خطبه 060-در باب خوارج - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 060-در باب خوارج

الشرح:

مراده ان الخوارج ضلوا بشبهه دخلت عليهم، و كانوا يطلبون الحق، و لهم فى الجمله تمسك بالدين، و محاماه عن عقيده اعتقدوها، و ان اخطئوا فيها، و اما معاويه فلم يكن يطلب الحق، و انما كان ذا باطل، لايحامى عن اعتقاد قد بناه على شبهه، و احواله كانت تدل على ذلك، فانه لم يكن من ارباب الدين، و لا ظهر عنه نسك، و لا صلاح حال، و كان مترفا يذهب مال الفى ء فى ماربه، و تمهيد ملكه، و يصانع به عن سلطانه، و كانت احواله كلها موذنه بانسلاخه عن العداله، و اصراره على الباطل، و اذا كان كذلك لم يجز ان ينصر المسلمون سلطانه، و تحارب الخوارج عليه و ان كانوا اهل ضلال، لانهم احسن حالا منه، فانهم كانوا ينهون عن المنكر، و يرون الخروج على ائمه الجور واجبا.

و عند اصحابنا ان الخروج على ائمه الجور واجب، و عند اصحابنا ايضا ان الفاسق المتغلب بغير شبهه يعتمد عليها لايجوز ان ينصر على من يخرج عليه ممن ينتمى الى الدين، و يامر بالمعروف، و ينهى عن المنكر، بل يجب ان ينصر الخارجون عليه و ان كانوا ضالين فى عقيده اعتقدوها بشبهه دينيه دخلت عليهم، لانهم اعدل منه، و اقرب الى الحق، و لاريب فى تلزم الخوارج بالدين، كما لاريب فى ان معاويه لم ي
ظهر عنه مثل ذلك.

عود الى اخبار الخوارج و ذكر رجالهم و حروبهم ذكر ابوالعباس المبرد فى الكتاب "الكامل" ان عروه بن اديه احد بنى ربيعه بن حنظله- و يقال انه اول من حكم- حضر حرب النهروان، و نجا فيها فيمن نجا، فلم يزل باقيا مده من خلافه معاويه، ثم اخذ فاتى به زياد و معه مولى له، فساله عن ابى بكر و عمر، فقال خيرا، فقال له:فما تقول فى عثمان و فى ابى تراب، فتولى عثمان ست سنين من خلافته، ثم شهد عليه بالكفر، و فعل فى امر على (ع) مثل ذلك الى ان حكم ثم شهد عليه بالكفر.

ثم ساله عن معاويه فسبه سبا قبيحا، ثم ساله عن نفسه، فقال:اولك لريبه، و آخرك لدعوه، و انت بعد عاص ربك.

فامر فضربت عنقه، ثم دعا مولاه، فقال:صف لى اموره، فقال:ااطنب ام اختصر؟ قال:بل اختصر، قال:ما اتيته بطعام فى نهار قط و لافرشت له فراشا فى ليل قط.

قال:و حدثت ان واصل بن عطاء اباحذيفه اقبل فى رفقه، فاحسوا بالخوارج، فقال واصل لاهل الرفقه:ان هذا ليس من شانكم فاعتزلوا، و دعونى و اياهم- و قد كانوا قد اشرفوا على العطب- فقالوا:شانك، فخرج اليهم، فقالوا:ما انت و اصحابك؟ فقال:قوم مشركون مستجيرون بكم، ليسمعوا كلام الله، و يفهموا حدوده، فقالوا:قد اجرناكم قال
:فعلمونا، فجعلوا يعلمونهم احكامهم، و واصل يقول:قد قبلت انا و من معى، قالوا:فامضوا مصاحبين فانكم اخواننا، فقال:ليس ذاك اليكم، قال الله و عز و جل:(و ان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله، ثم ابلغه مامنه).

فابلغونا مامننا.

فنظر بعضهم الى بعض، ثم قالوا:ذاك لكم، فساروا معهم بجمعهم، حتى ابلغوهم المامن.

و قال ابوالعباس:اتى عبدالملك بن مروان برجل من الخوارج، فبحثه فراى منه ما شاء فهما و علما، ثم بحثه فراى منه ما شاء ادبا و ذهنا، فرغب فيه، فاستدعاه الى الرجوع عن مذهبه، فرآه مستبصرا محققا، فزاده فى الاستدعاء، فقال:تغنيك الاولى عن الثانيه، و قد قلت و سمعت، فاسمع اقل، قال:قل، فجعل يبسط من قول الخوارج و يزين له من مذهبهم بلسان طلق، و الفاظ بينه، و معان قريبه.

