شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قوله (ع): (اذا قلصت حربكم) يروى بالتشديد و بالتخفيف، و يروى: (عن حربكم)، فمن رواه مشددا اراد انضمت و اجتمعت، و ذلك لانه يكون اشد لها و اصعب من ان تتفرق فى مواطن متباعده، الا ترى ان الجيوش اذا اجتم
عت كلها و اصطدم الفيلقان، كان الامر اصعب و افظع من ان تكون كل كتيبه من تلك الجيوش تحارب كتيبه اخرى فى بلاد متفرقه متباعده! و ذلك لان اصطدام الفيلقين باجمعهما هو الاستئصال الذى لاشوى له و لا بقيا بعده.

و من رواها بالتخفيف اراد كثرت و تزايدت، من قولهم: قلصت البئر، اى ارتفع ماوها الى راسها او دونه، و هو ماء قالص و قليص، و من روى: (اذا قلصت عن حربكم) اراد اذا قلصت كرائه الامور و حوازب الخطوب عن حربكم، اى انكشفت عنها، و المضارع من قلص يقلص، بالكسر.

قوله: (و شمرت عن ساق)، استعاره و كنايه، يقال للجاد فى امره: قد شمر عن ساق، و ذلك لان سبوغ الذيل معثره.

و يمكن ان يجرى اللفظ على حقيقته، ذلك ان قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) فسروه فقالوا: الساق: الشده، فيكون قد اراد بقوله: (و شمرت عن ساق)، اى كشفت عن شده و مشقه.

ثم قال: (تستطيلون ايام البلاء)، و ذلك لان ايام البوس طويله، قال الشاعر: فايام الهموم مقصصات و ايام السرور تطير طيرا و قال ابوتمام: ثم انبرت ايام هجر اردفت بجوى اسى فكانها اعوام
قوله (ع): (ان الفتن اذا اقبلت شبهت)، معناه ان الفتن عند اقبالها و ابتداء حدوثها، يلتبس امرها و لايعلم الحق منها من الباطل، الى ان تنقضى و تدبر، فحينئذ ينكشف حالها، و يعلم ما كان مشتبها منها.

ثم اكد (ع) هذا المعنى بقوله: (ينكرن مقبلات، و يعرفن مدبرات)، و مثال ذلك فتنه الجمل، و فتنه الخوارج، كان كثير من الناس فيها فى مبدا الامر متوقفين، و اشتبه عليهم الحال، و لم يعلموا موضع الحق الى ان انقضت الفتنه، و وضعت الحرب اوزارها، و بان لهم صاحب الضلاله من صاحب الهدايه.

ثم وصف الفتن، فقال: انها تحوم حوم الرياح، يصبن بلدا، و يخطئن بلدا.

حام الطائر و غيره حول الشى ء، يحوم حوما و حومانا، اى دار.

ثم ذكر ان اخوف ما يخاف عليهم فتنه بنى اميه.

و معنى قوله (عمت خطتها، و خصت بليتها)، انها عمت الناس كافه من حيث كانت رياسه شامله لكل احد.

و لكن حظ اهل البيت (ع) و شيعتهم من بليتها اعظم، و نصيبهم فيها اوفر.

و معنى قوله: (و اصاب البلاء من ابصر فيها، و اخطا البلاء من عمى عنها)، ان العالم بارتكابهم المنكر ماثوم اذ لم ينكر، و الجاهل بذلك لا اثم عليه اذا لم ينههم عن المنكر، لان من لايعلم المنكر منكرا لايلزمه انكاره، و لا يعنى با
لمنكر هاهنا ما كان منكرا من الاعتقادات، و لا ما يتعلق بالامانه، بل الزنا و شرب الخمر و نحوهما من الافعال القبيحه.

فان قلت: اى فرق بين الامرين؟ قلت: لان تلك يلحق الاثم من لايعلمها اذا كان متمكنا من العلم بها، و هذه لايجب انكارها الا مع العلم بها، و من لايعلمها لايلحقه الاثم اذا كان متمكنا من العلم بها، فافترق الموضوعان.

