خطبه 072-درباره مروان - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 072-درباره مروان

الشرح:

قد روى هذا الخبر من طرق كثيره، و رويت فيه زياده لم يذكرها صاحب "نهج البلاغه"، و هى قوله (ع) فى مروان: (يحمل رايه ضلاله بعد ما يشيب صدغاه، و ان له امره...) الى آخر الكلام.

و قوله: (فاستشفع الحسن و الحسين الى اميرالمومنين (ع))، هو الوجه، يقال: استشفعت فلانا الى فلان، اى سالته ان يشفع لى اليه، و تشفعت الى فلان فى فلان فشفعنى فيه تشفيعا.

و قول الناس: (استشفعت بفلان الى فلان) بالباء ليس بذلك الجيد.

و قول اميرالمومنين (ع): (او لم يبايعنى بعد قتل عثمان!) اى و قد غدر، و هكذا لو بايعنى الان.

و معنى قوله: (انها كف يهوديه) اى غادره، و اليهود تنسب الى الغدر و الخبث، و قال تعالى: (لتجدن اشد الناس عداوه للذين آمنوا اليهود).

و السبه: الاست، بفتح السين، سبه يسبه اى طعنه فى الموضع، و معنى الكلام محمول على وجهين: احدهما: ان يكون ذكر السبه اهانه له و غلظه عليه، و العرب تسلك مثل ذلك فى خطبها و كلامها، قال المتوكل لابى العيناء: الى متى تمدح الناس و تذمهم؟ فقال: ما احسنوا و اساءوا، ثم قال: يا اميرالمومنين، ان الله تعالى رضى عن واحد فمدحه، و سخط على آخر فهجاه و هجا امه، قال: (نعم العبد انه اواب)، و قال: (عتل
بعد ذلك زنيم)، و الزنيم ولد الزنا.

الوجه الثانى: ان يريد بالكلام حقيقه لا مجازا، و ذلك لان الغادر من العرب كان اذا عزم على الغدر بعد عهد قد عاهده او عقد قد عقده، حبق استهزاء بما كان قد اظهره من اليمين و العهد، و سخريه و تهكما.

و الامره: الولايه، بكسر الهمزه.

و قوله: (كلعقه الكلب انفه)، يريد قصر المده، و كذلك كانت مده خلافه مروان، فانه ولى تسعه اشهر.

و الاكبش: الاربعه بنو عبدالملك: الوليد، و سليمان، و يزيد، و هشام، و لم يل الخلافه من بنى اميه و لا من غيرهم اربعه اخوه الا هولاء.

و كل الناس فسروا الاكبش الاربعه بمن ذكرناه، و عندى انه يجوز ان يعنى به بنى مروان لصلبه، و هم عبدالملك، و عبدالعزيز، و بشر، و محمد، و كانوا كباشا ابطالا انجادا، اما عبدالملك فولى الخلافه، و اما بشر فولى العراق، و اما محمد فولى الجزيره، و اما عبدالعزيز فولى مصر، و لكل منهم آثار مشهوره.

و هذا التفسير اولى، لان الوليد و اخوته ابناء ابنه، و هولاء بنوه لصلبه.

و يقال لليوم الشديد: يوم احمر، و للسنه ذات الجدب: سنه حمراء.

و كل ما اخبر به اميرالمومنين (ع) فى هذا الكلام وقع كما اخبر به، و كذلك.

قوله: (يحمل رايه ضلاله بعد ما يشيب صدغاه)، فانه ولى
الخلافه و هو ابن خمسه و ستين فى اعدل الروايات.

(مروان بن الحكم و نسبه و اخباره) و نحن ذاكرون فى هذا الموضع نسبه، و جملا من امره و ولايته للخلافه، و وفاته على سبيل الاختصار: هو مروان بن الحكم بن ابى العاص بن اميه بن عبد شمس بن عبد مناف، و امه آمنه بنت علقمه بن صفوان بن اميه الكنانى.

يكنى ابا عبدالملك، ولد على عهد رسول الله (ص)، منذ سنه اثنتين من الهجره، و قيل عام الخندق، و قيل يوم احد، و قيل غير ذلك.

و قال قوم: بل ولد بمكه، و قيل: ولد بالطائف.

ذكر ذلك كله ابو عمر بن عبدالبر فى كتاب "الاستيعاب".

قال ابو عمر: و ممن قال بولادته يوم احد مالك بن انس، و على قوله يكون رسول الله (ص) قد توفى، و عمره ثمان سنين او نحوها.

و قيل: انه لما نفى مع ابيه الى الطائف كان طفلا لايعقل، و انه لم ير رسول الله (ص)، و كان الحكم ابوه قد طرده رسول الله عن المدينه، و سيره الى الطائف، فلم يزل بها حتى ولى عثمان، فرده الى المدينه، فقدمها هو و ولده فى خلافه عثمان، و توفى، فاستكتبه عثمان و ضمه اليه، فاستولى عليه الى ان قتل.