فقال عبدالملك بعد ذلك على معرفته و فضله:لقد كاد يوقع فى خاطرى ان الجنه انما خلقت لهم، و انى اولى العباد بالجهاد منهم، ثم رجعت الى ما ثبت الله على من الحجه، و قرر فى قلبى من الحق، فقلت (له):الدنيا و الاخره لله، و قد سلطنا الله فى الدنيا، و مكن لنا فيها، و اراك لست تجيبنا الى ما نقول، و الله لاقتلنك ان لم تطع.

فانا فى ذلك، اذ دخل على بابنى مرو
ان.

قال ابوالعباس:و كان مروان اخا يزيد بن عبدالملك لامه، (امهما) عاتكه بنت يزيد بن معاويه، و كان ابيا عزيز النفس، فدخل به على ابيه فى هذا الوقت باكيا لضرب المودب اياه، فشق ذلك على عبدالملك، فاقبل عليه الخارجى و قال:(له):دعه يبك، فانه ارحب لشدقه، و اصح لدماغه، و اذهب لصوته، و احرى الا تابى عليه عينه اذا حضرته طاعه و استدعى عبرتها.

فاعجب ذلك من قوله عبدالملك، و قال له متعجبا:اما يشغلك ما انت فيه و يعرضك عن هذا؟ فقال:ما ينبغى ان يشغل المومن عن قول الحق شى ء، فامر بحبسه، و صفح عن قتله، و قال بعد معتذرا اليه:لولا ان تفسد بالفاظك اكثر رعيتى ما حبستك، ثم قال عبدالملك:لقد شككنى و وهمنى حتى مالت بى عصمه الله، و غير بعيد ان يستهوى من بعدى.

مرداس بن حدير قال ابوالعباس:و كان من المجتهدين من الخوارج البلجاء، و هى امراه من بنى حرام بن يربوع بن حنظله بن مالك بن زيد مناه بن تميم.

و كان مرداس بن حدير ابوبلال، احد بنى ربيعه بن حنظله ناسكا، تعظمه الخوارج، و كان كثير الصواب فى لفظه مجتهدا، فلقيه غيلان بن خرشه الضبى، فقال:يا ابابلال، انى سمعت الامير البارحه- يعنى عبيدالله بن زياد- يذكر البلجاء، و احسبها ستوخذ، فمضى
اليها ابوبلال فقال:ان الله قد وسع على المومنين فى التقيه فاستترى، فان هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك، قالت:ان ياخذنى فهو اشقى به، فاما انا فما احب ان يعنت انسان بسببى، فوجه اليها عبيدالله بن زياد، فاتى بها فقطع يديها و رجليها، و رمى بها فى السوق، فمر بها ابوبلال و الناس مجتمعون، فقال:ما هذا؟ قالوا:البلجاء، فعرج اليها فنظر ثم عض على لحيته، و قال لنفسه:لهذه اطيب نفسا من بقيه الدنيا منك يا مرداس.

قال:ثم ان عبيدالله اخذ مرداسا فحبسه، فراى صاحب السجن منه شده اجتهاده، و حلاوه منطقه، فقال له:انى ارى لك مذهبا حسنا، و انى لاحب ان اوليك معروفا، افرايتك ان تركتك تنصرف ليلا الى بيتك اتدلج الى؟ قال:نعم، فكان يفعل ذلك به.

و لج عبيدالله فى حبس الخوارج و قتلهم، و كلم فى بعضهم فابى و قال:اقمع النفاق قبل ان ينجم، لكلام هولاء اسرع الى القلوب من النار الى اليراع.

فلما كان ذات يوم قتل رجل من الخوارج رجلا من الشرطه، فقال ابن زياد:ما ادرى ما اصنع بهولاء! كلما امرت رجلا بقتل رجل منهم فتكوا بقاتله، لاقتلن من فى حبسى منهم.

