خطبه 108-توانايى خداوند - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 108-توانايى خداوند

الشرح:

قال: كل شى ء خاضع لعظمه الله سبحانه، و كل شى ء قائم به، و هذه هى صفته الخاصه، اعنى كونه غنيا عن كل شى ء، و لاشى ء من الاشياء يغنى عنه اصلا.

ثم قال: (غنى كل فقير، و عز كل ذليل، و قوه كل ضعيف، و مفزع كل ملهوف).

جاء فى الاثر: من اعتز بغير الله ذل، و من تكثر بغير الله قل، و كان يقال: ليس فقيرا من استغنى بالله.

و قال الحسن: وا عجبا للوط نبى الله! قال: (لو ان لى بكم قوه او آوى الى ركن شديد)، اتراه اراد ركنا اشد و اقوى من الله! و استدل العلماء على ثبوت الصانع سبحانه بما دل عليه فحوى قوله (ع): (و مفزع كل ملهوف)، و ذلك ان النفوس ببدائهها تفزع عند الشدائد و الخطوب الطارقه الى الالتجاء الى خالقها و بارئها، الا ترى راكبى السفينه عند تلاطم الامواج، كيف يجارون اليه سبحانه اضطرارا لا اختيارا، فدل ذلك على ان العلم به مركوز فى النفس، قال سبحانه: (و اذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون الا اياه).

ثم قال (ع): (من تكلم سمع نطقه، و من سكت علم سره)، يعنى انه يعلم ما ظهر و ما بطن.

ثم قال: (و من عاش فعليه رزقه، و من مات فاليه منقلبه)، اى هو مدبر الدنيا و الاخره، و الحاكم فيهما.

ثم انتقل عن الغيبه الى الخطاب، فق
ال (لم ترك العيون).

(فصل فى الكلام على الالتفات) و اعلم ان باب الانتقال من الغيبه الى الخطاب، و من الخطاب الى الغيبه باب كبير من ابواب علم البيان، و اكثر ما يقع ذلك اذا اشتدت عنايه المتكلم بذلك المعنى المنتقل اليه، كقوله سبحانه: (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) فاخبر عن غائب، ثم انتقل الى خطاب الحاضر فقال: (اياك نعبد و اياك نستعين)، قالوا: لان منزله الحمد دون منزله العباده، فانك تحمد نظيرك و لاتعبده، فجعل الحمد للغائب و جعل العباده لحاضر يخاطب بالكاف، لان كاف الخطاب اشد تصريحا به سبحانه من الاخبار بلفظ الغيبه.

قالوا: و لما انتهى الى آخر السوره، قال: (صراط الذين انعمت عليهم)، فاسند النعمه الى مخاطب حاضر، و قال فى الغضب: (غير المغضوب عليهم)، فاسنده الى فاعل غير مسمى و لا معين، و هو احسن من ان يكون قال: (لم تغضب عليهم)، و فى النعمه: (الذين انعم عليهم).

و من هذا الباب قوله تعالى: (و قالوا اتخذ الرحمن ولدا) فاخبر ب (قالوا) عن غائبين، ثم قال: (لقد جئتم شيئا ادا)، فاتى بلفظ الخطاب استعظاما للامر كالمنكر على قوم حاضرين عنده.

و من الانتقال عن الخطاب الى الغيبه قوله تعالى: (هو الذى يسيركم فى الب
ر و البحر حتى اذا كنتم فى الفلك و جرين بهم بريح طيبه و فرحوا بها جاءتها ريح عاصف) الايه.

و فائده ذلك انه صرف الكلام من خطاب الحاضرين الى اخبار قوم آخرين بحالهم، كانه يعدد على اولئك ذنوبهم و يشرح لهولاء بغيهم و عنادهم، الحق و يقبح عندهم ما فعلوه، و يقول: الا تعجبون من حالهم كيف دعونا، فلما رحمناهم، و استجبنا دعاءهم، عادوا الى بغيهم! و هذه الفائده لو كانت الايه كلها على صيغه خطاب الحاضر مفقوده.

قال (ع): ما راتك العيون فتخبر عنك، كما يخبر الانسان عما شاهده، بل انت ازلى قديم موجود قبل الواصفين لك.

فان قلت: فاى منافاه بين هذين الامرين، اليس من الممكن ان يكون سبحانه قبل الواصفين له، و مع ذلك يدرك بالابصار اذا خلق خلقه، ثم يصفونه راى عين! قلت: بل هاهنا منافاه ظاهره، و ذلك لانه اذا كان قديما لم يكن جسما و لاعرضا، و ما ليس بجسم و لاعرض تستحيل رويته، فيستحيل ان يخبر عنه على سبيل المشاهده.

