خطبه 229-در بيان پيشامدها
الشرح الاماميه تقول: هذه العده هم الائمه الاحد عشر من ولده (ع).و غيرهم يقول: انه عنى الابدال الذين هم اولياء الله فى الارض، و قد تقدم منا ذكر القطب و الابدال، و اوضحنا ذلك ايضاحا جليا.قوله (ع): (اسماوهم فى السماء معروفه)، اى تعرفها الملائكه المعصومون، اعلمهم الله تعالى باسمائهم.و فى الارض مجهوله، اى عند الاكثرين لاستيلاء الضلال على اكثر البشر.ثم خرج الى مخاطبه اصحابه على عادته فى ذكر الملاحم و الفتن الكائنه فى آخر زمان الدنيا، فقال لهم: توقعوا ما يكون من ادبار اموركم، و انقطاع وصلكم- جمع وصله- و استعمال صغاركم، اى يتقدم الصغار على الكبار، و هو من علامات الساعه.قال: ذاك حيث يكون احتمال ضربه السيف على المومن اقل مشقه من احتمال المشقه فى اكتساب درهم حلال، و ذلك لان المكاسب تكون قد فسدت و اختلطت، و غلب الحرام الحلال فيها.قوله: (ذاك حيث يكون المعطى اعظم اجرا من المعطى)، معناه ان اكثر من يعطى و يتصدق فى ذلك الزمان يكون ماله حراما فلا اجر له فى التصدق به، ثم اكثرهم يقصد الرياء و السمعه بالصدقه او لهوى نفسه، او لخطره من خطراته، و لا يفعل الحسن لانه حسن، و لا الواجب لوجوبه، فتكون اليد السفلى خيرامن اليد العليا، عكس ما ورد فى الاثر، و اما المعطى فانه يكون فقيرا ذا عيال، لا يلزمه ان يبحث عن المال احرام هو ام حلال! فاذا اخذه ليسد به خلته، و يصرفه فى قوت عياله، كان اعظم اجرا ممن اعطاه.و قد خطر لى فيه معنى آخر، و هو ان صاحب المال الحرام انما يصرفه فى اكثر الاحوال و اغلبها فى الفساد و ارتكاب المحظور كما قال: (من اكتسب مالا من نهاوش، اذهبه الله فى نهابر).فاذا اخذه الفقير منه على وجه الصدقه فقد فوت عليه صرفه فى تلك القبائح و المحضورات التى كان بعرضته صرف ذلك القدر فيها لو لم ياخذه الفقير، فاذا قد احسن الفقير اليه بكفه عن ارتكاب القبيح، و من العصمه الا يقدر فكان المعطى اعظم اجرا من المعطى.قوله (ع): (ذاك حيث تسكرون من غير شراب، بل من النعمه)، بفتح النون، و هى غضاره العيش، و قد قيل فى المثل: سكر الهوى اشد من سكر الخمر.قال: (تحلفون من غير اضطرار)، اى تتهاونون باليمين و بذكر الله عز و جل.قال: (و تكذبون من غير احراج)، اى يصير الكذب لكم عاده و دربه، لا تفعلونه لان آخر منكم قد احرجكم و اضطركم بالغيظ الى الحلف.و روى من غير (احواج) بالواو، اى من غير ان يحوجكم اليه احد.قال: ذلك اذا عضكم البلاء كما يعض القتب غار
ب ال#عير.هذا الكلام غير متصل بما قبله، و هذه عاده الرضى رحمه الله يلتقط الكلام التقاطا، و لا يتلو بعضه بعضا، و قد ذكرنا هذه الخطبه او اكثرها فيما تقدم من الاجزاء الاول، و قبل هذا الكلام ذكر ما يناله شيعته من البوس و القنوط و مشقه انتظار الفرج.قوله (ع): (ما اطول هذا العناء، و ابعد هذا الرجاء)! هذا حكايه كلام شيعته و اصحابه.ثم قال مخاطبا اصحابه الموجودين حوله: ايها الناس، القوا هذه الازمه التى تحمل ظهورها الاثقال عن ايديكم.هذه كنايه عن النهى عن ارتكاب القبيح و ما يوجب الاثم و العقاب.و الظهور هاهنا: هى الابل انفسها.و الاثقال: الماثم.و القاء الازمه: ترك اعتماد القبيح، فهذا عمومه، و اما خصوصه فتعريض بما كان عليه اصحابه من الغدر و مخامره العدو عليه، و اضمار الغل و الغش له، و عصيانه و التلوى عليه، و قد فسره بما بعده فقال: (و لاتصدعوا عن سلطانكم) اى لاتفرقوا، (فتذموا غب فعالكم)، اى عاقبته.ثم نهاهم عن اقتحام مااستقبلوه من فور نار الفتنه و فور النار: غليانها و احتدامها، و يروى: (مااستقبلكم).ثم قال: (و اميطوا عن سننها) اى تنحوا عن طريقها، و خلوا قصد السبيل لها، اى دعوها تسلك طريقها و لا تقفوا لها فيه فتكونوا ح
طبا لنارها.ثم ذكر انه قد يهلك المومن فى لهبها، و يسلم فيه الكافر، كما قيل: المومن ملقى و الكافر موقى.ثم ذكر ان مثله فيهم كالسرج يستضى ء بها من ولجها، اى دخل فى ضوئها.و آذان قلوبكم، كلمه مستعاره، جعل للقلب آذانا كما جعل الشاعر للقلوب ابصارا، فقال: يدق على النواظر ما اتاه فتبصره بابصار القلوب