شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 287
نمايش فراداده

خطبه 105-وصف پيامبر و بيان دلاورى

الشرح:

هذا باب من الخطابه شريف، و ذلك لانه ناط بكل واحده من اللفظات لفظه تناسبها و تلائمها لو نيطت بغيرها لما انطبقت عليها، و لااستقرت فى قرارها، الا تراه قال: (امنا لمن علقه)! فالامن مرتب على الاعتلاق، و كذلك فى سائر الفقر كالسلم المرتب على الدخول، و البرهان المرتب على الكلام، و الشاهد المرتب على الخصام، و النور المرتب على الاستضاءه... الى آخرها، الا ترى انه لو قال: (و برهانا لمن دخله، و نورا لمن خاصم عنه، و شاهدا لمن استضاء به)، لكان قد قرن باللفظه ما لايناسبها، فكان قد خرج عن قانون الخطابه، و دخل فى عيب ظاهر! و توسم: تفرس.

و الولائج: جمع وليجه، و هو المدخل الى الوادى و غيره.

و الجنه: الترس.

و ابلج المناهج: معروف الطريق.

و الحلبه: الخيل المجموعه للمسابقه.

و المضمار: موضع تضمير الخيل، و زمان تضميرها.

و الغايه: الرايه المنصوبه، و هو هاهنا خرقه تجعل على قصبه و تنصب فى آخر المدى الذى تنتهى اليه المسابقه، كانه (ع) جعل الاسلام كخيل السباق التى مضمارها كريم، و غايتها رفيعه عاليه، و حلبتها جامعه حاويه، و سبقتها متنافس فيها، و فرسانها اشراف.

ثم وصفه بصفات اخرى، فقال: التصديق طريقه، و الصالحات اعلام ه، و الموت غايته، اى ان الدنيا سجن المومن، و بالموت يخلص من ذلك السجن، و يحظى بالسعاده الابديه.

قال: و الدنيا مضماره، كان الانسان يجرى الى غايه هى الموت، و انما جعلها مضمار الاسلام، لان المسلم يقطع دنياه لا لدنياه بل لاخرته، فالدنيا له كالمضمار للفرس الى الغايه المعينه.

قال: و القيامه حلبته، اى ذات حلبته فحذف المضاف، كقوله تعالى: (هم درجات عند الله) اى ذوو درجات.

ثم قال: و الجنه سبقته، اى جزاء سبقته، فحذف ايضا.

قال الرضى رحمه الله تعالى: و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم، الا اننا كررناه هاهنا لما فى الروايتين من الاختلاف.