فى سمائه، حين تسكرون من غير شراب، و تحلفون من غير اضطرار، و تظلمون من غير منفعه، و تكذبون من غير احراج.
تتفكهون بالفسوق، و تبادرون بالمعصيه.
قولكم البهتان، و حديثكم الزور، و اعمالكم الغرور، فعند ذلك لاتامنون البيات، فيا له من بيات ما اشد ظلمته! و من صائح ما افظع صوته! ذلك بيات لاينمى صاحبه، فعند ذلك تقتلون، و بانواع البلاء تضربون، و بالسيف تحصدون، و الى النار تصيرون، و يعضكم البلاء كما يعض الغارب القتب.
يا عجبا كل العجب، بين جمادى و رجب! من جمع اشتات، و حصد نبات، و من اصواب بعدها اصوات.
ثم قال: سبق القضاء.
سبق القضاء! قال رجل من اهل البصره لرجل من اهل الكوفه الى جانبه: اشهد انه كاذب على الله و رسوله! قال الكوفى: و ما يدريك! قال: فو الله ما نزل على من المنبر حتى فلج الرجل، فحمل الى منزله فى شق محمل، فمات من ليلته.
(من خطب الامام على ايضا) و روى المدائنى ايضا، قال: خطب على (ع)، فقال: لو كسرت لى الوساده لحكمت بين اهل التوراه بتوراتهم، و بين اهل الانجيل بانجيلهم، و بين اهل الفرقان بفرقانهم، و ما من آيه فى كتاب الله انزلت فى سهل او جبل الا و انا عالم مت ى انزلت، و فيمن انزلت.
فقال رجل من القعود تحت منبره: يا لله و للدعوى الكاذبه! و قال آخر الى جانبه: اشهد انك انت الله رب العالمين! قال المدائنى: فانظر الى هذا التناقض و التباين فيه! و روى المدائنى ايضا، قال: خطب على (ع)، فذكر الملاحم، فقال: سلونى قبل ان تفقدونى، اما و الله لتشغرن الفتنه الصماء برجلها، و تطا فى خطامها.
يا لها من فتنه شبت نارها بالحطب الجزل، مقبله من شرق الارض رافعه ذيلها، داعيه ويلها، بدجله او حولها.
ذاك اذا استدار الفلك، و قلتم: مات او هلك، باى واد سلك! فقال قوم تحت منبره: لله ابوه! ما افصحه كاذبا! و روى صاحب كتاب "الغارات" عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث، قال: سمعت عليا يقول على المنبر: ما احد جرت عليه المواسى الا و قد انزل الله فيه قرآنا، فقام اليه رجل، فقال: يا اميرالمومنين، فما انزل الله تعالى فيك؟ قال: يريد تكذيبه.
فقام الناس اليه يلكزونه فى صدره و جنبه، فقال: دعوه، اقرات سوره هود؟ قال نعم، قال: اقرات قوله سبحانه: (افمن كان على بينه من ربه و يتلوه شاهد منه) قال: نعم، قال: صاحب البينه محمد، و التالى الشاهد انا.