ثم اقسم (ع) فقال: (و ايم الله)، و اصله: و ايمن الله، و اختلف النحويون فى هذه الكلمه فعند الاكثرين منهم ان الفها الف وصل، و ان (ايمن) اسم وضع للقسم هكذا بالف وصل، و بضم الميم و النون، قالوا: و لم يات فى الاسماء الف وصل مفتوحه غيرها، و تدخل عليها اللام لتاكيد الابتداء، فتقول: ليمن الله فتذهب الالف، قال الشاعر: فقال فريق القوم لما نشدتهم نعم، و فريق ليمن الله ما ندرى و هذا الاسم مرفوع بالابتداء و خبره محذوف، و التقدير ليمن الله قسمى، فاذا خاطبت قلت (ليمنك)، و فى حديث عروه بن الزبير: (ليمنك لئن كنت ابتليت، لقد عافيت، و لئن كنت اخذت لقد ابقيت).

و تحذف نونه فيصير (ايم الله) بالف وصل مفتوحه و قد تكسر، و ربما حذفوا الياء، فقالوا: (ام الله)، و ربما ابقوا الميم وحدها مضمومه، فقالوا: (م الله)، و قد ي
كسرونها لما صارت حرفا شبهوها بالباء، و ربما قالوا (من الله) بضم الميم و النون: (و من الله) بكسرهما: (و من الله) بفتحهما، و ذهب ابوعبيد و ابن كيسان و ابن درستويه الى ان (ايمن) جمع يمين، و الالف همزه قطع، و انما خففت و طرحت فى الوصل لكثره الاستعمال، قالوا: و كانت العرب تحلف باليمين فتقول: يمين الله لاافعل، قال امرو القيس: فقلت يمين الله ابرح قاعدا و لو قطعوا راسى لديك و اوصالى قالوا: و اليمين تجمع على (ايمن)، قال زهير: فتجمع ايمن منا و منكم بمقسمه تمور بها الدماء ثم حلفوا به، فقالوا: ايمن الله، ثم كثر فى كلامهم و خف على السنتهم، حتى حذفوا منه النون كما حذفوا فى قوله (لم يكن) فقالوا (لم يك).

فاقسم (ع) لاصحابه انهم سيجدون بنى اميه بعده لهم ارباب سوء، و صدق صلوات الله عليه فيما قال، فانهم ساموهم سوء العذاب قتلا و صلبا، و حبسا و تشريدا فى البلاد.

ثم شبه بنى اميه بالناب الضروس، و الناب: الناقه المسنه، و الجمع نيب، تقول: لاافعله ما حنت النيب، و الضروس: السيئه الخلق تعض حالبها.

و تعذم بفيها: تكدم، و العذم: الاكل بجفاء، و فرس عذوم: يعض باسنانه.

و الزبن: الدفع، زبنت الناقه تزبن، اذا ضربت بثفناتها عند الحلب، تدف
ع الحالب عنها.

و الدر: اللبن، و فى المثل: (لادر دره) الاصل (لبنه)، ثم قيل لكل خير، و ناقه درور، اى كثيره اللبن.

ثم قال: لايزالون بكم قتلا و افناء لكم حتى لايتركوا منكم الا من ينفعهم ابقاوه، او لايضرهم و لاينفعهم، قال: حتى يكون انتصار احدكم منهم كانتصار العبد من مولاه، اى لا انتصار لكم منهم، لان العبد لاينتصر من مولاه ابدا.

و قد جاء فى كلامه (ع) فى غير هذا الموضع تتمه هذا المعنى: (ان حضر اطاعه، و ان غاب سبعه)، اى ثلبه و شتمه، و هذه اماره الذل، كما قال ابوالطيب: ابدو فيسجد من بالسوء يذكرنى و لا اعاتبه صفحا و اهوانا و هكذا كنت فى اهلى و فى وطنى ان النفيس نفيس اينما كانا قال (ع): (و الصاحب من مستصحبه)، اى و التابع من متبوعه.

و الشوه: جمع شوهاء، و هى القبيحه الوجه، شاهت الوجوه تشوه شوها، قبحت، و شوهه الله فهو مشوه، و هى شوهاء، و لايقال للذكر: اشوه.

و مخشيه مخوفه.