و الحكم بن ابى العاص هو عم عثمان بن عفان، كان من مسلمه الفتح، و من المولفه قلوبهم، و توفى الحكم فى خلافه عثمان قبل قتل
ه بشهور.

و اختلف فى السبب الموجب لنفى رسول الله (ص)، فقيل: انه كان يتحيل و يستخفى و يتسمع ما يسره رسول الله (ص) الى اكابر الصحابه فى مشركى قريش و سائر الكفار و المنافقين، و يفشى ذلك عنه، حتى ظهر ذلك عنه.

و قيل كان يتجسس على رسول الله (ص) و هو عند نسائه، و يسترق السمع، و يصغى الى ما يجرى هناك مما لايجوز الاطلاع عليه، ثم يحدث به المنافقين على طريق الاستهزاء.

و قيل: كان يحكيه فى بعض مشيته و بعض حركاته، فقد قيل: ان النبى (ص) كان اذا مشى يتكفا، و كان الحكم بن ابى العاص يحكيه، و كان شانئا له مبغضا حاسدا، فالتفت رسول الله (ص) يوما، فرآه يمشى خلفه يحكيه فى مشيته، فقال له: كذلك فلتكن يا حكم.

فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ، فذكر ذلك عبدالرحمن بن حسان بن ثابت، فقال لعبد الرحمن بن الحكم يهجوه: ان اللعين ابوك فارم عظامه ان ترم ترم مخلجا مجنونا يمشى خميص البطن من عمل التقى و يظل من عمل الخبيث بطينا قال صاحب الاستيعاب: اما قول عبدالرحمن بن حسان (ان اللعين ابوك) فانه روى عن عائشه من طرق ذكرها ابن ابى خيثمه و غيره، انها قالت لمروان اذ قال فى اخيها عبدالرحمن انه انزل فيه: (و الذى قال لوالديه اف لكما اتعداننى ان اخرج
و قد خلت القرون من قبلى و هما يستغيثان الله ويلك آمن ان وعد الله حق فيقول ما هذا الا اساطير الاولين): اما انت يا مروان فاشهد ان رسول الله (ص) لعن اباك و انت فى صلبه.

و روى صاحب كتاب "الاستيعاب" باسناد ذكره عن عبدالله بن عمرو بن العاص، ان رسول الله (ص) قال: (يدخل عليكم رجل لعين)، قال عبدالله: و كنت قد رايت ابى يلبس ثيابه ليقبل الى رسول الله (ص)، فلم ازل مشفقا ان يكون اول من يدخل، فدخل الحكم بن ابى العاص.

قال صاحب "الاستيعاب": و نظر على (ع) يوما الى مروان، فقال له: (ويل لك، و ويل لامه محمد منك و من بنيك اذا شاب صدغاك!).

و كان مروان يدعى خيط باطل، قيل: لانه كان طويلا مضطربا.

و ضرب يوم الدار على قفاه فخر لفيه فلما بويع له بالخلافه، قال فيه اخوه عبدالرحمن بن الحكم- و كان ماجنا شاعرا (محسنا)، و كان لايرى راى مروان: فو الله ما ادرى و انى لسائل حليله مضرب القفا كيف تصنع لحا الله قوما امروا خيط باطل على الناس يعطى ما يشاء و يمنع و قيل: انما قال له اخوه عبدالرحمن ذلك حين ولاه معاويه امره المدينه، و كان كثيرا ما يهجوه، و من شعره فيه: وهبت نصيبى منك يا مرو كله لعمرو و مروان الطويل و خالد و رب ابن ام زائد غي
ر ناقص و انت ابن ام ناقص غير زائد و قال مالك بن الريب يهجو مروان بن الحكم: لعمرك ما مروان يقضى امورنا و لكن ما يقضى لنا بنت جعفر فيا ليتها كانت علينا اميره و ليتك يا مروان امسيت ذاحر و من شعر اخيه عبدالرحمن فيه: الا من يبلغن مروان عنى رسولا و الرسول من البيان بانك لن ترى طردا لحر كالصاق به بعض الهوان و هل حدثت قبلى عن كريم معين فى الحوادث او معان يقيم بدار مضيعه اذا لم يكن حيران او خفق الجنان فلا تقذف بى الرجوين انى اقل القوم من يغنى مكانى ساكفيك الذى استكفيت منى بامر لاتخالجه اليدان فلو انا بمنزله جرينا جريت و انت مضطرب العنان و لولا ان ام ابيك امى و ان من قد هجاك فقد هجانى لقد جاهرت بالبغضاء انى الى امر الجهاره و العلان و لما صار امر الخلافه الى معاويه، ولى مروان المدينه، ثم جمع له الى المدينه مكه و الطائف، ثم عزله و ولى سعيد بن العاص، فلما مات يزيد بن معاويه، و ولى ابنه ابوليلى معاويه بن يزيد فى سنه اربع و ستين، عاش فى الخلافه اربعين يوما و مات، فقالت له امه ام خالد بنت ابى هاشم بن عتبه بن ربيعه بن عبد شمس: اجعل الخلافه من بعدك لاخيك، فابى و قال: لايكون لى مر
ها و لكم حلوها، فوثب مروان عليها، و انشد: انى ارى فتنه تغلى مراجلها و الملك بعد ابى ليلى لمن غلبا و ذكر ابوالفرج على بن الحسين الاصفهانى فى كتاب "الاغانى": ان معاويه لما عزل مروان بن الحكم عن امره المدينه و الحجاز، و ولى مكانه سعيد بن العاص، وجه مروان اخاه عبدالرحمن بن الحكم امامه الى معاويه، و قال له: القه قبلى فعاتبه لى و استصلحه.