و اخرج السجان مرداسا الى منزله كما كان يفعل، فاتى مرداسا الخبر، فلما كان فى السحر، تهيا للر
جوع الى السجن، فقال له اهله:اتق الله فى نفسك، فانك اذا رجعت قتلت، فابى و قال:و الله ما كنت لالقى الله غادرا، فرجع الى السجان، فقال:انى قد علمت ما عزم عليه صاحبك، قال:اعلمت، ثم جئت! قال ابوالعباس:و يروى ان مرداسا مر باعرابى يهنا بعيرا له، فهرج البعير، فسقط مرداس مغشيا عليه، فظن الاعرابى انه صرع، فقرا فى اذنه، فلما افاق قال له الاعربى:انى قرات فى اذنك، فقال مرداس:ليس بى ما خفته على، و لكنى رايت بعيرا هرج من القطران، فذكرت به قطران جهنم، فاصابنى ما رايت، فقال الاعرابى:لا جرم! و الله لاافارقك ابدا.

قال ابوالعباس:و كان مرداس قد شهد مع على (ع) صفين، ثم انكر التحكيم، و شهد النهروان، و نجا فيمن نجا، ثم حبسه ابن زياد، كما ذكرناه، و خرج من حبسه، فراى جد ابن زياد فى طلب الشراه، فعزم على الخروج، فقال لاصحابه:انه و الله ما يسعنا المقام مع هولاء الظالمين، تجرى علينا احكامهم، مجانبين للعدل، مفارقين للقصد، و الله ان الصبر على هذا لعظيم، و ان تجريد السيف و اخافه الناس لعظيم، و لكنا ننتبذ عنهم، و لانجرد سيفا، و لانقاتل الا من قاتلنا.

فاجتمع اليه اصحابه زهاء ثلاثين رجلا، منهم حريث بن حجل و كهمس بن طلق الصريمى، و اراد
وا ان يولوا امرهم حريثا فابى، فولوا امرهم مرداسا، فلما مضى باصحابه لقيه عبدالله بن رباح الانصارى- و كان له صديقا- فقال:يا اخى، اين تريد؟ قال:اريد ان اهرب بدينى و دين اصحابى من احكام هولاء الجوره، فقال:اعلم بكم احد؟ قال:لا، قال:فارجع، قال:او تخاف على نكرا؟ قال:نعم، و ان يوتى بك.

قال:لاتخف، فانى لااجرد سيفا، و لااخيف احدا، و لااقاتل الا من قاتلنى.

ثم مضى حتى نزل آسك، و هى ما بين رامهرمز و ارجان، فمر به مال يحمل الى ابن زياد، و قد قارب اصحابه الاربعين، فحط ذلك المال، و اخذ منه عطاءه و عطاء اصحابه، و رد الباقى على الرسل، و قال:قولوا لصاحبكم:انا قبضنا اعطياتنا، فقال بعض اصحابه:علام ندع الباقى؟ فقال:انهم يقيمون هذا الفى ء، كما يقيمون الصلاه فلا نقاتلهم على الصلاه.

قال ابوالعباس:و لابى بلال مرداس فى الخروج اشعار، اخترت منها قوله:ابعد ابن وهب ذى النزاهه و التقى و من خاض فى تلك الحروب المهالكا احب بقاء او ارجى سلامه و قد قتلوا زيد بن حصن و مالكا فيا رب سلم نيتى و بصيرتى وهب لى التقى حتى الاقى اولائكا قال ابوالعباس:ثم ان عبيدالله بن زياد، ندب جيشا الى خراسان، فحكى بعض من كان فى ذلك الجيش، قا
ل:مررنا باسك، فاذا نحن بهم سته و ثلاثن رجلا، فصاح بنا ابوبلال:اقاصدون لقتالنا انتم؟ قال:و كنت انا و اخى قد دخلنا زربا، فوقف اخى ببابه، فقال:السلام عليكم، فقال مرداس:و عليكم السلام، ثم قال لاخى:اجئتم لقتالنا؟ قال:لا، انما نريد خراسان، قال:فابلغوا من لقيتم انا لم نخرج لنفسد فى الارض، و لالنروع احدا، و لكن هربا من الظلم.