و قطعا جاهليه، شبهها بقطع السحاب لتراكمها على الناس، و جعلها جاهليه لانها كافعال الجاهليه الذين لم يكن لهم دين يردعهم، و يروى: (شوهاء) و (قطعاء)، اى نكراء، كالمقطوعه اليد.

قوله: (نحن اهل البيت منها بمنجاه)، اى بمعزل، و النجاه و النجوه: المكان المرتفع الذ
ى تظن انه نجاك، و لايعلوه السيل.

و لسنا فيها بدعاه اى لسنا من انصار تلك الدعوه.

و (اهل البيت) منصوب على الاختصاص، كقولهم: نحن معشر العرب نفعل كذا، و نحن آل فلان كرماء.

قوله: (كتفريج الاديم): الاديم الجلد، و جمعه ادم مثل افيق و افق، و يجمع ايضا على (آدمه)، كرغيف و ارغفه، و وجه التشبيه ان الجلد ينكشف عما تحته، فوعدهم (ع) بان الله تعالى يكشف تلك الغماء كانكشاف الجلد عن اللحم، بمن يسومهم خسفا، و يوليهم ذلا.

و العنف، بالضم: ضد الرفق.

و كاس مصبره ممزوجه بالصبر لهذا المر، و يجوز ان يكون (مصبره) مملوءه الى اصبارها، و هى جوانبها، و فى المثل: (اخذها باصبارها) اى تامه، الواحد صبر، بالضم.

و يحلسهم: يلبسهم، احلست البعير البسته الحلس، و هو كساء رقيق يكون تحت البرذعه، يقال: له حلس و حلس، مثل شبه و شبه.

و الجزور من الابل: يقع على الذكر و الانثى، و جزرها: ذبحها.

و هذا الكلام اخبار عن ظهور المسوده، و انقراض ملك بنى اميه.

و وقع الامر بموجب اخباره صلوات الله عليه حتى لقد صدق قوله: (لقد تود قريش...) الكلام الى آخره، فان ارباب السير كلهم نقلوا ان مروان بن محمد قال يوم الزاب لما شاهد عبدالله بن على بن عبدالله بن العباس بازائه فى ص
ف خراسان: لوددت ان على بن ابى طالب تحت هذه الرايه بدلا من هذا الفتى، و القصه طويله و هى مشهوره.

و هذه الخطبه ذكرها جماعه من اصحاب السير، و هى متداوله منقوله مستفيضه، خطب بها على (ع) بعد انقضاء امر النهروان، و فيها الفاظ لم يوردها الرضى رحمه الله، من ذلك قوله (ع): (و لم يكن ليجترى ء عليها غيرى، و لو لم اك فيكم ما قوتل اصحاب الجمل و النهروان.

و ايم الله لولا ان تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله عزوجل على لسان نبيكم (ص): لمن قاتلهم مبصرا لضلالتهم، عارفا للهدى الذى نحن عليه، سلونى قبل ان تفقدونى، فانى ميت عن قريب او مقتول، بل قتلا ما ينتظر اشقاها ان يخضب هذه بدم).

و ضرب بيده الى لحيته.

و منها فى ذكر بنى اميه: (يظهر اهل باطلها على اهل حقها، حتى تملا الارض عدوانا و ظلما و بدعا الى ان يضع الله عز و جل جبروتها، و يكسر عمدها، و ينزع اوتادها.

الا و انكم مدركوها فانصروا قوما كانوا اصحاب رايات بدر و حنين، توجروا، و لا تمالئوا عليهم عدوهم، فتصرعكم البليه، و تحل بكم النقمه).

و منها: (الا مثل انتصار العبد من مولاه اذا رآه اطاعه، و ان توارى عنه شتمه.

و ايم الله لو فرقوكم تحت كل حجر، لجمعكم الله لشر يوم لهم).

و منها: (فانظروا اهل بيت نبيكم، فان لبدوا فالبدوا، و ان استنصروكم فانصروهم، فليفرجن الله الفتنه برجل منا اهل البيت، بابى ابن خيره الاماء، لايعطيهم الا السيف، هرجا هرجا، موضوعا على عاتقه ثمانيه اشهر، حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمه لرحمنا، يغريه الله ببنى اميه حتى يجعلهم حطاما و رفاتا، ملعونين اينما ثقفوا اخذوا و قتلوا تقتيلا.