ثم ذكر (ع) انه لم يخلق الخلق لاستيحاشه و تفرده، و لااستعملهم بالعباده لنفعه، و قد تقدم شرح هذا.

ثم قال: لاتطلب احدا فيسبقك، اى يفوتك و لايفلتك من اخذته.

فان قلت: اى فائده فى قوله: (و لايفلتك من اخذته)، لان عدم الافلات هو الاخذ، فكانه
قال: لايفلتك من لم يفلتك! قلت: المراد ان من اخذت لايستطيع ان يفلت، كما يستطيع الماخوذون مع ملوك الدنيا ان يفلتوا بحيله من الحيل.

فان قلت: افلت فعل لازم، فما باله عداه؟ قلت: تقدير الكلام: (لايفلت منك) فحذف حرف الجر، كما قالوا: (استجبتك) اى استجبت لك، قال: فلم يستجبه عند ذاك مجيب و قالوا: استغفرت الله الذنوب، اى من الذنوب، و قال الشاعر: استغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد اليه الوجه و العمل قوله (ع): و لايريد امرك من سخط قضاءك، و لايستغنى عنك من تولى عن امرك، تحته سر عظيم، و هو قول اصحابنا فى جواب قول المجبره: لو وقع منا مالا يريده لاقتضى ذلك نقصه: انه لا نقص فى ذلك، لانه لايريد الطاعات منا اراده قهر و الجاء، و لو ارادها اراده قهر لوقعت و غلبت ارادته ارادتنا، و لكنه تعالى اراد منا ان نفعل نحن الطاعه اختيارا، فلايدل عدم وقوعها منا على نقصه و ضعفه، كما لايدل بالاتفاق بيننا و بينكم عدم وقوع ما امر به على ضعفه و نقصه.

ثم قال (ع): (كل سر عندك علانيه)، اى لايختلف الحال عليه فى الاحاطه بالجهر و السر، لانه عالم لذاته و نسبه ذاته الى كل الامور واحده.

ثم قال: (انت الابد فلا امد لك)، هذا كلام علوى شريف، لايفهمه ال
ا الراسخون فى العلم، و فيه سمه من قول النبى (ص): (لاتسبوا الدهر، فان الدهر هو الله)، و فى مناجاه الحكماء لمحه منه ايضا، و هو قولهم: (انت الازل السرمد، و انت الابد الذى لاينفد)، بل قولهم: (انت الابد الذى لاينفد)، هو قوله: (انت الابد فلا امد لك)، بعينه، و نحن نشرحه هاهنا على موضوع هذا الكتاب، فانه كتاب ادب لا كتاب نظر، فنقول: ان له فى العربيه محملين: احدهما ان المراد ب: ه انت ذو الابد، كما قالوا: رجل خال، اى ذو خال، و الخال الخيلاء، و رجل داء، اى به داء، و رجل مال، اى ذو مال.

و المحمل الثانى، انه لما كان الازل و الابد لاينفكان عن وجوده سبحانه جعله (ع)، كانه احدهما بعينه، كقولهم: انت الطلاق، لما اراد المبالغه فى البينونه جعلها كانها الطلاق نفسه، و مثله قول الشاعر: فان المندى رحله فركوب و قال ابوالفتح فى "الدمشقيات" استدل ابوعلى على صرف (منى) للموضع المخصوص، بانه مصدر (منى يمنى)، قال: فقلت له: اتستدل بهذا على انه مذكر، لان المصدر الى التذكير! فقال: نعم، فقلت: فما تنكر الا يكون فيه دلاله عليه، لانه لاينكر ان يكون مذكر سمى به البقعه المونثه، فلاينصرف، كامراه سميتها بحجر و جبل و شبع و معى، فقال: انما ذهبت الى ذلك
، لانه جعل كانه المصدر بعينه، لكثره ما يعانى فيه ذلك.

فقلت: الان نعم.

و من هذا الباب قوله: فانما هى اقبال و ادبار و قوله: و هن من الاخلاف قبلك و المطل و قوله: (فلا منجى منك الا اليك) قد اخذه الفرزدق فقال لمعاويه: اليك فررت منك و من زياد و لم احسب دمى لكما حلالا ثم استعظم و استهول خلقه الذى يراه، و ملكوته الذى يشاهده، و استصغر و استحقر ذلك، بالاضافه الى قدرته تعالى، و الى ما غاب عنا من سلطانه.

ثم تعجب من سبوغ نعمه تعالى فى الدنيا، و استصغر ذلك بالنسبه الى نعم الاخره، و هذا حق لانه لا نسبه للمتناهى الى غير المتناهى.

/ 614