و لسنا نقاتل الا من يقاتلنا، و لاناخذ من الفى ء الا اعطياتنا، ثم قال:اندب لنا احد؟ قلنا:نعم، اسلم بن زرعه الكلابى، قال:فمتى ترونه يصل الينا؟ قلنا:يوم كذا و كذا، فقال ابوبلال:حسبنا الله و نعم الوكيل! قال ابوالعباس:و جهز عبيدالله بن زياد اسلم بن زرعه فى اسرع مده، و وجهه اليهم فى الفين، و قد تتام اصحاب مرداس اربعين رجلا، فلما صار اسلم اليهم صاح به ابوبلال:اتق الله يا اسلم، فانا لانريد فسادا فى الارض، و لانحتجر فيئا، فما الذى تريد؟ قال:اريد ان اردكم الى ابن زياد، قال:اذن يقتلنا، قال:و ان قتلكم! قال:تشرك فى دمائنا، قال:انى ادين بانه محق و انتم مبطلون، فصاح به حريث بن حجل:اهو محق، و هو يطيع الفجره، و هو احدهم، و يقتل بالظنه و يخص بالفى ء، و يجور فى الحكم! اما علمت انه قتل بابن سع
اد اربعه برآء، و انا احد قتلته، و قد وضعت فى بطنه دراهم كانت معه.

ثم حملوا على اسلم حمله رجل واحد، فانهزم هو و اصحابه من غير قتال، و كاد ياسره معبد احد الخوارج، فلما عاد الى ابن زياد غضب عليه غضبا شديدا، و قال ويلك! اتمضى فى الفين، فتهزم بهم من حمله اربعين! فكان اسلم يقول:لان يذمنى ابن زياد و انا حى، احب الى ان يمدحنى و انا ميت.

و كان اذا خرج الى السوق، او مر بصبيان صاحوا به:ابوبلال وراءك! و ربما صاحوا به:يا معبد خذه، حتى شكا الى ابن زياد، فامر الشرط ان يكفوا الناس عنه، ففى ذلك يقول عيسى بن فاتك، من بنى تيم اللات بن ثعلبه احد الخوارج:فلما اصبحوا صلوا و قاموا الى الجرد العتاق مسومينا فلما استجمعوا حملوا عليهم فظل ذوو الجعائل يقتلونا بقيه يومهم حتى اتاهم سواد الليل فيه يراوغونا يقول نصيرهم لما اتاهم فان القوم ولو اهاربينا االفا مومن فيكم زعمتم و يهزمكم باسك اربعونا كذبتم ليس ذاك كما زعمتم و لكن الخوارج مومنونا هم الفئه القليله غير شك على الفئه الكثيره ينصرونا قال ابوالعباس:اما قول حريث بن حجل:(اما علمت انه قتل بابن سعاد اربعه برآء و انا احد قتلته)، فابن سعاد هو المثلم بن مسروح
الباهلى، و سعاد اسم امه، و كان من خبره انه ذكر لعبيدالله بن زياد رجل من سدوس، يقال له خالد بن عباد، او ابن عباده، و كان من نساك الخوارج، فوجه اليه فاخذه، فاتاه رجل من آل ثور فكذب عنه و قال:هو صهرى و فى ضمنى، فخلى عنه، فلم يزل الرجل يتفقده حتى تغيب، فاتى ابن زياد فاخبره، فلم يزل يبعث الى خالد بن عباد حتى ظفر به، فاخذه، فقال:اين كنت فى غيبتك هذه؟ قال:كنت عند قوم يذكرون الله و يسبحونه، و يذكرون ائمه الجور، فيتبرءون منهم.

قال:ادللنى عليهم، قال:اذن يسعدوا و تشقى، و لم اكن لاروعهم، قال:فما تقول فى ابى بكر و عمر؟ فقال:خيرا، قال:فما تقول فى عثمان و فى معاويه، اتتولاهما؟ فقال:ان كانا وليين لله فلست معاديهما، فاراغه مرارا ليرجع عن قوله فلم يفعل، فعزم على قتله، فامر باخراجه الى رحبه تعرف برحبه الرسى و قتله بها، فجعل الشرطه يتفادون من قتله و يروغون عنه توقيا لانه كان متقشفا عليه اثر العباده، حتى اتى المثلم بن مسروح الباهلى، و كان من الشرطه، فتقدم فقتله، فائتمر به الخوارج ان يقتلوه، و كان مغرما باللقاح يتبعها، فيشتريها من مظانها، و هم فى تفقده، فدسوا اليه رجلا فى هيئه الفتيان عليه ردع زعفران، فلقيه بالمربد و هو
يسال عن لقحه صفى، فقال له الفتى:ان كنت تبتغى فعندى ما يغنيك عن غيره، فامض معى.