قال ابوالفرج: و قد روى ان عبدالرحمن كان بدمشق يومئذ، فلما بلغه خبر عزل مروان و قدومه الى الشام، خرج و تلقاه، و قال له: اقم حتى ادخل الى اخيك، فان كان عزلك عن موجده دخلت اليه منفردا، و ان كان عن غير موجده دخلت اليه مع الناس فاقام مروان و مضى عبدالرحمن، فلما قدم على معاويه دخل اليه و هو يعشى الناس، فانشده: اتتك العيس تنفخ فى براها تكشف عن مناكبها القطوع بابيض من اميه مضرحى كان جبينه سيف صنيع فقال له معاويه: ازائرا جئت ام مفاخرا مكابرا؟ فقال: اى ذلك شئت! فقال: ما اشاء من ذلك شيئا، و اراد معاويه ان يقطعه عن كلامه الذى عن له: فقال له: على اى ظهر جئتنا؟ فقال: على فرس، قال: ما صفته؟ قال: اجش هزيم- يعرض بقول النجاشى فى معاويه يوم صفين: و نجى ابن حرب سابح ذو علاله اجش هزيم
و الرماح دوان اذا قلت اطراف الرماح تناله مرته له الساقان و القدمان فغضب معاويه، و قال: الا انه لايركبه صاحبه فى الظلم الى الريب، و لا هو ممن يتسور على جاراته، و لايتوثب بعد هجعه الناس على كنائنه- و كان عبدالرحمن يتهم بذلك فى امراه اخيه- فخجل عبدالرحمن، و قال: يا اميرالمومنين، ما حملك على عزل ابن عمك؟ الخيانه اوجبت ذلك، ام لراى رايته و تدبير استصلحته؟ قال: بل لتدبير استصلحته، قال: فلا باس بذلك.

فخرج من عنده فلقى اخاه مروان، فاخبره بما دار بينه و بين معاويه، فاستشاط غيظا و قال لعبد الرحمن: قبحك الله، ما اضعفك! عرضت للرجل بما اغضبه، حتى اذا انتصر منك احجمت عنه.

ثم لبس حلته، و ركب فرسه، و تقلد سيفه، و دخل على معاويه، فقال له حين رآه و تبين الغضب فى وجهه: مرحبا بابى عبدالملك! لقد زرتنا عند اشتياق منا اليك، فقال: (لا) ها الله، ما زرتك لذلك و لاقدمت عليك فالفيتك الا عاقا قاطعا، و الله ما انصفتنا و لاجزيتنا جزاءنا، لقد كانت السابقه من بنى عبد شمس لال ابى العاص، و الصهر عن رسول الله (ص) لهم، و الخلافه منهم، فوصلوكم يا بنى حرب و شرفوكم و ولوكم، فما عزلوكم و لاآثروا عليكم، حتى اذا وليتم و افضى الامر اليكم ابيتم ال
ا اثره و سوء صنيعه و قبح قطيعه، فرويدا رويدا! فقد بلغ بنو الحكم و بنو بنيه نيفا و عشرين، و انما هى ايام قلائل حتى يكملوا اربعين، ثم يعلم امرو ما يكون منهم حينئذ، ثم هم للجزاء بالحسنى و السوء بالمرصاد.

قال ابوالفرج: هذا رمز الى قول رسول الله (ص): (اذا بلغ بنو ابى العاص اربعين رجلا، اتخذوا مال الله دولا و عباد الله خولا)، فكان بنو ابى العاص يذكرون انهم سيلون امر الامه اذا بلغوا هذه العده.

قال ابوالفرج: فقال له معاويه: مهلا اباعبدالملك، انى لم اعزلك عن خيانه، و انما عزلتك لثلاثه لو لم يكن منهن الا واحده لاوجبت عزلك: احداهن انى امرتك على عبدالله بن عامر، و بينكما ما بينكما، فلن تستطيع ان تشتفى منه، و الثانيه كراهيتك لامره زياد، و الثالثه ان ابنتى رمله استعدتك على زوجها عمرو بن عثمان، فلم تعدها.

