شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 266
نمايش فراداده

خطبه 093-در فضل رسول اكرم

الشرح:

البركه: كثره الخير و زيادته، و تبارك الله منه، و بركت، اى دعوت بالبركه، و طعام بريك اى مبارك.

و يقال: بارك الله لزيد و فى زيد و على زيد، و بارك الله زيدا، يتعدى بنفسه، و منه قوله تعالى: (ان بورك من فى النار).

و يحتمل (تبارك الله) معنيين: احدهما ان يراد: تبارك خيره و زادت نعمته و احسانه، و هذا دعاء.

و ثانيهما ان يراد به: تزايد و تعال فى ذاته و صفاته عن ان يقاس به غيره، و هذا تمجيد.

قوله (ع): (لايبلغه بعد الهمم) اى بعد الافكار و الانظار، عبر عنها بالهمم لمشابهتها اياها.

و حدس الفطن: ظنها و تخمينها، حدست احدس، بالكسر.

و يسال عن قوله: (لا غايه له فينتهى، و لا آخر له فينقضى)، فيقال: انما تدخل الفاء فيما اذا كان الثانى غير الاول، و كقولهم: ما تاتينا فتحدثنا، و ليس الثانى هاهنا غير الاول، لان الانقضاء هو الاخريه بعينها، فكانه قال: لا آخر له، فيكون له آخر، و هذا لغو، و كذلك القول اللفظه فى الاولى.

و ينبغى ان يقال فى الجواب: ان المراد: لاآخر له بالامكان و القوه فينقضى بالفعل فيما لايزال: و لا هو ايضا ممكن الوجود فيما مضى، فيلزم ان يكون وجوده مسبوقا بالعدم، و هو معنى قوله: (فينتهى) بل هو واجب ال وجود فى حالين: فيما مضى و فى المستقبل، و هذان مفهومان متغايران، و هما العدم و امكان العدم، فاندفع الاشكال.

الشرح:

تناسختهم، اى تناقلتهم، و التناسخ فى الميراث: ان يموت ورثه بعد ورثه، و اصل الميراث قائم لم يقسم، كان ذلك تناقل من واحد الى آخر، و منه: نسخت الكتاب و انتسخته و استنسخته، اى نقلت ما فيه.

و يروى (تناسلتهم).

و السلف: المتقدمون، و الخلف: الباقون، و يقال: خلف صدق بالتحريك، و خلف سوء بالتسكين.

و افضت كرامه الله الى محمد (ص)، اى انتهت.

و الارومات: جمع ارومه و هى الاصل، و يقال اروم بغير هاء: و صدع: شق، و انتجب، اصطفى.

و الاسره: رهط الرجل.

و قوله، (نبتت فى حرم) يجوز ان يعنى به مكه، و يجوز ان يعنى به المنعه و العز.

و بسقت: طالت.

و معنى قوله: (و ثمر لاينال) ليس على ان يريد به ان ثمرها لاينتفع به، لان ذلك ليس، بمدح بل يريد به ان ثمرها لاينال قهرا، و لا يجنى غصبا.

و يجوز ان يريد بثمرها نفسه (ع)، و من يجرى مجراه من اهل البيت (ع)، لانهم ثمره تلك الشجره.

و لاينال، اى لاينال مساعيهم و ماثرهم و لا يباريهم احد، و قد روى فى الحديث عن النبى (ص) فى فضل قريش و بنى هاشم الكثير المستفيض، نحو قوله (ع): (قدموا قريشا و لاتقدموها)، و قوله: (الائمه من قريش)، و قوله: (ان الله اصطفى من العرب معدا، و اصطفى من معد بنى الن ضر بن كنانه، و اصطفى هاشما من بنى النضر، و اصطفانى من بنى هاشم)، و قوله: (ان جبرائيل (ع) قال لى: يا محمد قد طفت الارض شرقا و غربا فلم اجد فيها اكرم منك، و لا بيتا اكرم من بنى هاشم، و قوله، (نقلنا من الاصلاب الطاهره الى الارحام الزكيه)، و قوله (ع): (ان الله تعالى لم يمسسنى بسفاح فى ارومتى منذ اسماعيل بن ابراهيم الى عبدالله ابن عبدالمطلب)، و قوله (ص): (ساده اهل محشر، ساده اهل الدنيا: انا و على و حسن و حسين و حمزه و جعفر)، و قوله و قد سمع رجلا ينشد: يا ايها الرجل المحول رحله هلا نزلت بال عبد الدار؟ اهكذا قال يا ابابكر؟ منكرا لما سمع، فقال ابوبكر: لا يا رسول الله، انه لم يقل هكذا و لكنه قال: يا ايها الرجل المحول رحله هلا نزلت بال عبد مناف عمرو العلى هشم الثريد لقومه و رجال مكه مسنتون عجاف فسر (ص) بذلك، و قوله: (اذل الله من اذل قريشا)، قالها ثلاثا، و كقوله: (انا النبى لا كذب، انا ابن عبدالمطلب) و كقوله: (الناس تبع لقريش، برهم لبرهم، و فاجرهم لفاجرهم)، و كقوله: (انا ابن الاكرمين)، و قوله لبنى هاشم: (و الله لايبغضكم احد الا اكبه الله على منخريه فى النار)، و قوله: (ما بال رجال يزعمون ان قرابتى غير نافعه!بلى انها لنافعه، و انه لايبغض احد اهلى الا حرمه الله الجنه).

و الاخبار الوارده فى فضائل قريش و بنى هاشم و شرفهم كثيره جدا، و لانرى الاطاله هاهنا باستقصائها.

و سطع الصبح يسطع سطوعا، اى ارتفع، و السطيع: الصبح.

و الزند: العود تقدح به النار، و هو الاعلى، و الزنده: السفلى فيها ثقب، و هى الانثى، فاذا اجتمعا قيل: زندان و لم يقل: (زندتان)، تغليبا للتذكير، و الجمع زناد و ازند و ازناد.

و القصد: الاعتدال.

و كلامه الفصل، اى الفاصل، و الفارق بين الحق و الباطل و هو مصدر بمعنى الفاعل، كقولك: رجل عدل، اى عادل.

و الهفوه: الزله، هفا يهفو.

و الغباوه: الجهل و قله الفطنه، يقال: غبيت عن الشى ء و غبيت الشى ء ايضا، اغبى غباوه اذا لم يفطن له، و غبى على الشى ء كذلك، اذا لم تعرفه، و فلان غبى على (فعيل)، اى قليل الفطنه.