سنه الله فى الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنه الله تبديلا).

فان قيل: لماذا قال: (و لو لم اك فيكم لما قوتل اهل الجمل و اهل النهروان)، و لم يذكر صفين؟ قيل: لان الشبهه كانت فى اهل الجمل و اهل النهروان ظاهره الالتباس، لان الزبير و طلحه موعودان بالجنه، و عائشه موعوده ان تكون زوجه رسول الله (ص) فى الاخره، كما هى زوجته فى الدنيا، و حال طلحه و الزبير فى السبق و الجهاد و الهجره معلومه، و حال عائشه فى محبه الرسول (ص) لها و ثنائه عليها و نزول القرآن فيها معلومه، و اما اهل النهروان فكانوا اهل قرآن و عباده و اجتهاد، و عزوف عن الدنيا و اقبال على امور الاخره، و هم كانوا قراء اهل العراق و زهادهم، و اما معاويه فكان فاسقا، مشهورا بقله الدين و الانحراف عن الاسلام، و كذلك ناصره و مظاهره على امره عمرو بن العاص،
و من اتبعهما من طغام اهل الشام و اجلافهم وجها الاعراب، فلم يكن امرهم خافيا فى جواز محاربتهم و استحلال قتالهم، بخلاف حال من تقدم ذكره.

فان قيل: و من هذا الرجل الموعود به الذى قال (ع) عنه: (بابى ابن خيره الاماء) ؟ قيل: اما الاماميه فيزعمون انه امامهم الثانى عشر، و انه ابن امه اسمها نرجس، و اما اصحابنا فيزعمون انه فاطمى يولد فى مستقبل الزمان، لام ولد، و ليس بموجود الان.

فان قيل: فمن يكون من بنى اميه فى ذلك الوقت موجودا، حتى يقول (ع) فى امرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم، حتى يودوا لو ان عليا (ع)، كان المتولى لامرهم عوضا عنه؟ قيل: اما الاماميه فيقولون بالرجعه، و يزعمون انه سيعاد قوم باعيانهم من بنى اميه و غيرهم، اذا ظهر امامهم المنتظر، و انه يقطع ايدى اقوام و ارجلهم، و يسمل عيون بعضهم، و يصلب قوما آخرين، و ينتقم من اعداء آل محمد (ع) المتقدمين و المتاخرين.

و اما اصحابنا فيزعمون انه سيخلق الله تعالى فى آخر الزمان رجلا من ولد فاطمه (ع) ليس موجودا الان، و انه يملا الارض عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و ينتقم من الظالمين و ينكل بهم اشد النكال، و انه لام ولد، كما قد ورد فى هذا الاثر و فى غيره من الاثار، و ان اسمه محمد،
كاسم رسول الله (ص)، و انه انما يظهر بعد ان يستولى على كثير من الاسلام ملك من اعقاب بنى اميه، و هو السفيانى الموعود به فى الخبر الصحيح، من ولد ابى سفيان بن حرب بن اميه، و ان الامام الفاطمى يقتله و يقتل اشياعه من بنى اميه و غيرهم، و حينئذ ينزل المسيح (ع) من السماء، و تبدو اشراط الساعه، و تظهر دابه الارض، و يبطل التكليف، و يتحقق قيام الاجساد عند نفخ الصور، كما نطق به الكتاب العزيز.

فان قيل: فانكم قلتم فيما تقدم: ان الوعد انما هو بالسفاح و بعمه عبدالله بن على و المسوده، و ما قلتموه الان مخالف لذلك! قيل: ان ذلك التفسير هو تفسير ما ذكره الرضى رحمه الله تعالى من كلام امير المومنين (ع) فى "نهج البلاغه" و هذا التفسير هو تفسير الزياده التى لم يذكرها الرضى، و هى قوله بابى ابن خيره الاماء.

و قوله: (لو كان هذا من ولد فاطمه لرحمنا)، فلا مناقضه بين التفسيرين.

/ 614