فقال مروان: اما ابن عامر فانى لاانتصر منه فى سلطانى، و لكن اذا تساوت الاقدام علم اين موقعه، و اما كراهتى لامره زياد فان سائر بنى اميه كرهوه، و جعل الله لنا فى ذلك الكره خيرا كثيرا.

و اما استعداء رمله على عمرو، فو الله انه لياتى على سنه او اكثر و عندى بنت عثمان، فما اكشف لها ثوبا- يعرض بان رمله انما تستعدى على عمرو بن عثما
ن طلب النكاح- فغضب معاويه، فقال يابن الوزغ، لست هناك! فقال مروان: هو ما قلت لك، و انى الان لابو عشره، و اخو عشره، و عم عشره، و قد كاد ولد ابى ان يكملوا العده- يعنى اربعين، و لو قد بلغوها لعلمت اين تقع منى.

فانخزل معاويه، و قال: فان اك فى شراركم قليلا فانى فى خياركم كثير بغاث الطير اكثرها فراخا و ام الصقر مقلات نزور ثم استخذى معاويه فى يد مروان و خضع، و قال: (لك) العتبى، و انا رادك الى عملك.

فوثب مروان، و قال: كلا و عيشك لارايتنى عائدا! و خرج.

فقال الاحنف لمعاويه: ما رايت قط لك سقطه مثلها! ما هذا الخضوع لمروان! و اى شى ء يكون منه و من بنى ابيه اذا بلغوا اربعين؟ و ما الذى تخشاه منهم؟ فقال: ادن منى اخبرك ذلك، فدنا الاحنف منه، فقال (له): ان الحكم بن ابى العاص كان احد من قدم مع (اختى) ام حبيبه لما زفت الى رسول الله (ص)، و هو يتولى نقلها اليه، فجعل رسول الله (ص) يحد النظر اليه، فلما خرج من عنده، قيل: يا رسول الله، لقد احددت النظر الى الحكم! فقال: ابن المخزوميه، ذاك رجل اذا بلغ بنو ابيه ثلاثين او اربعين، ملكوا الامر من بعدى، فو الله لقد تلقاها مروان من عين صافيه.

فقال الاحنف: رويدا يا اميرالمومنين، لايسمع هذ
ا منك احد، فانك تضع من قدرك و قدر ولدك بعدك، و ان يقض الله امرا يكن.

فقال: معاويه: اكتمها يا ابابحر على اذا، فقد لعمرك صدقت و نصحت.

و ذكر شيخنا ابوعثمان الجاحظ فى كتاب "مفاخره هاشم و عبد شمس" ان مروان كان يضعف، و انه كان ينشد يوم مرج راهط و الرءوس تندر عن كواهلها: و ما ضرهم غير حين النفو س اى غلامى قريش غلب! قال: و هذا حمق شديد، و ضعف عظيم، قال: و انما ساد مروان و ذكر بابنه عبدالملك، كما ساد بنوه، و لم يكن فى نفسه هناك.

فاما خلافه مروان، فذكر ابوجعفر محمد بن جرير الطبرى فى التاريخ ان عبدالله بن الزبير لما اخرج بنى اميه عن الحجاز الى الشام فى خلافه يزيد بن معاويه، خرجوا و فيهم مروان، و ابنه عبدالملك، و لم تطل مده يزيد، فتوفى، و مات ابنه بعده بايام يسيره.

