شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 306
نمايش فراداده

خطبه 116-موعظه ياران

الشرح:

انتصاب (الاموال) بفعل مقدر دل عليه (بذلتموها) و كذلك (انفس) يقول: لم تبذلوا اموالكم فى رضا من رزقكم اياها، و لم تخاطروا بانفسكم فى رضا الخالق لها، و الاولى بكم ان تبذلوا المال فى رضا رازقه، و النفس فى رضا خالقها، لانه ليس احد احق منه بالمال و النفس و بذلهما فى رضاء.

ثم قال: من العجب انكم تطلبون من عباد الله ان يكرموكم و يطيعوكم لاجل الله، و انتمائكم الى طاعته ثم انكم لاتكرمون الله و لاتطيعونه فى نفع عباده، و الاحسان اليهم.

و محصول هذا القول: كيف تسيمون الناس ان يطيعوكم لاجل الله، ثم انكم انتم لاتطيعون الله، الذى تكلفون الناس ان يطيعوكم لاجله! ثم امرهم باعتبارهم بنزولهم منازل من كان قبلهم، و هذا ماخوذ من قوله تعالى: (و سكنتم فى مساكن الذين ظلموا انفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الامثال).

و روى (عن اصل اخوانكم) و ذلك بموت الاب فانه ينقطع اصل الاخ الواشج بينه و بين اخيه، و الروايه الاولى اظهر.

خطبه 117-ستودن ياران خود

الشرح:

الجنن: جمع جنه و هى ما يستر به.

و بطانه الرجل: خواصه و خالصته الذين لايطوى عنهم سره.

فان قلت: اما ضربه بهم المدبر فمعلوم يعنى الحرب، فما معنى قوله (ع): (و ارجو طاعه المقبل)؟ قلت: لان من ينضوى اليه من المخالفين اذا راى ما عليه شيعته و بطانته من الاخلاق الحميده، و السيره الحسنه اطاعه بقلبه باطنا، بعد ان كان انضوى اليه ظاهرا.

و اعلم ان هذا الكلام قاله اميرالمومنين (ع) للانصار بعد فراغه من حرب الجمل، و قد ذكره المدائنى و الواقدى فى كتابيهما.