خطبه 216-نيايش به خدا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 216-نيايش به خدا

الشرح:

صن وجهى باليسار، اى استره بان ترزقنى يسارا و ثروه، استغنى بهما عن مساله الناس.

و لاتبذل جاهى بالاقتار، اى لاتسقط مروئتى و حرمتى بين الناس بالفقر الذى احتاج معه الى تكفف الناس.

و روى ان عبدالله بن جعفر بن ابى طالب الجواد رقت حاله فى آخر عمره، لان عبدالملك جفاه، فراح يوما الى الجمعه، فدعا فقال: اللهم انك عودتنى عاده جريت عليها، فان كان ذلك قد انقضى، فاقبضنى اليك.

فلم يلحق الجمعه الاخرى.

و كان الحسن بن على (ع) يدعو فيقول: (اللهم وسع على فانه لايسعنى الا الكثير).

قوله: (فاسترزق) منصوب لانه جواب الدعاء، كقولهم: ارزقنى بعيرا فاحج عليه.

بين (ع) كيفيه تبذل جاهه بالاقتار، و فسره فقال: بان اطلب الرزق ممن يطلب منك الرزق.

و استعطف الاشرار من الناس، اى اطلب عاطفتهم و افضالهم، و يلزم من ذلك امران محذوران: احدهما ان ابتلى بحمد المعطى.

و الاخر ان افتتن بذم المانع.

قوله (ع): (و انت من وراء ذلك كله) مثل يقال للمحيط بالامر، القاهر له، القادر عليه، كما نقول للملك العظيم: هو من وراء وزرائه و كتابه، اى مستعد متهيى ء لتتبعهم و تعقبهم، و اعتبار حركاتهم، لاحاطته بها و اشرافه عليها.

و ولى، مرفوع بانه خبر المبت
دا، و يكون خبرا بعد خبر، و يجوز ان يكون (ولى) هو الخبر، و يكون (من وراء ذلك)، جمله مركبه من جار و مجرور منصوبه الموضع، لانه حال.

خطبه 217-نكوهش دنيا

الشرح:

بالبلاء محفوفه، قد احاط بها من كل جانب.

و تارات: جمع تاره، و هى المره الواحده.

و متصرفه: منتقله متحوله.

و مستهدفه بكسر الدال: منتصبه مهياه للرمى، و روى: (مستهدفه) بفتح الدال على المفعوليه، كانها قد استهدفها غيرها، اى جعلها اهدافا.

و رياحهم راكده: ساكنه.

و آثارهم عافيه: مندرسه.

و القصور المشيده.

العاليه، و من روى: (المشيده) بالتخفيف و كسر الشين، فمعناه المعموله بالشيد، و هو الجص.

و النمارق: الوسائد.

و القبور الملحده: ذوات اللحود.

و روى: (و الاحجار المسنده) بالتشديد.

قوله (ع): (قد بنى على الخراب فناوها)، اى بنيت لا لتسكن الاحياء فيها كما تبنى منازل اهل الدنيا.

و الكلكل: الصدر، و هو هاهنا استعاره.

و الجنادل: الحجاره.

و بعثرت القبور: اثيرت.

و تبلو كل نفس ما اسلفت: تخبر و تعلم جزاء اعمالها، و فيه حذف مضاف، و من قرا: (تتلو) بالتاء بنقطتين، اى تقرا كل نفس كتابها.

و ضل عنهم ما كانوا يفترون: بطل عنهم ما كانوا يدعونه و يكذبون فيه من القول بالشركاء و انهم شفعاء.

(ذكر بعض الاثار و الاشعار الوارده فى ذم الدنيا) و من كلام بعض البلغاء فى ذم الدنيا: اما بعد، فان الدنيا قد عاتبت نفسها بما ابدت من
تصرفها، و انبات عن مساوئها بما اظهرت عن مصارع اهلها، و دلت على عوراتها بتغير حالاتها، و نطقت السنه العبر فيها بزوالها، و شهد اختلاف شئونها على فنائها، و لم يبق لمرتاب فيها ريب، و لاناظر فى عواقبها شك، بل عرفها جل من عرفها معرفه يقين، و كشفوها اوضح تكشيف، ثم اختلجتهم الاهواء عن منافع العلم، و دلتهم الامال بغرور، فلججت بهم فى غمرات العجز، فسبحوا فى بحورها موقنين بالهلكه، و رتعوا فى عراصها عارفين بالخدعه، فكان يقينهم شكا، و علمهم جهلا، لا بالعلم انتفعوا، و لا بما عاينوا اعتبروا.