و كان من راى مروان ان يدخل الى ابن الزبير بمكه فيبايعه بالخلافه، فقدم عبيدالله بن زياد، و قد اخرجه اهل البصره عنها بعد وفاه يزيد، فاجتمع هو و بنو اميه، و اخبروه بما قد اجمع عليه مروان، فجاء اليه، و قال: استجبت لك يا ابا عبدالملك، فما يريد! انت كبير قريش و سيدها تصنع، ما تصنع و تشخص الى ابى خبيب فتبايعه بالخلافه! فقال مروان: ما فات شى ء بعد، فقام مروان، و
اجتمع اليه بنو اميه و مواليهم و عبيدالله بن زياد و كثير من اهل اليمن و كثير من كلب، فقدم دمشق و عليها الضحاك بن قيس الفهرى، قد بايعه الناس على ان يصلى بهم، و يقيم لهم امرهم، حتى يجتمع الناس على امام، و كان هوى الضحاك مع ابن الزبير الا انه لم يبايع له بعد، و كان زفر بن الحارث الكلابى بقنسرين يخطب لابن الزبير، و النعمان بن بشير الانصارى بحمص يخطب لابن الزبير، و كان حسان بن مالك بن بحدل الكلبى بفلسطين يهوى هوى بنى اميه، ثم من بينهم بنى حرب، لانه كان عاملا لمعاويه، ثم ليزيد بن معاويه من بعده، و كان حسان بن مالك مطاعا فى قومه، عظيما عندهم، فخرج عن فلسطين يريد الاردن، و استخلف على فلسطين روح بن زنباع الجذامى، فوثب عليه بعد شخوص حسان بن مالك و ناتل بن قيس الجذامى ايضا، فاخرجه عن فلسطين، و خطب لابن الزبير، و كان له فيه هوى، فاستوثقت الشام كلها لابن الزبير، ما عدا الاردن، فان حسان بن مالك الكلبى كان يهوى هوى بنى اميه، و يدعو اليهم، فقام فى اهل الاردن فخطبهم، و قال لهم: ما شهادتكم على ابن الزبير و قتلى المدينه بالحره؟ قالوا: نشهد ان ابن الزبير كان منافقا، و ان قتلى اهل المدينه بالحره فى النار، قال: فما شهادتكم على يزي
د بن معاويه و قتلاكم بالحره؟ قالوا: نشهد ان يزيد بن معاويه كان مومنا، و كان قتلانا بالحره فى الجنه، قال: و انا اشهد انه ان كان دين يزيد بن معاويه و هو حى حقا، انه اليوم لعلى حق هو و شيعته، و ان كان ابن الزبير يومئذ هو و شيعته على باطل انه اليوم و شيعته على باطل، قالوا: صدقت، نحن نبايعك على ان نقاتل معك من خالفك من الناس و اطاع ابن الزبير، على ان تجنبنا ولايه هذين الغلامين ابنى يزيد بن معاويه، و هما خالد و عبدالله، فانهما حديثه اسنانهما و نحن نكره ان ياتينا الناس بشيخ و ناتيهم بصبى! قال: و قد كان الضحاك بن قيس يوالى ابن الزبير باطنا، و يهوى هواه، و يمنعه اظهار ذلك بدمشق و البيعه له ان بنى اميه و كلبا كانوا بحضرته، و كلب اخوال يزيد ابن معاويه، و بنيه و يطلبون الامره لهم، فكان الضحاك يعمل فى ذلك سرا، و بلغ حسان بن مالك بن بحدل ما اجمع عليه الضحاك، فكتب اليه كتابا يعظم فيه حق بنى اميه، و يذكر الطاعه و الجماعه و حسن بلاء بنى اميه عنده و صنيعهم اليه، و يدعوه الى بيعتهم و طاعتهم و يذكر ابن الزبير و يقع فيه و يشتمه، و يذكر ان منافق قد خلع خليفتين، و امره ان يقرا كتابه على الناس، ثم دعا رجلا من كلب يقال له ناغضه، فسر
ح بالكتاب معه الى الضحاك بن قيس، و كتب حسان نسخه ذلك الكتاب، و دفعه الى ناغضه، و قال له: ان قرا الضحاك كتابى على الناس، و الا فقم انت و اقرا هذا الكتاب عليهم، و كتب حسان الى بنى اميه يامرهم ان يحضروا ذلك، فقدم ناغضه بالكتاب على الضحاك، فدفعه اليه، و دفع كتاب بنى اميه اليهم سرا.

فلما كان يوم الجمعه، و صعد الضحاك على المنبر، و قدم اليه ناغضه، فقال: اصلح الله الامير! ادع بكتاب حسان فاقراه على الناس، فقال له الضحاك: اجلس، فجلس ثم قام ثانيه فتكلم مثل ذلك، فقال له: اجلس، فجلس ثم قام ثالثه و كان كالثانيه و الاولى، فلما رآه ناغضه لايقرا الكتاب اخرج الكتاب الذى معه، فقراه على الناس.

فقام الوليد بن عتبه بن ابى سفيان، فصدق حسان، و كذب ابن الزبير و شتمه، و قام يزيد بن ابى النمس الغسانى، فصدق مقاله حسان و كتابه، و شتم ابن الزبير، و قام سفيان بن ابرد الكلبى، فصدق مقاله حسان و شتم ابن الزبير، و قام عمر بن يزيد الحكمى، فشتم حسان، و اثنى على ابن الزبير، فاضطرب الناس، و نزل الضحاك بن قيس، فامر بالوليد بن عتبه، و سفيان بن الابرد، و يزيد بن ابى النمس الذين كانوا صدقوا حسان، و شتموا ابن الزبير.

فحبسوا، و جال الناس بعضهم فى بعض، و
وثبت كلب على عمر بن يزيد الحكمى فضربوه، و خرقوا ثيابه.

و قد كان قام خالد بن يزيد بن معاويه فصعد مرقاتين من المنير، و هو يومئذ غلام.

و الضحاك بن قيس فوق المنبر، فتكلم بكلام اوجز فيه، لم يسمع بمثله، ثم نزل.

