شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 213
نمايش فراداده

خطبه 073-هنگام بيعت شورا با عثمان

الشرح:

نافست فى الشى ء منافسه و نفاسا، اذا رغبت فيه على وجه المباراه فى الكرم، و تنافسوا فيه، اى رغبوا.

و الزخرف: الذهب، ثم شبه به كل مموه مزور، قال تعالى: (حتى اذا اخذت الارض زخرفها) و المزخرف: المزين.

و الزبرج: الزينه من وشى او جوهر، و نحو ذلك.

و يقال: الزبرج الذهب ايضا.

يقول لاهل الشورى: انكم تعلمون انى احق بالخلافه من غيرى، و تعدلون عنى.

ثم اقسم ليسلمن و ليتركن المخالفه لهم، اذا كان فى تسليمه و نزوله عن حقه سلامه امور المسلمين، و لم يكن الجور و الحيف الا عليه خاصه، و هذا كلام مثله (ع)، لانه اذا علم او غلب على ظنه انه ان نازع و حارب دخل على الاسلام وهن و ثلم لم يختر له المنازعه، و ان كان يطلب بالمنازعه ما هو حق، و ان علم او غلب على ظنه بالامساك عن طلب حقه انما يدخل الثلم و الوهن عليه خاصه، و يسلم الاسلام من الفتنه، وجب عليه ان يغضى و يصبر على ما اتوا اليه من اخذ حقه، و كف يده، حراسه للاسلام من الفتنه.

فان قلت: فهلا سلم الى معاويه و الى اصحاب الجمل، و اغضى على اغتصاب حقه حفظا للاسلام من الفتنه؟ قلت: ان الجور الداخل عليه من اصحاب الجمل و من معاويه و اهل الشام، لم يكن مقصورا عليه خاصه، بل كان يعم الاسلام و المسلمين جميعا، لانهم لم يكونوا عنده ممن يصلح لرياسه الامه و تحمل اعباء الخلافه، فلم يكن الشرط الذى اشترطه متحققا، و هو قوله: (و لم يكن فيه جور الا على خاصه).

و هذا الكلام يدل على انه (ع) لم يكن يذهب الى ان خلافه عثمان كانت تتضمن جورا على المسلمين و الاسلام، و انما كانت تتضمن جورا عليه خاصه، و انها وقعت على جهه مخالفه الاولى، لا على جهه الفساد الكلى و البطلان الاصلى، و هذا محض مذهب اصحابنا.

(كلام لعلى قبل المبايعه لعثمان) و نحن نذكر فى هذا الموضع ما استفاض فى الروايات من مناشدته اصحاب الشورى، و تعديده فضائله و خصائصه التى بان بها منهم و من غيرهم.

قد روى الناس ذلك فاكثروا و الذى صح عندنا انه لم يكن الامر كما روى من تلك التعديدات الطويله، و لكنه قال لهم بعد ان بايع عبدالرحمن و الحاضرون عثمان، و تلكا هو (ع) عن البيعه: ان لنا حقا ان نعطه ناخذه، و ان نمنعه نركب اعجاز الابل و ان طال السرى، فى كلام قد ذكره اهل السيره، و قد اوردنا بعضه فيما تقدم، ثم قال لهم: انشدكم الله! افيكم احد آخى رسول الله (ص) بينه و بين نفسه، حيث آخى بين بعض المسلمين و بعض غيرى؟ فقالوا: لافقال افيكم احد؟ قال له رسول الله (ص): (من كنت مولاه فهذا مولاه) غيرى؟ فقالوا: لا، فقال: افيكم احد؟ قال له رسول الله (ص): (انت منى بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى) غيرى؟ قالوا: لا، قال: افيكم من اوتمن على سوره براءه، و قال له رسول الله (ص) انه لايودى عنى الا انا او رجل منى غيرى؟ قالوا: لا، قال: الا تعلمون ان اصحاب رسول الله (ص) فروا عنه فى ماقط الحرب فى غير موطن، و ما فررت قط؟ قالوا: بلى، قال: الا تعلمون انى اول الناس اسلاما؟ قالوا: بلى.

قال: فاينا اقرب الى رسول الله (ص) نسبا؟ قالوا: انت.

فقطع عليه عبدالرحمن بن عوف كلامه، و قال: يا على، قد ابى الناس الا على عثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا، ثم قال: يا ابا طلحه، ما الذى امرك به عمر؟ قال: ان اقتل من شق عصا الجماعه، فقال عبدالرحمن لعلى: بايع اذن، و الا كنت متبعا غير سبيل المومنين، و انفذنا فيك ما امرنا به.

فقال: (لقد علمتم انى احق بها من غيرى، و الله لاسلمن...) الفصل الى آخره، ثم مد يده فبايع.