قلوبهم عالمه جاهله، و ابدانهم شاهده غائبه، حتى طرقتهم المنيه، فاعجلتهم عن الامنيه، فبغتتهم القيامه، و اورثتهم الندامه، و كذلك الهوى حلت مذاقته، و سمت عاقبته، و الامل ينسى طويلا، و ياخذ وشيكا، فانتفع امرو بعلمه، و جاهد هواه ان يضله، و جانب امله ان يغره، و قوى يقينه على العمل، و نفى عنه الشك بقطع الامل، فان الهوى و الامل اذا استضعفا اليقين صرعاه، و اذا تعاونا على ذى غفله خدعاه، فصر يعهما ينهض سالما، و خديعهما لايزال نادما، و القوى من قوى عليهما، و الحازم من احترس منهما.

البسنا الله و اياكم جنه السلامه، و وقانا و اياكم سوء العذاب! كان عمر
بن عبدالعزيز اذا جلس للقضاء قرا: (افرايت ان متعناهم سنين ثم جائهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون).

قال منصور بن عمار لاهل مجلسه: ما ارى اسائه تكبر على عفو الله فلا تياس، و ربما آخذ الله على الصغير فلا تامن، و قد علمت انك بطول عفو الله عنك عمرت مجالس الاغترار به، و رضيت لنفسك المقام على سخطه، و لو كنت تعاقب نفسك بقدر تجاوزه عن سيئاتك، ما استمر بك لجاج فيما نهيت عنه، و لاقصرت دون المبالغه فيه، و لكنك رهين غفلتك، و اسير حيرتك.

قال اسماعيل بن زياد ابويعقوب: قدم علينا بعبادان راهب من الشام، و نزل دير ابن ابى كبشه، فذكروا حكمه كلامه، فحملنى ذلك على لقائه، فاتيته و هو يقول: ان لله عبادا سمت بهم هممهم فهووا عظيم الذخائر، فالتمسوا من فضل سيدهم توفيقا يبلغهم سمو الهمم فان استطعتم ايها المرتحلون عن قريب ان تاخذوا ببعض امرهم، فانهم قوم قد ملكت الاخره قلوبهم، فلم تجد الدنيا فيها ملبسا، فالحزن بثهم، و الدمع راحتهم، و الدئوب وسيلتهم، و حسن الظن قربانهم، يحزنون بطول المكث فى الدنيا اذا فرح اهلها، فهم فيها مسجونون، و الى الاخره منطلقون.

فما سمعت موعظه كانت انفع لى منها.