فلما دخل الضحاك بن قيس داره، جاءت كلب الى السجن فاخرجوا سفيان بن ابرد الكلبى، و جاءت غسان، فاخرجوا يزيد بن ابى النمس، و قال الوليد بن عتبه: لو كنت من كلب او غسان، لاخرجت، فجاء ابنا يزيد بن معاويه: خالد و عبدالله، و معهما اخوالهما من كلب، فاخرجوه من السجن.

ثم ان الضحاك بن قيس خرج الى مسجد دمشق، فجلس فيه، و ذكر يزيد بن معاويه فوقع فيه، فقام اليه سنان من كلب و معه عصا، فضربه بها، و الناس جلوس حلقا.

متقلدى السيوف.

فقام بعضهم الى بعض فى المسجد، فاقتتلوا، فكانت قيس عيلان قاطبه تدعو الى ابن الزبير و معهما الضحاك، و كلب تدعو الى بنى اميه، ثم الى خالد بن يزيد، فيتعصبون له، فدخل الضحاك دار الاماره، و اصبح الناس، فلم يخرج الضحاك الى صلاه الفجر.

فلما ارتفع النهار بعث الى بنى اميه، فدخلوا عليه، فاعتذر اليهم، و ذكر حسن بلائهم عنده، و انه ليس يهوى شيئا يكرهونه، ثم قال: تكتبون الى حسان و نكتب، و يسير حسان من الاردن حتى ينز
ل الجابيه و نسير نحن و انتم حتى نوافيه بها، فيجتمع راى الناس على رجل منكم! فرضيت بذلك بنو اميه، و كتبوا الى حسان و هو بالاردن و كتب اليه الضحاك يامره بالموافاه فى الجابيه، و اخذ الناس فى الجهاز للرحيل.

و خرج الضحاك بن قيس من دمشق، و خرج الناس و خرجت بنو اميه، و توجهت الرايات يريدون الجابيه، فجاء ثور بن معن يزيد بن الاخنس السلمى الى الضحاك: فقال: دعوتنا الى طاعه ابن الزبير فبايعناك على ذلك، ثم انت الان تسير الى هذا الاعرابى من كلب لتستخلف ابن اخته خالد بن يزيد بن معاويه! فقال الضحاك: فما الراى؟ قال: الراى ان نظهر ما كنا نسر، و ندعو الى طاعه ابن الزبير، و نقاتل عليها.

فمال الضحاك بمن معه من الناس، و انخزل من بنى اميه و من معهم من قبائل اليمن فنزل مرج راهط.

قال ابوجعفر: و اختلف فى اى وقت كانت الوقعه بمرج راهط فقال الواقدى: كانت فى سنه خمس و ستين.

و قال غيره: فى سنه اربع و ستين.

قال ابوجعفر: و سارت بنو اميه و لفيفها حتى وافوا حسان بالجابيه، فصلى بهم اربعين يوما، و الناس يتشاورن، و كتب الضحاك بن قيس من مرج راهط الى النعمان بن بشير الانصارى، و هو على حمص يستنجده، و الى زفر بن الحارث و هو فى قنسرين، و الى ناتل بن ق
يس و هو على فلسطين ليستمدهم، و كلهم على طاعه ابن الزبير، فامدوه، فاجتمعت الاجناد اليه بمرج راهط، و اما الذين بالجابيه فكانت اهواوهم مختلفه، فاما مالك بن هبيره السكونى، فكان يهوى هوى يزيد بن معاويه، و يحب ان تكون الخلافه فى ولده، و اما حصين بن نمير السكونى، فكان يهوى هوى بنى اميه، و يحب ان تكون الخلافه لمروان بن الحكم، فقال مالك بن هبيره للحصين بن نمير: هلم فلنبايع لهذا الغلام الذى نحن ولدنا اباه، و هو ابن اختنا، فقد عرفت منزلتنا التى كانت من ابيه، انك ان تبايعه يحملك غدا على رقاب العرب- يعنى خالد بن يزيد- فقال الحصين: لا لعمر الله، لاياتينا العرب بشيخ، و ناتيها بصبى! فقال مالك: اظن هواك فى مروان! و الله ان استخلفت مروان ليحسدنك على سوطك و شراك نعلك، و ظل شجره تستظل بها.

ان مروان ابوعشره، و اخو عشره و عم عشره، فان بايعتموه كنتم عبيدا لهم، و لكن عليكم بابن اختكم خالد بن يزيد فقال الحصين: انى رايت فى المنام قنديلا معلقا من السماء، و انه جاء كل من يمد عنقه الى الخلافه ليتناوله، فلم يصل اليه.

و جاء مروان فتناوله، و الله لنستخلفنه.

