خطبه 088-مردم پيش از بعثت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 088-مردم پيش از بعثت

الشرح:

الفتره بين الرسل: انقطاع الرساله و الوحى، و كذلك كان ارسال محمد (ص)، لان بين محمد و بين عهد المسيح (ع) عهدا طويلا، اكثر الناس على انه ستمائه سنه، و لم يرسل فى تلك المده رسول، اللهم الا ما يقال عن خالد بن سنان العبسى، و لم يكن نبيا و لا مشهورا.

و الهجعه: النومه ليلا، و الهجوع مثله، و كذلك التهجاع، بفتح التاء، فاما الهجعه بكسر الهاء، فهى الهيئه كالجلسه من الجلوس.

قوله: (و اعتزام من الفتن)، كانه جعل الفتن معتزمه، اى مريده مصممه للشغب و الهرج.

و يروى: (و اعتراض)، و يروى: (و اعترام) بالراء المهمله من العرام، و هى الشره.

و التلظى: التلهب.

و كاسفه النور: قد ذهب ضوءها، كما تكسف الشمس.

ثم وصفها بالتغير و ذبول الحال، فجعلها كالشجره التى اصفر ورقها و يبس ثمرها.

و اعور ماوها، و الاعوار: ذهاب الماء، فلاه عوراء: لا ماء بها.

و من رواه: و اغوار من مائها، بالغين المعجمه، جعله من غار الماء، اى ذهب، و منه قوله تعالى: (ارايتم ان اصبح ماوكم غورا).

و متجهمه لاهلها كالحه فى وجوههم.

ثم قال: (ثمرها الفتنه) اى نتيجتها و ما يتولد عنها.

و طعامها الجيفه، يعنى اكل الجاهليه الميته، او يكون على وجه الاستعاره، اى اكلها
خبيث.

و يروى (الخيفه) اى الخوف، ثم جعل الخوف و السيف شعارها و دثارها، فالشعار ما يلى الجسد، و الدثار فوق الشعار، و هذا من بديع الكلام و من جيد الصناعه، لانه لما كان الخوف يتقدم السيف و السيف يتلوه، جعل الخوف شعارا لانه الاقرب الى الجسد، و جعل الدثار تاليا له.

ثم قال: (و اذكروا تيك) كلمه اشاره الى المونثه الغائبه، فيمكن ان يعنى بها الدنيا التى تقدم ذكرها، و قد جعل آباءهم و اخوانهم مرتهنين بها و محاسبين عليها، و الارتهان: الاحتباس، و يمكن ان يعنى بها الامانه التى عرضت على الانسان فحملها، و المراد بالامانه الطاعه و العباده و فعل الواجب و تجنب القبيح.

و قال: (تيك) و لم يجر ذكرها، كما قال تعالى: (الم ذلك الكتاب) و لم يجر ذكره، لان الاشاره الى مثل هذا اعظم و اهيب و اشد روعه فى صدر المخاطب من التصريح.

قوله: (و لاخلت فيما بينكم و بينهم الاحقاب)، اى لم يطل العهد، و الاحقاب: المدد المتطاوله، و القرون: الامم من الناس.

و قوله: (من يوم كنتم)، يروى بفتح الميم من (يوم) على انه مبنى، اذ هو مضاف اليه الفعل المبنى، و يروى بجرها بالاضافه، على اختلاف القولين فى علم العربيه.

ثم اختلفت الروايه فى قوله: (و الله ما اسمعكم) فروى بال
كاف و روى (اسمعهم)، و كذلك اختلفت الروايه فى قوله: (و ما اسماعكم اليوم بدون اسماعكم بالامس)، فروى هكذا، و روى (بدون اسماعهم)، فمن رواه بهاء الغيبه فى الموضعين فالكلام منتظم، لايحتاج الى تاويل، و من رواه بكاف الخطاب، قال: انه خاطب به من صحب النبى (ص) و شاهده و سمع خطابه، لان اصحاب على (ع) كانوا فريقين: صحابه و تابعين، و يعضد الروايه الاولى سياق الكلام.