و من جيد شعر ابى نواس فى الزهد: يا بنى ال
نقص و الغير و بنى الضعف و الخور و بنى البعد فى الطبا ع على القرب فى الصور و الشكول التى تبا ين فى الطول و القصر اين من كان قبلكم من ذوى الباس و الخطر سائلوا عنهم المدا ئن و استبحثوا الخبر سبقونا الى الرحي ل و انا لبالاثر من مضى عبره لنا و غدا نحن معتبر ان للموت اخذه تسبق اللمح بالبصر فكانى بكم غدا فى ثياب من المدر قد نقلتم من القصو ر الى ظلمه الحفر حيث لاتضرب القبا ب عليكم و لا الحجر حيث لاتطربون من ه للهو و لا سمر رحم الله مسلما ذكر الموت فازدجر! رحم الله مومنا خاف فاستشعر الحذر! و من جيد شعر الرضى ابى الحسن رحمه الله فى ذكر الدنيا و تقلبها باهلها: و هل نحن الا مرامى السها م يحفزها نابل دائب نسر اذا جازنا طائش و نجزع ان مسنا صائب ففى يومنا قدر لابد و عند غد قدر واثب طرائد تطردها النائبات و لابد ان يدرك الطالب ارى المرء يفعل فعل الحدي د و هو غدا حما لازب عوارى من سلب الهالكين يمد يدا نحوها السالب لنا بالردى موعد صادق و نيل المنى موعد كاذب حبائل للدهر مبثوثه يرد الى جذبها الهارب و كيف نجاوز غاياتنا و قد بلغ المورد القار
ب نصبح بالكاس مجدحه ذعافا، و لايعلم الشارب و قال ايضا، و هى من محاسن شعره: ما اقل اعتبارنا بالزمان و اشد اغترارنا بالامانى! وقفات على غرور، و اقدا م على مزلق من الحدثان فى حروب مع الردى فكانا ال يوم فى هدنه مع الازمان و كفانا مذكرا بالمنايا علمنا اننا من الحيوان كل يوم رزيه بفلان و وقوع من الردى بفلان كم ترانى اضل نفسا و الهو فكانى وثقت بالوجدان قل لهذى الهوامل استوقفى السي ر او استنشدى عن الاعطان و استقيمى قد ضمك اللقم النه ج، و غنى ورائك الحاديان كم محيدا عن الطريق و قد ض رح خلج البرى و جذب العران ننثنى جازعين من عدوه الده ر و نرتاع للمنايا الروانى جفله السرب فى الضلام و قد ذع ذع روعا من عدوه الذوبان ثم ننسى جرح الحمام و ان كا ن رغيبا يا قرب ذا النسيان! كل يوم تزايل من خليط بالردى، او تباعد من دان و سواء مضى بنا القدر الج د عجولا، او ماطل العصران و ايضا من هذه القصيده: قد مررنا على الديار خشوعا و راينا البنا، فاين البانى! و جهلنا الرسوم ثم علمنا فذكرنا الاوطار بالاوطان التفاتا الى القرون الخوالى هل ترى اليوم غير قرن فان! اين رب السدي
ر فالحيره البي ضاء، ام اين صاحب الايوان! و السيوف الحداد من آل بدر و القنا الصم من بنى الريان طردتهم وقائع الدهر عن لع لع طرد السفاف عن نجران و المواضى من آل جفنه ارسى طنبا ملكهم على الجولان يكرعون العقار فى فلق الاب ريز كرع الظماء فى الغدران من اباه اللعن الذين يحيو ن بها فى معاقد التيجان تترائاهم الوفود بعيدا ضاربين الصدور بالاذقان فى رياض من السماح حوال و جبال من الحلوم رزان و هم الماء لذ للناهل الظم ان بردا و النار للحيران كل مستيقظ الجنان اذا اظ لم ليل النوامه المبطان يغتدى فى السباب غير شجاع و يرى فى النزال غير جبان ما ثنت عنهم المنون يدا شو كاء اطرافها من المران عطف الدهر فرعهم فرآه بعد بعد الذرا قريب المجانى وثنتهم بعد الجماح المنايا فى عنان التسليم و الاذعان عطلت منهم المقارى و باخت فى حماهم مواقد النيران ليس يبقى على الزمان جرى ء فى اباء، او عاجز فى هوان لا شبوب من الصوار و لا اع نق يرعى منابت العلجان لا و لا خاضب من الربد يختا ل بريط احم غير يمان يرتمى وجهه الرئال اذا آ نس لون الاظلام و الادجان و عقاب الملاع تلحم فرخ يها
بازليقه زلول القنان نائلا فى مطامح الجو هاتي ك و ذا فى مهابط الغيطان و هذا شعر فصيح نادر معرق فى العربيه: و من شعره الجيد ايضا فى ذكر الدنيا و مصائبها: او ما رايت وقائع الدهر افلا تسى ء الظن بالعمر! بينا الفتى كالطود تكنفه هضباته، و العضب ذى الاثر يابى الدنيه فى عشيرته و يجاذب الايدى على الفخر و اذا اشار الى قبائله حشدت عليه باوجه غر يترادفون على الرماح فهم سيل يعب و عارض يسرى ان نهنهوا زادوا مقاربه فكانما يدعون بالزجر عدد النجوم اذا دعى بهم يتزاحمون تزاحم الشعر عقدوا على الجلى مازرهم سبطى الانامل طيبى النشر زل الزمان بوطء اخمصه و مواطى ء الاقدام للعثر نزع الاباء و كان شملته و اقر اقرارا على صغر صدع الردى، اعيا تلاحمه من الحم الصدفين بالقطر جر الجياد على الوجى و مضى امما يدق السهل بالوعر حتى التقى بالشمس مغمده فى قعر منقطع من البحر ثم انثنت كف المنون به كالضغث بين الناب و الظفر لم تشتجر عنه الرماح و لا رد القضاء بماله الدثر جمع الجنود ورائه فكانما لاقته و هو مضيع الظهر و بنى الحصون تمنعا فكانما امسى بمضيعه و ما يدرى و برى المعابل للعدا
فكانما لحمامه كان الذى يبرى ان التوقى فرط معجزه فدع القضاء يقد او يفرى و حمى المطاعم للبقا و ذى ال اجال مل ء فروجها تجرى لو كان حفظ النفس ينفعنا كان الطبيب احق بالعمر الموت داء لا دواء له سيان ما يوبى و ما يمرى و هذا من حر الكلام و فصيحه و نادره، و لا عجب فهذه الورقه من تلك الشجره، و هذا القبس من تلك النار!

/ 614