فلما اجتمع رايهم على بيعته، و استمالوا حسان بن بحدل اليها، قام روح بن زنباع الجذامى
، فحمد الله و اثنى عليه، فقال: ايها الناس، انكم تذكرون لهذا الامر عبدالله بن عمر بن الخطاب، و تذكرون صحبته لرسول الله (ص)، و قدمه فى الاسلام، و هو كما تذكرون، لكنه رجل ضعيف، و ليس صاحب امه محمد بالضعيف، و اما عبدالله بن الزبير و ما يذكر الناس من امره، و ان اباه حوارى رسول الله (ص)، و امه اسماء بنت ابى بكر ذات النطاقين، فهو لعمرى كما تذكرون، و لكنه منافق قد خلع خليفتين: يزيد و اباه معاويه، و سفك الدماء، و شق عصا المسلمين، و ليس صاحب امه محمد (ص) بالمنافق، و اما مروان بن الحكم فو الله ما كان فى الاسلام صدع قط الا كان مروان ممن يشعب ذلك الصدع، و هو الذى قاتل عن عثمان بن عفان يوم الدار، و الذى قاتل على بن ابى طالب يوم الجمل، و انا نرى للناس ان يبايعوا الكبير، و يستشبوا الصغير- يعنى بالكبير مروان، و بالصغير خالد بن يزيد.

فاجتمع راى الناس على البيعه لمروان، ثم لخالد بن يزيد من بعده، ثم لعمرو بن سعيد بن العاص بعدهما، على ان تكون فى ايام خلافه مروان امره دمشق لعمرو بن سعيد، و امره حمص لخالد بن يزيد.

فلما استقر الامر على ذلك، دعا حسان بن بحدل خالد بن يزيد، فقال: يا بن اختى، ان الناس قد ابوك لحداثه سنك، و انى و الله ما
اريد هذا الامر الا لك و لاهل بيتك، و ما ابايع مروان الا نظرا لكم، فقال خالد: بل عجزت عنا، فقال: لا و الله لم اعجز عنك، و لكن الراى لك ما رايت.

ثم ان حسان دعا مروان بن الحكم، فقال له: يا مروان، ان الناس كلهم لايرضون بك، فما ترى؟ فقال مروان: ان يرد الله ان يعطينيها لم يمنعنها احد من خلقه، و ان يرد ان يمنعنيها لايعطينيها احد من خلقه، فقال حسان: صدقت.

ثم صعد حسان المنبر، فقال: ايها الناس، انى مستخلف فى غد احدكم ان شاءالله، فاجتمع الناس بكره الغد ينتظرون، فصعد حسان المنبر، و بايع لمروان، و بايع الناس، و سار من الجابيه حتى نزل بمرج راهط، حيث الضحاك بن قيس نازل، فجعل مروان على ميمنته عمرو بن سعيد بن العاص، و على ميسرته عبيدالله بن زياد، و جعل الضحاك على ميمنته زياد بن عمرو بن معاويه العتكى، و على ميسرته ثور بن معن السلمى، و كان يزيد بن ابى النمس الغسانى بدمشق، لم يشهد الجابيه، و كان مريضا، فلما حصل الضحاك بمرج راهط، ثار باهل دمشق فى عبيده و اهله، فغلب عليها، و اخرج عامل الضحاك منها، و غلب على الخزائن و بيت المال، و بايع لمروان، و امده من دمشق بالرجال و المال و السلاح، فكان ذلك اول فتح فتح لمروان.

ثم وقعت الحرب بين
مروان و الضحاك، فاقتتلوا بمرج راهط عشرين ليله، فهزم اصحاب الضحاك و قتلوا، و قتل اشراف الناس من اهل الشام، و قتلت قيس مقتله لم تقتل مثلها فى موطن قط، و قتل ثور بن معن السلمى الذى رد الضحاك عن رايه.

قال ابوجعفر: و روى ان بشير بن مروان كان صاحب الرايه ذلك اليوم، و انه كان ينشد: ان على الرئيس حقا حقا ان يخضب الصعده او يندقا و صرع ذلك اليوم عبدالعزيز بن مروان ثم استنقذ.