فمضى المثلم معه على فرسه، يمشى الفتى امامه حتى اتى به بنى سعد، فدخل دارا، و قال له:ادخل على فرسك، فلما دخل و توغل فى الدار اغلق الباب، و ثارت به الخوارج، فاعتوره حريث بن حجل و كهمس بن طلق الصريمى، فقتلاه، و جعلا دراهم كانت معه فى بطنه، و دفناه فى ناحيه الدار، و حكا آثار الدم و خليا فرسه فى الليل، فاصيب فى الغد فى المربد و تجسس عنه الباهليون، فلم يروا له اثرا، فاتهموا بنى سدوس به، فاستعدوا عليهم السلطان، و جعل السدوسيه يحلفون، فتحامل ابن زياد مع الباهليين، فاخذ من السدوسيين اربع ديات، و قال:ما ادرى ما اصنع بهولاء الخوارج! كلما امرت بقتل رجل اغتالوا قاتله.

فلم يعلم بمكان المثلم حتى خرج مرداس و اصحابه، فلما واقفهم ابن زرعه الكلابى صاح بهم حريث، و قال:اهاهنا من ياهله احد؟ قالوا:نعم، قال:يا اعداء الله، اخذتم للمثلم من بنى سدوس اربع ديات، و انا قتلته، و جعلت دراهم كانت معه فى بطنه، و هو فى موضع كذا مدفون، فلما انهزم ابن زرعه و اصحابه صاروا الى الدار، فاصابوا اشلاءه، ففى ذلك يقول ابوالاسود:و آليت لااغدو الى رب لقحه اساومه حتى يئ
وب المثلم قال ابوالعباس:فاما ما كان من مرداس، فان عبيدالله بن زياد ندب اليه الناس، فاختار عباد بن اخضر المازنى- و ليس بابن اخضر، بل هو عباد بن علقمه المازنى و كان اخضر زوج امه، و غلب عليه- فوجهه الى مرداس و اصحابه فى اربعه آلاف فارس، و كانت الخوارج قد تنحت من موضعها، بدر ابجرد من ارض فارس، فصار اليهم عباد، فكان التقاوهم فى يوم جمعه، فناداه ابوبلال:اخرج الى يا عباد، فانى اريد ان احاورك، فخرج اليه، فقال:ما الذى تبغى؟ قال:ان آخذ باقفيتكم فاردكم الى الامير عبيدالله بن زياد، قال:او غير ذلك؟ ان نرجع، فانا لانخيف سبيلا، و لانذعر مسلما، و لانحارب الا من يحاربنا، و لانجبى الا ما حمينا.

فقال عباد:الامر ما قلت لك، فقال له حريث بن حجل:اتحاول ان ترد فئه من المسلمين الى جبار عنيد ضال! فقال لهم:انتم اولى بالضلال منه، و ما من ذاك من بد.

قال:و قدم القعقاع بن عطيه الباهلى من خراسان، يريد الحج، فلما راى الجمعين قال:ما هذا؟ قالوا:الشراه، فحمل عليهم و نشبت الحرب بينهم، فاخذت الخوارج القعقاع اسيرا، فاتوا به ابابلال، فقال له:من انت؟ قال:ما انا من اعدائك، انما قدمت للحج، فحملت و غررت، فاطلقه، فرجع الى عباد و اصلح من ش
انه، و حمل على الخوارج ثانيه، و هو يقول:اقاتلهم و ليس على بعث نشاطا ليس هذا بالنشاط اكر على الحروريين مهرى لاحملهم على وضح الصراط فحمل عليه حريت بن حجل السدوسى و كهمس بن طلق الصريمى، فاسراه و قتلاه، و لم ياتيا به ابابلال.

و لم يزل القوم يجتلدون حتى جاء وقت صلاه الجمعه، فناداهم ابوبلال:يا قوم، هذا وقت الصلاه، فوادعونا حتى نصلى و تصلوا، قالوا:لك ذاك، فرمى القوم اجمعون باسلحتهم، و عمدوا للصلاه، فاسرع عباد و من معه و قضوا صلاتهم، و الحروريه مبطئون، فيهم ما بين راكع و ساجد، و قائم فى الصلاه و قاعد، حتى مال عليهم عباد و من معه، فقتلوهم جميعا، و اتى براس ابى بلال.

قال:و يرى الشراه ان مرداسا ابابلال لما عقد على اصحابه، و عزم على الخروج رفع يديه، فقال:اللهم ان كان ما نحن فيه حقا فارنا آيه، فرجف البيت.

/ 614