و قوله: (و لا شقت لهم الابصار... الا و قد اعطيتم مثلها).

و اصفيتم به: منحتموه، من الصفى و هو ما يصطفيه الرئيس من المغنم لنفسه قبل القسمه، يقال: صفى و صفيه.

و خلاصه هذا الكلام ان جميع ما كان رسول الله (ص) قاله لاصحابه قد قلت مثله لكم، فاطاع اولئك و عصيتم انتم، و حالكم مساويه لحالهم.

قلت: لو ان مجيبا منهم يجيبه لامكن ان يقول له: المخاطبون و ان كانوا نوعا واحدا متساويا، الا ان المخاطب مختلف الحال، و ذلك لانك و ان كنت ابن عمه فى النسب و اخاه و لحمه و دمه، و فضائلك مشتقه من فضائله، و انت قبس من نوره و ثانيه على الحقيقه، و لا ثالث لكما، الا انك لم ترزق القبول الذى رزقه، و لاانفعلت نفوس الناس لك حسب انفعالها له، و تلك خاصيه النبوه التى امتاز بها عنك، فانه كان لايسمع ا
حد كلامه الا احبه و مال اليه، و لذلك كانت قريش تسمى المسلمين قبل الهجره الصباه، و يقولون: نخاف ان يصبو الوليد بن المغيره الى دين محمد (ص)، و لئن صبا الوليد و هو ريحانه قريش لتصبون قريش باجمعها.

و قالوا فيه: ما كلامه الا السحر، و انه ليفعل بالالباب فوق ما تفعل الخمر.

و نهوا صبيانهم عن الجلوس اليه لئلا يستميلهم بكلامه و شمائله، و كان اذا صلى فى الحجر و جهر يجعلون اصابعهم فى آذانهم خوفا ان يسحرهم و يستميلهم بقراءته و بوعظه و تذكيره، هذا هو معنى قوله تعالى: (جعلوا اصابعهم فى آذانهم و استغشوا ثيابهم).

و معنى قوله: (و اذا ذكرت ربك فى القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا) لانهم كانوا يهربون اذا سمعوه يتلو القرآن، خوفا ان يغير عقائدهم فى اصنامهم، و لهذا اسلم اكثر الناس بمجرد سماع كلامه و رويته و مشاهده روائه و منظره، و ما ذاقوه من حلاوه لفظه و سرى كلامه فى آذانهم، و ملك قلوبهم و عقولهم، حتى بذلوا المهج فى نصرته، و هذا من اعظم معجزاته (ع)، و هو القبول الذى منحه الله تعالى، و الطاعه التى جعلها فى قلوب الناس له، و ذلك على الحقيقه سر النبوه، الذى تفرد به (ص)، فكيف يروم اميرالمومنين من الناس ان يكونوا معه كما كان آباوهم و
اخوانهم مع النبى (ص)، مع اختلاف حال الرئيسين و تساوى الاثرين كما يعتبر فى تحققه تساوى حال المحلين، يعتبر فى حقيقته ايضا تساوى حال العلتين.

ثم نعود الى التفسير، قال: (و لقد نزلت بكم البليه)، اى المحنه العظيمه، يعنى فتنه معاويه و بنى اميه.

و قال: (جائلا خطامها)، لان الناقه اذا اضطرب زمامها استصعبت على راكبها، و يسمى الزمام خطاما لكونه فى مقدم الانف، و الخطم من كل دابه: مقدم انفها و فمها، و انما جعلها رخوا بطانها، لتكون اصعب على راكبها، لانه اذا استرخى البطان كان الراكب فى معرض السقوط عنها، و بطان القتب هو الحزام الذى يجعل تحت بطن البعير.

ثم نهاهم عن الاغترار بالدنيا و متاعها، و قال: انها ظل ممدود الى اجل معدود، و انما جعلها كالظل لانه ساكن فى راى العين، و هو متحرك فى الحقيقه، لايزال يتقلص، كما قال تعالى: (ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا) و هو اشبه شى ء باحوال الدنيا.

و قال بعض الحكماء: اهل الدنيا كركب سير بهم و هم نيام.

/ 614