قال: و مر مروان برجل من محارب و هو فى نفر يسير من اصحاب مروان، فقال له: لو انضممت الى اصحابك رحمك الله! فانى اراك فى قله، فقال: ان معنا يا اميرالمومنين من الملائكه مددا اضعاف من تامرنا بالانضمام اليهم، قال: فضحك مروان و سر بذلك، و قال للناس ممن كان حوله: الا تستمعون! قال ابوجعفر: و كان قاتل الضحاك رجلا من كلب، يقال له زحنه بن عبدالله، فلما قتله و احضر الراس الى مروان، ظهرت عليه كابه، و قال: الان حين كبرت سنى و دق عظمى، و صرت فى مثل ظم ء الحمار، اقبلت اضرب الكتائب بعضها ببعض! قال ابوجعفر: و روى ان مروان انشد لما بويع و دعا الى نفسه: لما رايت الامر امرا نهبا سيرت غسان لهم و كلبا و السكسكيين رجالا غلبا و طيئا تاباه الا ضربا و القين تمشى
فى الحديد نكبا و من تنوخ مشمخرا صعبا لايملكون الملك الا غصبا و ان دنت قيس فقل لاقربا قال ابوجعفر: و خرج الناس منهزمين بعد قتل الضحاك، فانتهى اهل حمص، الى حمص و عليها النعمان بن بشير، فلما عرف الخبر خرج هاربا و معه ثقله و ولده، و تحير ليلته كلها، و اصبح و هو بباب مدينه حمص، فرآه اهل حمص فقتلوه، و خرج زفر بن الحارث الكلابى من قنسرين هاربا، فلحق بقرقيسياء، و عليها عياض بن اسلم الجرشى فلم يمكنه من دخولها، فحلف له زفر بالطلاق و العتاق انه اذا دخل حمامها خرج منها، و قال له: ان لى حاجه الى دخول الحمام، فلما دخلها لم يدخل حمامها و اقام بها، و اخرج عياضا منها، و تحصن فيها، و ثابت اليه قيس عيلان، و خرج ناتل بن قيس الجذامى من فلسطين هاربا، فالتحق بابن الزبير بمكه، و اطبق اهل الشام على مروان و استوثقوا له، و استعمل عليهم عماله، ففى ذلك يقول زفر بن الحارث: ارينى سلاحى لا ابا لك اننى ارى الحرب لاتزداد الا تماديا اتانى عن مروان بالغيب انه مريق دمى، او قاطع من لسانيا و فى العيس منجاه، و فى الارض مهرب اذا نحن رفعنا لهن المبانيا فقد ينبت المرعى على دمن الثرى و تبقى حزازات النفوس كما هيا اتذهب كلب لم تن
لها رماحنا و تترك قتلى راهط هى ما هيا لعمرى لقد ابقت وقيعه راهط لحسان صدعا بينا متنائيا ابعد ابن عمرو و ابن معن تتايعا و مقتل همام امنى الامانيا! و لم تر منى نبوه قبل هذه فرارى و تركى صاحبى ورائيا ايذهب يوم واحد ان اساته بصالح ايامى و حسن بلائيا! فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا و تثار من نسوان كلب نسائيا و قال زفر بن الحارث ايضا، و هو من شعر الحماسه: افى الله اما بحدل و ابن بحدل فيحيا و اما ابن الزبير فيقتل! كذبتم و بيت الله لاتقتلونه و لما يكن يوم اغر محجل و لما يكن للمشرفيه فوقكم شعاع كقرن الشمس حين ترجل و اما وفاه مروان، و السبب فيها انه كان قد استقر الامر بعده لخالد بن يزيد بن معاويه على ما قدمنا ذكره، فلما استوثق له الامر، احب ان يبايع لعبدالملك و عبدالعزيز ابنيه، فاستشار فى ذلك، فاشير عليه ان يتزوج ام خالد بن يزيد، و هى ابنه ابى هاشم بن عتبه بن ربيعه ليصفر شانه فلا يرشح للخلافه، فتزوجها.

ثم قال لخالد يوما فى كلام دار بينهما و المجلس غاص باهله: اسكت يا بن الرطبه، فقال خالد: انت لعمرى موتمن و خبير.

ثم قام باكيا من مجلسه- و كان غلاما حينئذ- فدخل على امه، فاخبرها، فقالت له: لايعرفن ذلك فيك، و اسكت فانا اكفيك امره.

فلما دخل عليها مروان، قال لها: ما قال لك خالد؟ قالت: و ما عساه يقول؟ قال: الم يشكنى اليك؟ قالت: ان خالدا اشد اعظاما لك من ان يشتكيك، فصدقها.

ثم مكثت اياما، فنام عندها و قد واعدت جواريها، و قمن اليه، فجعلن الوسائد و البراذع عليه، و جلسن عليه حتى خنقه، و ذلك بدمشق فى شهر رمضان.

و هو ابن ثلاث و ستين سنه، فى قول الواقدى.

و اما هشام بن محمد الكلبى، فقال: ابن احدى و ثمانين سنه، و قال: كان ابن احدى و ثمانين، عاش فى الخلافه تسعه اشهر.

و قيل عشره اشهر، و كان فى ايام كتابته لعثمان بن عفان اكثر حكما، و اشد تلطفا و تسلطا منه فى ايام خلافته، و كان ذلك من اعظم الاسباب الداعيه الى خلع عثمان و قتله.

و قد قال قوم: ان الضحاك بن قيس لما نزل مرج راهط لم يدع الى ابن الزبير، و انما دعا الى نفسه.

و بويع بالخلافه، و كان قرشيا.

و الاكثر الاشهر انه كان يدعو الى ابن الزبير.

/ 614